قال أسامة جمال، القيادي البارز في المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، "إن الهجمة التي شنها عدد من المرشحين الجمهوريين ضد الجالية المسلمة، إنقلب سحرها عليهم، بعدما ساهمت في تعريتهم أمام الناخبين الأميركيين".
&
&
جواد الصايغ: قال الأمين العام لمجلس المنظمات الإسلامية الأميركية أسامة جمال إن "الحملة العنيفة التي يشنها بعض المرشحين الجمهوريين على الجالية الأميركية المسلمة تأتي على خلفية الاحداث التي تقوم بها مجموعات متطرفة كداعش".
&
أضاف، في مقابلة خاصة، مع صحيفة "إيلاف": "للأسف هؤلاء يسعون إلى كسب الجمهور الأميركي من خلال التخويف وإثارة الرعب للحصول على أكبر عدد من الناخبين، ووجدوا في الجالية المسلمة كبش الفداء، ليغطوا على القضايا الملحّة للشعب الأميركي المتعلقة بالوظائف والإقتصاد والأوضاع الداخلية".
&
تراجع عن مواقف
واعتبر أن "هذه الهجمة لم تكن مفيدة بالنسبة إلى المرشحين، لأنها عرّت الكثير منهم، بسبب مواقفهم الناجمة من قلة اهتمامهم بالداخل والالتزام بالخارج، علهم يكسبون الأصوات، وقد قام عدد من المرشحين بالتراجع عن مواقف أطلقوها في السابق".
إسقاط &ترامب
وعن الوعد الذي أطلقه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بخصوص استخدام الادوات الديمقراطية لإسقاط ترشيح ترامب، رأى أسامة جمال أن "ترامب سيسقط نفسه أكثر مما سيسقطه الآخرون، فهو تجاوز كل الخطوط الحمراء، التي يتطلع إليها الناخبون، فالشعب الأميركي لا ينظر إلى الرئيس فقط بناء على البرنامج الإنتخابي الذي يقدمه، بل أيضًا ينظر إلى شخصيته وسلوكه والمواقف التي يتخذها".
&
أضاف "وبالرغم من سرور كثيرين بمواقف ترامب، إلّا أنه حفر حفرة لنفسه، لن يخرج منها، فقد نأى المرشحون بأنفسهم من مواقفه المتطرفة التي تجاوزت الحدود، وأعطت انعكاسًا سلبيًا عن المبادئ والأسس التي قامت عليها أميركا، ولذلك سيسقط نفسه، وليس هناك شك أن ردنا على مواقفه كان له صدى بين الشعب الأميركي وسياسيي الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
&
ماذا يعرف بن كارسون؟
وفي موضوع دعوة بن كارسون خارجية بلاده إلى التحقيق مع عدد من المنظمات الإسلامية بسبب العلاقة مع الإخوان المسلمين، بالرغم من عدم إدراج الولايات المتحدة للجماعة على لوائح الإرهاب، قال جمال: "لا شك أن كارسون يعلم تمامًا أن المنظمات الإسلامية في أميركا قوية من ناحية علاقتها بالمسلمين الأميركيين، لأنها تقدم الخدمات الأساسية إلى الجالية العربية المسلمة وغير المسلمة، وهو يعلم أن المنظمات الإسلامية لها كلمة مسموعة، ويحاول إضعافنا، من خلال إطلاق حملات تشكيك وتخويف".
&
واعتبر أن "الحكومة الأميركية أكثر من يعلم من يصنّف إرهابيًا أو غيره، ونحن لنا علاقة قوية مع الحكومة، التي تعلم أن هذه مجرد فقاعات لا رصيد لها، وإنما تدخل في إطار التنافس مع ترامب حول من يكون أكثر تشددًا في مهاجمة الجالية المسلمة، وهو (كارسون)، يتبارى مع ترامب في موضوع الإسلاموفوبيا، من أجل تخويف الناخب في قضايا لا يعرفها، ويستندون إلى جهل البعض لإثارة الخوف من أجل استقطاب الأصوات، وبالتالي هو لا يستند إلى قضية أساسية".
&
مواجهة خطاب الجمهوريين
إلام تستندون في حملة مواجهة خطاب المرشحين الجمهوريين؟، سؤال أجاب عنه جمال قائلًا: "نستند إلى قضيتين، الأولى، لم يبرز أي مرشح حالي من الحزب الجمهوري، ينظر إليه على أنه قائد جمهوري من الوزن الثقيل، فالجميع يمتلكون شخصيات مهزوزة، بعكس السنوات الماضية، عندما كان هناك مرشحون يعقد عليهم العزم، ويمتلكون عزيمة".
&
أضاف أن "المرشحين الحاليين لا يتمتعون بجدية كافية، لأنهم يستندون إلى قضايا تهمّ الأميركيين في بعض الأوقات، وليس دائمًا، والشعب هنا يريد برنامجًا انتخابيًا واضحًا من أجل التقدم في المجتمع، خصوصًا في الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية".
&
وتابع قائلًا: "نستند إلى وعي الشعب في النهاية، ونعتقد أن هؤلاء المرشحين لن يستطيعوا أن يقدموا برنامجًا انتخابيًا مطلوبًا، كما نعتمد على تحالفاتنا مع الأقليات الأخرى، فالصوت الإسلامي الأميركي، مع اللاتيني ومع صوت الأفارقة السود وغيرهم من الأقليات، يساهم في توضيح مسار الانتخابات المقبلة والرئيس المقبل، كي يكون جامعًا للأميركيين وملتزمًا بالدستور، الذي يضمن الحقوق لكل الأميركيين على اختلاف أعراقهم ودياناتهم".
&
الحوادث العنصرية
وعن خطة المنظمات الإسلامية حيال مواجهة الهجمات العنصرية، كشف جمال أننا "نقوم بأمور عدة في هذا المجال، فنحن ننسق مع قوى الأمن لمواجهة المتطرفين، وذلك بوضع خطط أمنية لحماية المراكز الإسلامية ودور العبادة والمؤسسات والمنظمات، وهناك تعامل واتصال مستمران مع الأمن القومي ولقاءات دورية تعقد، وأيضًا نلتقي دائمًا مع الشرطة المحلية ومكتب التحقيق الفدرالي، أضف إلى ذلك أن لدينا خطة ثانية للتوعية، ويوم أمس في مؤتمرنا الصحافي أطلقنا مبادرة أسميناها "أميركا واحدة"، ونعني بها أن الشعب بكل أعراقه شعب واحد، وسنقوم برحلة عبر حافلة كبيرة لنجوب جميع الولايات من الشرق حتى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، لإجراء لقاءات مع منظمات المجتمع الأميركي وكنائسه للتعريف بالمسلمين الأميركيين وبالإسلام، كما إننا نقوم بتوثيق الصداقة والتعاون بيننا وبين الكنائس والمعابد اليهودية".
&
الموقف العربي حيال الجمهوريين
في موضوع الموقف الرسمي للدول العربية والإسلامية حيال تصريحات المرشحين الجمهوريين، أشار إلى أنه "وبدون أدنى شك المواقف الرسمية كانت متفاوتة، وهناك دول أدانت مثل هذه المواقف بصراحة وصرامة، وأكدت أنها لا تخدم العلاقات التاريخية، خاصة وأن الكثير من هذه الدول تعتبر معتدلة، وستؤثر هذه التصريحات سلبًا على مواقف هذه الدول مع شعوبها أولًا، ومع أميركا ثانيًا".&
&
أضاف "نحن نشكر الدول على هذه المواقف الثابتة، لأن الموضوع يتعدى الأطراف التي تطلق مواقف تتعرّض للإسلام، الذي يخدم الحضارة الإنسانية، خصوصًا أن بعض الشخصيات حاولت اختصار تاريخ الإسلام بمواقف مجموعات منبوذة ومرفوضة من المسلمين".&
&
لافتًا إلى أن "هناك مواقف مائعة صدرت من بعض الدول العربية لم ترتقِ إلى الموقف القوي والثابت، ولعلها كانت تهمس إلى النيل من بعض المؤسسات والمنظمات، وأرادت أن يكون صوتها خافتًا، وليس معلنًا، وهذا سيسجله التاريخ، لأن هذا الأمر يتعدى حركات وأشخاصًا، ويتعلق بالدين الإسلامي السمح وتاريخ الأمة الإسلامية، الذي ساهم في الحضارة الإنسانية".
&
دور المنظمات الإسلامية
وعن الأمور التي تحتاجها المنظمات الإسلامية لتعزيز دورها، قال: "أعتقد أننا بحاجة إلى الوحدة الداخلية، وهذا كان بارزًا في مؤتمر القمة، الذي عقدناه لقيادات الجالية الإسلامية على مستوى أميركا، حيث حضر أكثر من مئة رئيس وإمام وناشط في الجالية، وكان مؤتمرًا ناجحًا، تخللته مواقف متحدة ورؤية واضحة، وهذا كان من أهم الأمور التي كنا بحاجة إليها، وسنعمل على تعزيزها، كما إننا بحاجة إلى تفعيل عمل الجالية، من خلال الانخراط في العملية الانتخابية، خاصة أنها الحصن الذي يقي الجالية أصوات التهميش والتشكيك بها".&
&
تابع: "فالمرشح سيكون بحاجة إلى كل صوت، وسيكون بحاجة إلى التقارب مع كل صوت، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز العلاقة بين المنظمات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني والدينية، كالكنائس وغيرها، وأيضًا نحن نعمل من أجل تعزيز قوتنا وحضورنا، من خلال المساهمة في القضايا المشتركة للشعب الأميركي بكل فئاته، كالمطالبات بالضمان الصحي، والعمل على تأمين المساكن للمحتاجين والطبقة الفقيرة، وهناك الكثير من البرامج، التي كنا شركاء فيها مع منظمات المجتمع المدني، وهذا ما أدى إلى تقوية أواصر العلاقات، ونسعى إلى تقويتها أكثر والحفاظ عليها".
&
الديمقراطي أم الجمهوري؟
هل تفضلون وصول مرشح ديمقراطي إلى الرئاسة الأميركية، سؤال يجيب عنه أسامة جمال بالقول: "نحن في النهاية مع المرشح الذي يكون لكل أميركا، والذي يضمن الحريات الدينية والمدنية، والذي يحمل هموم الشعب، بغضّ النظر عن انتمائه، ولا بد من الإشارة إلى أن الجالية الإسلامية كان لها في الماضي ميل إلى الحزب الجمهوري أكثر من الديمقراطي، على إعتبار أن الجالية محافظة في طبيعتها وانتمائها الديني، ولكن بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) والمواقف المتشددة التي ظهرت من قبل شخصيات في الحزب الجمهوري، اندفع الناخب الإسلامي لتفضيل المرشح الديمقراطي".
&
وختم قائلًا: "في الوقت الحالي الأفضلية لمن يكون رئيسًا أميركيًا بامتياز يحمل آمال وتطلعات الشعب الأميركي، ونأمل بخروج مرشح جمهوري، يحمل هذه الصفات، وآخر ديمقراطي، كي تكون المنافسة لمن يكون الأفضل، ويكون في النهاية رئيسًا لأميركا، وبهذه المناسبة أطلقنا حملة "المليون ناخب"، وسنعمل كمؤسسات خيرية على تسجيل أكبر عدد من الناخبين، ونترك للمنظمات التي لها الحق في دعم المرشحين أن يكون لها قرار تجيير الأصوات، فبمجرد امتلاك هذا الرصيد من الناخبين ستفتح&شهية المرشحين مهما تطرفوا".
&
التعليقات