ميكيتيفكا: ليس هناك اي سلطة في ميكيتيفكا على خط الجبهة في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا. وتؤكد الممرضة نيليا، الممثلة الوحيدة للدوائر العامة في ثلاث قرى ان احدا لن يتمكن من التصويت هنا الاحد في الانتخابات المحلية.
الجنود الاوكرانيون منتشرون في القرية. ولكن على بعد عشرة كيلومترات من هنا توجد غورليفكا، المدينة التي يقطنها 250 الف نسمة وتشكل احد معاقل الانفصاليين الموالين لموسكو.
وميكيتيفكا واحدة من 122 بلدة تقع في شرق اوكرانيا وتندرج في ما يسمى "المنطقة الرمادية"، حيث قررت كييف عدم اجراء انتخابات لدواع امنية. والسيناريو عينه سيتكرر في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.
حين تتنقل نيليا خرياشتشينيوك (52 عاما) بين ميكيتيفكا وكوديما واودراديفكا حيث تعمل في الوقت نفسه ممرضة ومساعدة اجتماعية لنحو 120 الف شخص بقوا في هذه المنطقة الخطرة، تحرص على ارتداء ملابس ذات الوان زاهية. وتؤكد بشيء من الفكاهة انها طريقتها للاعتراض على كونها تعمل في "منطقة رمادية"، وهو مصطلح للدلالة على المنطقة التي تغيب عنها السلطات العامة.
كان لدى السكان امل ضئيل بان يتحسن وضعهم. لكنه سرعان ما تبدد حين علموا بان الانتخابات لن تجري في بلداتهم.
وتقول نيليا "نحن على خط الجبهة. لم نشاهد رئيسة بلدية القرية منذ اكثر من عام. تقول انه ينقصها الوقود لمعاودة عملها. لا نجد هنا سوى الجنود الاوكرانيين".
&- سلطات كييف لا تأبه-
الهدنة الجديدة التي اعلنت في الاول من ايلول/سبتمبر لا تزال صامدة عموما في منطقة النزاع حيث قتل اكثر من ثمانية الاف شخص منذ نيسان/ابريل 2014. لكن دوي قذائف الهاون لا يزال يتردد في انحاء ميكيتيفكا.
وتضيف نيليا باسف "لن تنظم هنا انتخابات، وسلطات كييف لا تأبه للامر. هنا في +المنطقة الرمادية+ يحاول الجميع كسب المال عبر اجبار الناس الذي يعبرون الحواجز على دفع رشى".
مرة واحدة في الاسبوع، يستطيع سكان ميكيتيفكا وكوديما شراء الخبز الذي ينقل اليهم في سيارة. وفي انتظار ذلك، يتذكر المتقاعدون ان صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية كانت تصل اليهم بالوسيلة نفسها.
وتعلق صوفيا نيكيتنكو (62 عاما) متكئة على كيس يمكن جره لنقل مشترياتها "ليت رجلا حازما يقود البلدة لمعالجة مشاكلها. ولكن اطلاق النار مستمر ولا انتخابات والعسكريون يحكموننا".
في قرية مايورسك الواقعة في المنطقة العازلة بين غورليفكا الانفصالية وارتيميفسك التي يسيطر عليها الجيش الاوكراني، سدت نوافذ بيوت عدة بالخشب والسكان يستخدمون مدافىء الحطب بدل الغاز. لقد علمت الحرب هؤلاء الا يعولوا سوى على انفسهم.
ويوضح فلاديمير فيكتوروفيتش (74 عاما) وهو يلقي بالخشب في مدفأته "حين نمرض ليس هناك سيارة اسعاف، لا من جهة جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد ولا من جهة اوكرانيا. وحين يندلع حريق لا احد يخمده لانها ليست +ارضهم+".
يؤكد انه "اوكراني". ولكن لشراء الخبز عليه ان يتوجه الى المنطقة الانفصالية حيث اقرب متجر.
لا ينتظر وزوجته شيئا من السلطات. وللصمود واصلاح ما دمره القصف في منزلهما، يعمدان الى بيع الشاي والقهوة لمن يقفون طوابير طويلة على الحواجز منتظرين العبور من منطقة الى اخرى.
اما سفيتلانا الحامل (28 عاما) فتقول ان عدم تمكنها من الادلاء بصوتها يشعرها بانها "مواطنة من الدرجة الثانية".
وتضيف "ليس هناك سلطات او جهة نتوجه اليها. اردت التصويت لانتخاب اناس قادرين على معالجة المشاكل التي تراكمت. ولكن يبدو ان سلطات كييف لا تريد تغيير شيء وتستفيد من هذا الوضع".
التعليقات