عشية اقتحام القوات العراقية مدينة الرمادي لتحريرها من سيطرة داعش وبالترافق مع زيارته الى قيادة القوات المشتركة للاطمئنان الى الوضع العسكري، توجه حيدر العبادي الى الصين مساء اليوم لتوقيع اتفاقات عسكرية وسياسية واستثمارية.
أسامة مهدي: قبيل مغادرته بغداد بساعتين، اطلع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي خلال زيارة الى مقر قيادة العمليات المشتركة على آخر مستجدات العمليات العسكرية في قواطع المواجهات المسلحة ضد تنظيم "داعش" وخاصة في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية التي يسيطر عليها التنظيم منذ ستة اشهر.
وتأتي مغادرة العبادي الى الصين متزامنة مع اعلان رئيس اركان الجيش الفريق عثمان الغانمي الاثنين أن عملية اقتحام الرمادي ستبدأ في الساعات المقبلة.
كما اكد وزير الدفاع خالد العبيدي اليوم ان مدينة الرمادي على اعتاب التحرير، مشيرا الى "تحرير 23% من اراضي محافظة الانبار بعد ان كانت داعش تسيطر على 40% منها ولم يبق الا 17% ستحرر خلال فترة قصيرة".
ومن جهته قال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد ستيف وارن في مؤتمر صحافي في مقر السفارة العراقية في بغداد اليوم ان "الجيش العراقي هو الذي سيحرر الرمادي بالتعاون مع الشرطة العراقية"، مؤكدا انه "لن يكون هناك أي جنود أميركيين ودور التحالف سيكون جويا فقط".
وأعلنت وزارة الدفاع ان داعش تمنع المدنيين من مغادرة مدينة الرمادي لاستخدامهم كدروع بشرية.
وأسقطت طائرات الجيش العراقي منشورات أمس على الرمادي طلبت فيها من السكان المغادرة في غضون 72 ساعة وأشارت إلى طرق آمنة لخروجهم.
وتقدر المخابرات العراقية أن عدد الارهابيين الذين يتحصنون في وسط الرمادي يتراوح بين 250 و300 مقاتل.
العبادي سيطلب سلاحا واستثمارات صينية في العراق
توجه العبادي الى الصين لتوقيع اتفاقيات تعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري والاستثمار في مجالات النفط والطاقة وتطوير الخدمات والبنى التحتية.
وسيبحث العبادي والوفد المرافق له مع الرئيس الصيني ورئيس مجلس الدولة ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب تطوير العلاقات بين البلدين والتعاون في المجال الاقتصادي والعسكري والأمني والذي يعد من المحاور الأساسية في المباحثات العراقية الصينية حيث يتطلع العراق الى توسيع التعاون الاقتصادي وتمويل المشاريع وزيادة حضور الشركات الصينية والاستثمار في مجالات النفط والطاقة وتطوير الخدمات والبنى التحتية.
وقال العبادي في تصريح قبيل مغادرته بغداد "اننا نتطلع ان تكون زيارتنا الى جمهورية الصين الشعبية زيارة ناجحة وتكون نتائجها كبيرة لصالح البلدين وتسفر عن توقيع عدة اتفاقيات في مختلف المجالات".
واضاف ان هذه الزيارة تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية لدعم الاقتصاد وتنويع مصادر السلاح كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
وسيتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المذكورة. ويضم الوفد الرسمي المرافق للعبادي عددا من الوزراء والمسؤولين والمستشارين في مجالات الأمن والاقتصاد والمال والدفاع والنفط.
وكانت الصين اكدت& للعراق مؤخرا دعمه عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا وحرصها على تطوير علاقاتها معه في المجالات الاقتصادية.
وعبر مستشار الدولة في الصين الشعبية يانغ جيتشي خلال اجتماعه في بغداد مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي عن استعداد بلاده لتطوير العلاقات بين البلدين وتقديمها الدعم للعراق الذي وصفه بأحد أكبر الشركاء التجاريين للصين في منطقة الشرق الأوسط في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية وتقديم المزيد من المساعدات الى النازحين العراقيين في المجالات الانسانية.
وأكد جيتشي خلال زيارة الى بغداد دعم بلاده للعراق في الحرب التي يخوضها ضد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد.
واشار الى "الدعم اللوجستي الذي قدمته الصين مؤخراً إلى العراق وإلى مواصلة العاملين الصينيين عملهم في العراق".
ثلاثة محاور في مباحثات العبادي
وقال العبادي اليوم انه سيبحث خلال زيارته الى الصين ثلاث قضايا اساسية وهي النفط والاستثمار والتسليح، مشيرا الى ان مسؤولين في القطاع المالي سيكونون ضمن الوفد لتسهيل التبادل التجاري والعقود.
واضاف انه سيبحث مع المسؤولين الصينيين ثلاثة مجالات اساسية هي النفط والاستثمار والتسليح، موضحا ان هدف زيارته هذه هو تعميق العلاقات بين بكين وبغداد التي تخوض حربا ضد الارهاب.
وقال ان العراق يتطلع الى زيادة انتاجه النفطي وتصديره للنفط "واعتقد ان الصين تستطيع ان تساهم في ذلك نظرا لوجود شركات صينية اساسية تعمل في حقول النفط وفي مجال الانشاءات والخدمات الاخرى وتقوم بجهد حقيقي في العراق من اجل بناء البنى التحتية".
واشار العبادي الى انه سيبحث كذلك الاستثمارات الصينية في مجالي البنى التحتية والاستثمار، مشددا في تصريحات خاصة لوكالة "شينخوا" الصينية&على ان العراق فيه خزين نفطي هائل، مشيرا الى انه "وفقا لتقديرات الخبراء فان آخر برميل نفط في العالم سيكون في العراق".
واشار الى ان "المجال الثالث الذي سيتناوله خلال الزيارة هو الجانب العسكري لان العراق يخوض اليوم حربا ونتطلع الى مزيد من التعاون العسكري مع الصين، موضحا ان مسؤولين في القطاع المالي سيرافقونه في زيارته هذه لكي يسهلوا التبادل التجاري والعقود التي قد تكون طويلة المدى بين الجانبين.
وقال ان "العراق يسعى الى تطوير وتعميق العلاقات مع الصين في جميع المجالات وخاصة الاستثمار واعادة بناء البنى التحتية".
يذكر أن الصين غدت أكبر شريك تجاري للعراق وأكبر مستثمر في قطاعي النفط والكهرباء فيه، إذ وصل حجم التبادلات التجارية بين البلدين العام الماضي إلى 24 مليار دولار بزيادة 40 في المائة عن& العام الذي قبله حيث تعمل حاليًا أكثر من 52 شركة صينية كبرى في العراق في مجالات النفط والكهرباء والاتصالات وغيرها.
التعليقات