تمكنت القوات العراقية من تضييق الخناق على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في الرمادي وأفشلت صواريخ كورنيت الموجهة بالليزر خطط التنظيم المتمثلة بالعربات الانتحارية التي دأب على استخدامها.
محمد الغزي: حققت القوات العراقية تقدما آخر في معركة استعادة الرمادي بإحداث خرق جديد في تحصينات داعش بقلب المدينة حيث يتحصن عناصر التنظيم في المربع الحكومي، فيما لا تزال الخشية على الاسر العالقة أحد أسباب تعطل الهجوم الحاسم بعد ان ضاقت دائرة القتال لتصبح بحدود كيلو متر واحد، فيما أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" إحصائية رسمية تؤكد مقتل 11118 عراقيا، وإصابة 18419 آخرين في تفجيرات وأعمال عنف مختلفة خلال عام 2015.
وقال قائد فرقة الرد السريع اللواء ثامر إسماعيل ان "القوات الامنية تبعد بنحو كيلو متر واحد عن المجمع الحكومي وان دائرة القتال ضاقت في حصار مطبق على عناصر داعش" مبينا انه ليس سوى فترة قصيرة جدا ما تفصلنا عن تحرير مركز المدينة ورفع العلم العراقي فوقه".
وأشار الى ان قواته ستتولى حماية حزام المعركة ولن تشارك في عملية الهجوم الذي ستنفذه قوات نخبة من جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي وقيادة شرطة الإرهاب.
وأشار الى ان "الإرهابيين كلما اقاموا خط صد انهار امام تقدم القوات الأمنية وان دفاعاتهم في منطقة الحوز تحطمت بالكامل".
صواريخ "كورنت"
وافسدت بحسب مصدر عسكري، الصواريخ الموجهة المضادة للدروع من طراز "كورنيت ـ 9 ام ـ 133" المتطورة خطط عناصر داعش في مهاجمة القوات الأمنية بعربات مفخخة مدرعة، وهي صواريخ موجهة بالليزر، ما دفعه الى عدم اللجوء الى هذه الخطوة، فيما واصل عناصره التحصن معتمدين أسلوب القتال عبر قناصين، فيما لاذ آخرون بالهروب.
وأكد المتحدث باسم قيادة شرطة الأنبار العقيد ياسر الدليمي، أن "عدداً من قادة وعناصر تنظيم داعش هربوا من المناطق المتبقية من مدينة الرمادي صوب الصوفية والسجارية شرقي الرمادي".
وأضاف أن "عملية هروبهم جاءت نتيجة العمليات العسكرية المستمرة وضربات المدافع والضربات الجوية للتحالف الدولي".
دروع بشرية
وقال رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت لـ"إيلاف" ان "الايام المقبلة ستشهد الاعلان الكامل لتحرير مدينة الرمادي من تنظيم داعش".
وأوضح كرحوت ان "القوات المشتركة بجميع صنوفها يتقدمها جهاز مكافحة الارهاب سيطرت على مجمل مدينة الرمادي لكن ما يؤخر تقدم القوات الامنية لتحرير المدينة بالكامل هو عدم اعطاء خسائر في صفوف المدنيين الذين قد يستخدمهم ارهابيو داعش دروعا بشرية".
وكشف عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي عن هروب عشرات الاسر المحتجزة لدى تنظيم داعش في مركز مدينة الرمادي، مشيراً إلى أنها لجأت الى القطعات الأمنية.
وقال الفهداوي لـ"إيلاف" ان "عشرات الاسر المحتجزة لدى تنظيم داعش الإرهابي تمكنت، اليوم، من الهروب واللجوء الى القطعات العسكرية في المحور الشرقي للمدينة".
من جهة اخرى، تمكنت 50 اسرة كان يستخدمها عناصر داعش دروعا بشرية من الهروب خلال القتال في محيط المجمع الحكومي، بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة الى مركز المدينة من المحور الجنوبي.
وقال المتحدث باسم مجلس محافظة الانبار، عيد عماش الكربولي لـ"إيلاف" ان "سكان الرمادي الذي كان يحتجزهم داعش في وسط المدينة فروا من الحصار وتوجهوا الى وحدات عسكرية في تل مشيهدية" شرق الرمادي، موضحا انه جرى "عزل النساء عن الرجال لاغراض أمنية، ومن اجل تدقيق هوية الرجال وخصوصا الشباب".
ولفت الكربولي الى أنه "تم تخصيص باصات لنقل النساء الى مخيم الحبانية".
وكان المتحدث باسم الجيش الأميركي ستيف وارن قال ان هناك بين 250 إلى 350 من مقاتلي داعش في الرمادي، وكذلك بضع مئات خارج المدينة على محيطها الشمالي والغربي، مؤكدا حتمية استعادة المدينة رغم صعوبة المعركة لكنه لفت الى ان "المسؤولين الأميركيين عثروا على منشور في الفلوجة كان يوزع على مقاتلي داعش ، مطالبا إياهم بالتنكر في زي قوات الأمن العراقية ثم تصوير أنفسهم وهم يرتكبون الفظائع، مثل قتل وتعذيب المدنيين ونسف المساجد".
احصائية
وقتل أكثر من 11 ألف عراقي غالبيتهم من المدنيين، وأصيب نحو 18 ألفاً بجروح مختلفة بينهم عسكريون بـ"أعمال عنف"، وتفجيرات، ومعارك متواصلة، شهدتها غالبية المدن العراقية، خلال عام 2015.
وبحسب إحصائيات رسمية شهرية صادرة عن بعثة الأمم المتحدة (يونامي) لمساعدة العراق، فإن ما مجموعه (11.118) عراقي قتلوا، وأصيب (18.419) آخرون، بتفجيرات و"أعمال عنف"، مختلفة وقعت غالبيتها في العاصمة بغداد، والمحافظات الشمالية والغربية، وتبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته، عن تنفيذ قسم كبير من تلك العمليات.
وسجلت أشهر فبراير، ومايو، ويونيو، ويوليو، وأغسطس من العام 2015 أكثر من نصف القتلى، والجرحى، بمجموع بلغ (6257) قتيلاً، و(9570)، سقط أغلبهم، إثر تفجير سيارات مفخخة، وعبوات ناسفة، وهجمات انتحارية، وفق البيانات الأممية.
&
التعليقات