شنت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة لاقتحام مركز مدينة الرمادي واستعادتها بالكامل من قبضة تنظيم داعش، بعد حصار دام لأيام إثر سيطرة القوات العراقية على مناطق في المدينة التي تعد مركز محافظة الأنبار مترامية الاطراف، فيما أكد قائد عمليات الأنبار انكسار عناصر داعش مع الساعات الأولى لانطلاق الهجوم.

بغداد: أعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي بدء العملية العسكرية الشاملة لاقتحام الرمادي، مؤكدًا شن القوات العراقية عملية استعادة الرمادي (مركز محافظة الأنبار).

وقال الغانمي إن "القوات العراقية تشن عملية استعادة الرمادي اليوم الثلاثاء"... مشيرًا إلى أنّ "الجيش سيستعيد مركز مدينة الرمادي من قبضة تنظيم داعش والسيطرة عليها بشكل كامل". وفرضت القوات العراقية الاسبوع الماضي حصارًا على عناصر داعش في مركز المدينة بعد سيطرتها الكاملة على مناطق جديدة في الرمادي أبرزها أحياء التأميم والقادسية والبوذياب.

إنكسار

من جهته أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء اسماعيل المحلاوي انطلاق عملية عسكرية لــ"تحرير منطقة جزيرة البو ذياب والجرايشي شمال الرمادي". وأكد المحلاوي "انكسار عناصر داعش هناك وأن الدبابات وناقلات الأشخاص المدرعة وطيران التحالف وطيران القوة الجوية العراقية كانوا متواجدين بفاعلية في هذه المعركة".

وأكد تمكن القوات الأمنية من تحرير حي الضباط في الرمادي ورفع العلم العراقي فيه مشيرًا إلى أنّ قوات الشرطة الاتحادية نجحت أيضًا بمهاجمة عناصر من تنظيم داعش وعبور شارع 60 للمشاركة في معركة استعادة مركز المدينة.

فيما قال المقدم زيد حمادي من قيادة عمليات الأنبار إن "الجيش العراقي يخوض اشتباكات مسلحة عنيفة وقتال شوارع في مناطق الحميرة والملعب جنوبي مدينة الرمادي". مضيفا أن "مقاتلات التحالف الدولي شنت غارات جوية ضد مواقع داعش بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية صباح اليوم اليوم الثلاثاء".

وأضاف أيضا أن "ستة من عناصر داعش قتلوا خلال معارك في منطقة البوذياب الواقعة شمال الرمادي". كما أشار إلى "استعادة منطقة البو عيثة من سيطرة داعش وتسليمها إلى قوات من الحشد الشعبي من أبناء الأنبار بعد الانتهاء من عمليات تفكيك العبوات الناسفة".

وتمكن جهاز مكافحة الإرهاب من دخول حي البكر الواقع بين منطقتي الحميرة والمجمع الحكومي وان عناصر الفرقة الهندسية فيه باشروا بتطهير المنازل والابنية من العبوات الناسفة.

وأكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعماني أن " قوة من الجهاز شرعت بعبور ضفة نهر الفرات من منطقة تم تحديدها وتأمينها"، مبيناً أنه "بعد عبور النهر انقسمت القوات إلى عدة محاور حسب الخطة التي رسمت من رئيس الجهاز".

وأشار النعمان إلى أن "هذه العملية كانت خاطفة وهرب على إثرها عدد من عناصر التنظيم إلى المزارع المجاورة"، لافتاً إلى أنه "تم قتل 12 إرهابياً حتى الآن، وتفجير سيارتين مفخختين، بما تحملانه من سائقين ومرافقين".

ونقلت قناة "العراقية" شبه الرسمية صورا تبين أن "القوات تتقدم نحو مركز المدينة بإسناد من الطيران العراقي وطيران قوات التحالف". وكانت طائرات الجيش العراقي القت منشورات على مدينة الرمادي طالبت السكان بمغادرة المدينة خلال 72 ساعة.

ويعرقل تقدم القوات العراقية أن مركز المدينة ملغم بالمفخخات والقناصين، ما دفع قوات مكافحة الإرهاب إلى الاستعانة بقناصين في الجيش العراقي في ساعات الصباح الأولى من الهجوم لمنع أي تحرك لعناصر داعش.

وقتل 14 من الجيش العراقي والحشد العشائري في تفجير انتحاري شمال الرمادي، فيما اعتقل داعش عددًا من الشباب في الرمادي قبيل ساعات من انطلاق العملية. وكان تنظيم داعش الإرهابي سيطر على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق في آيار (مايو) الماضي.
&
جيوب

وأكد عضو اتحاد القوى العراقية محمد الكربولي انه في الساعات القليلة المقبلة "سيتم القضاء على آخر أوكار عصابات تنظيم داعش الارهابي في مدينة الرمادي"، داعيا "العوائل اﻷنبارية المرابطة في مركز مدينة الرمادي إلى التعاون مع القوات المسلحة وأبناء عمومتهم من متطوعي العشائر للقضاء على جيوب تنظيم داعش المنهزم وتطهيرها من تابعيهم".

وناشد الكربولي وهو نائب عن محافظة الأنبار قيادة عمليات اﻷنبار وقيادة الحشد العشائري إلى استثمار انكسار عصابات الإرهاب والضرب بيد من حديد على كل زمر الإرهاب وجيوبه ومسك اﻷرض بغية تهيئتها لعودة أهلها النازحين وبدأ صفحة إعادة البناء واﻷعمار.

طيران التحالف

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن أشار خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الأميركية وسط بغداد إلى أنّ " ستة آلاف ضربة منها نفذت في العراق، فيما أكد مقتل الآلاف من عناصر العصابات الارهابية، وتدمير عشرات المركبات والمباني بتلك الضربات".

وأضاف أن "التحالف الدولي نفذ تسعة آلاف ضربة جوية ضد داعش في العراق وسوريا حتى الآن"، كاشفًا عن البدء بالتحقيق في استهداف جنود عراقيين بنيران صديقة. وتابع وارن أن "ستة آلاف ضربة منها تمت ضد أهداف الدواعش في العراق"، مبينًا أن "تلك الضربات أسفرت عن مقتل الآلاف من عصابات داعش الإرهابية، وتدمير عشرات المباني والمركبات".