بعد تمكن الجيش العراقي من تحرير مدينة الرمادي غرب بغداد وتكرار دعوات تحرير الموصل قريباً قام تنظيم داعش بتفخيخ الشوارع وإعادة تبليطها وربطها بأجهزة تفجير عن بعد لإعاقة تقدم الجيش العراقي المتوقع قريباً.

بغداد: بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قرب التوجه إلى الموصل لتحريرها من تنظيم داعش، قصفت طائرات التحالف الدولي بنحو مكثف أبرز معاقل التنظيم داخل المدينة بعد قيامه بتفخيخ جسور وشوارع رئيسة فيها، وإثر عمليات انتقام جماعية خلال الساعات الأخيرة في ظل انباء عن وصول معدات عسكرية أميركية إلى كردستان للمشاركة في معركة الموصل.

وقالت مصادر عسكرية "إيلاف" ان "طائرات مسيرة وأخرى حربية نفذت صباح الثلاثاء، تسع غارات جوية استهدفت خلالها تنظيم داعش في منشأة الكندي شمالي مدينة الموصل والتي كانت مقر فرقة المشاة الثانية للجيش العراقي قبل احداث 10 حزيران عام 2014 واتخذها التنظيم فيما بعد مقرا له لتخزين السلاح والعتاد والاليات القتالية المختلفة".

البيشمركة

من جهته، قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إن الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة البيشمركة لاسترداد الموصل، متوقعا أن يكون الهجوم المزمع في غاية الصعوبة.

وقال زيباري وهو واحد من أبرز القادة الكرد ان "الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسة، مشيرًا إلى أنّ "البيشمركة قوة رئيسة ولا يمكن استعادة الموصل من دونها". وفيما قال ان معركة الموصل ستكون "صعبة جدا جدا" فإنه اكد انها "لن تكون عملية سهلة فقد ظلوا يقوون أنفسهم لفترة من الوقت لكنها ممكنة".

وأضاف أن "الجيش ربما يحتاج للاستعانة بقوى سنية محلية في أدوار معاونة وربما قوات الحشد الشعبي وذلك في ضوء مساحة المنطقة التي تحتاج لتأمينها حول الموصل خلال الهجوم".

وبحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بشكل مفصل ملف تحرير مدينة الموصل والتحضيرات اللازمة، وذلك في اطار استعراض مستجدات الوضع السياسي والتطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها محافظة الأنبار والتي تمثلت بتحرير مدينة الرمادي وتطهيرها من داعش.

لكن اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق ورئيس ائتلاف متحدون في نينوى قال في صفحته الرسمية "اذا تاخر الجيش العراقي فهناك خيارات اخرى بالتعاون مع التحالفين الدولي والإسلامي ولكننا نرجو الوجود الأسرع للجيش العراقي".

وأعلن النجيفي الذي زار امس معسكر زليكان في بعشيقة "الاستعداد للتعاون الكامل مع الجيش العراقي في عملية تحرير الموصل بعيدا عن تدخل الميليشيات الأخرى".

أسلحة

وقال النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي لـ"إيلاف" إن "اطلاق رئيس الوزراء شعار قادمون لتحرير الموصل يأتي هذه المرة بالتزامن مع وصول أسلحة ومعدات قامت الولايات المتحدة بتزويد مقر قيادة عمليات تحرير نينوى في منطقة مخمور بها".

وأشار إلى أنّ واشنطن "جهزت المعسكر بــ 250 عجلة من نوع همر وانه في النية أستكمال تجهيز المعسكر والجنود بكافة المستلزمات".

وأشار إلى أنّ "هناك لوائين تابعين للفرقة 15 على استعداد للمشاركة في عملية التحرير حال صدور أمر الحركة لهما لغرض التحرك إلى مقر قيادة عمليات نينوى فضلا عن فوج مغاوير في قاعدة سبايكر وهذه القوات ستكون نواة القوة التي تشترك في التحرير بمساندة الحشد العشائري في جنوب الموصل".

وانتقد اللويزي اثيل النجيفي معتبرا دعوته للاستعانة بالتحالف الدولي أو الاسلامي في عمليات تحرير الموصل، وقال انها "هي تصريحات للاستهلاك الاعلامي أكثر من كونها واقعية" مؤكداً ان التحالف الدولي "هو من يتولى عملياً إدارة عملية التحرير وهو من سيقوم بتحديد ساعة الصفر لانه يتحكم بامرين اساسيين هما توفير الغطاء الجوي وتجهيز قطعات الجيش العراقي التي ستتلى عملية التحرير بالأسلحة".

تفخيخ

واقدم تنظيم داعش على تفخيخ شوارع وجسور رئيسة في الموصل، بحسب بلاغ لجهاز الامن الوطني، الذي اكد على أهالي المدينة عدم التقرب من اعمال (التبليط) يقوم "العدو"، في إشارة إلى داعش، مؤخرا وذلك لكونه قام من خلالها بحفر الشوارع وتلغيمها واعاده تبليطها من جديد. وأشار البلاغ إلى أنّ هذه الأماكن هي "الجسر الرابع وطريق الغابات و شارع الهرمات و مدخل الموصل من جهة حي العربي".
&
إلى ذلك قام مسلحون ملثمون من تنظيم داعش بمداهمة منازل في مناطق (تل الرمان والرسالة والعامل والاوزاعي) واعتقلوا عددا من الشباب واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

واعدم تنظيم داعش 20 شابا من سكان قرية الحود التحتاني ضمن ناحية القيارة جنوب الموصل، بحسب سكان محليين أشاروا إلى أنّ التنظيم اقدم على اعدام هؤلاء الشباب على خلفية تعاونهم مع القوات الامنية والعسكرية والعبور من القرية باتجاه قضاء مخمور الذي تسيطر عليه قوات البيشمركة.

وكانت عناصر داعش اجبرت 5000 مواطن من سكان قرية الحود على مغادرة القرية وتركهم بالعراء ومصادرة ممتلكاتهم واعتبرتها غنائم على خلفية تعاون سكان القرية مع القوات الامنية.

مقبرة جماعية

وتم العثور على مقبرة جماعية تعود لمنتسبين في القوات الامنية والعسكرية غرب مدينة الموصل بالقرب من بلدة بادوش، بحسب سكان محليين أشاروا أيضا إلى العثور على البطاقات والهويات التعريفية بالضحايا في مكان المقبرة، فيما تم نقل الرفات إلى مركز الطب العدلي في الموصل.