فيما دعا وزير الدفاع العراقي الطيارين إلى التهيؤ للمشاركة في تحرير الرمادي والموصل، أعلن في بغداد عن اعتقال خلية تفجيرات بغداد وعن قتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" في ضربات جوية لمضافات وبث إذاعي بمحافظة الأنبار.. بينما تم فتح ممرات آمنة لخروج مواطني مدينة الفلوجة قبل شن هجوم لاستعادتها من التنظيم.

لندن: أعلنت وزارة الدفاع العراقية الاحد اعتقال خلية ارهابية تابعة إلى ما يسمى ولاية محافظة ديإلى (شمال شرق) في تنظيم داعش. وأضافت أن قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية وجهاز الامن الوطني تمكنتا اليوم من القاء القبض على مجموعة ارهابية تعمل ضمن مفرزة عسكرية تابعة إلى ولاية ديإلى قاطع الراشدية تقوم بتنفيذ عمليات ارهابية منها تفجير عبوات ناسفة تستهدف المدنيين في العاصمة بغداد، كما قالت الوزارة في بيان تلقته "إيلاف" الاحد.

ومن جانبها أعلنت خلية الاعلام الحربي ان خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية تمكنت من قتل العشرات من عناصر تنظيم داعش خلال قصف جوي للقوات العراقية على مضافات وبث اذاعي للتنظيم في محافظة الانبار الغربية.

وأوضحت ان القوات الامنية في خلية الصقور نفذت بالتنسيق مع القيادة المشتركة وطيران القوة الجوية العراقية عملية جريئة حيث تم تدمير مركز اعلامي وبث إذاعي للتنظيم "فأخمدنا أصوات الفتنة وقطعنا ألسنة الباطل، وذلك في منطقة القائم" بأقصى الغرب العراقي قرب الحدود مع سوريا.

وأضافت انه تم احصاء 32 قتيلاً والكثير من الجرحى ومن أهم القتلى: ابوعمار الكويتي مسؤول الإعلام في ما يسمى بوﻻية الفرات وشاكر محمود العكيدي (ابو بكر) مسؤول نقل اﻻسلحة والوقود في القائم وأبو داود الشامي تركي الجنسية يعمل في مقر اﻻذاعة وابو عثمان السويدي يعمل في مقر اﻻذاعة.

وأضافت الخلية قائلة "لقد حالفنا التوفيق بمراقبتنا الدقيقة المعهودة التي حيرت عقولهم وأفزعت قلوبهم حيث تابعنا تحركاتهم فدمرنا الكثير من أرتالهم القادمة من سوريا". وأشارت إلى تنفيذ ضربات اخرى
&لخلية الصقور اﻻستخبارية بالتنسيق مع طيران الجيش في ضرب أكثر من ثمانية مواقع ما يسمى بالمضافات وأماكن التفخيخ التي تهدد مدينة بغداد، حيث قتل فيها العشرات من عناصر داعش أغلبهم من عرب وأجانب.

وقالت الخلية في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" ان هذه الضربات استهدفت مضافة العرب واﻻجانب يتواجد فيها 30 ارهابيًا ومسؤول الموقع ابو مصطفى اﻻنصاري.. ومضافة أبوعبدالرحمن البيﻻوي ويتواجد فيها 20 عنصرًا ومسؤول المضافة ابو صهيب عراقي الجنسية.. ومضافة ابوعمر البغدادي ويتواجد فيها 100 عنصر ومسؤول المضافة ابو ماريا العراقي.. ومضافة القيادات الرئيسة ويتواجد فيها 45 عنصرًا ومسؤول المضافة ابو طلحة المصري.. ومعمل تدريع العجلات المفخخة ويتواجد فيه 10 اشخاص مسؤولهم ابو زياد من اهالي الفلوجة. كما شمل القصف مضافة الشيخين ويتواجد فيها 25 عنصرا اغلبهم انتحاريون يستهدفون بغداد مسؤولهم ابو اسحاق عراقي الجنسية.. ومضافة وﻻية الجنوب ويتواجد فيها 30 عنصرًا مسؤولهم ابو وليد البصراوي.. إضافة إلى ورشة حدادة يتواجد فيها 16 عنصرًا.

يذكر ان وزارة الداخلية اصدرت أمس السبت قرارًا أعفت بموجبه 10 ضباط من مناصبهم وحولتهم على مديرية الموارد البشرية تمهيدًا لإحالتهم على التقاعد. وأشار مصدر في الوزارة أن هؤلاء الضباط هم مدير شرطة مكافحة إجرام البصرة العميد حميد هتير جلدي ومدير مرور النجف العميد عبد الحسن جبر ناصر ومدير الرعاية الاجتماعية العميد عدنان فليح حسن.

وأوضح المصدر أن من بينهم أيضا مدير الشرطة القضائية العميد ناظم هاشم عيدان ومدير شؤون الأفواج العميد كريم حسيب فاضل ومدير شرطة المنصور العميد ماجد شخير فياض ومدير شرطة الصالحية العميد حمزة أسود خريبط إضافة إلى مدير شرطة الأعظمية العميد رعد عباس جاسم ومدير الآليات بقيادة شرطة بغداد العميد عباس فاضل حسين ومدير الأحداث قيادة شرطة بغداد العميد اياد عبود حمود. يذكر أن وزارة الداخلية كانت أحالت مؤخرا 27 ضابطاً كبيرًا إلى التقاعد فيما أنهت فترة تمديد الخدمة لضابطين كبيرين آخرين.

ممرات لخروج مواطني الفلوجة

اكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن سلاح طيران الجيش هو عماد المعركة ضد قوى الإرهاب حيث اثبتت وقائع المعركة أن الحسم فيها يسهم فيه هذا السلاح بشكل فاعل، مشدداً على أن دور طيران الجيش قد فاق حدود التصور وتقاليد الطيران في الجيوش العالمية مع ضخامة المهام وأعداد الطلعات التي تفوق قياسات الطيران العالمي وهي مزايا تثبت صبر ومطاولة الطيارين العراقيين.

وأشار الوزير خلال زيارة لمقر قوات طيران الجيش العراقي إلى إن المهام المستقبلية لطيران الجيش هي اكبر مع قرب انطلاق معارك التحرير الكبرى في الانبار والموصل.. مخاطباً الطيارين بالقول "كونوا على أهبة الاستعداد لمعركة التحرير هذه واستحضروا كل معاني وقيم الوطن والجندية، وانتم تخوضون غمارها ونحن مطمئنون إنكم ستكونون على قدر المسؤولية وعلى مستوى تطلعات شعبكم وثقته بكم، فالعراقيون يستحقون منا الكثير والجيش هو الأمل الموعد لهم".

وأشار إلى إن "سلاح طيران الجيش يحتل جانباً هاماً من رؤية بناء الجيش المستقبلي ذلك انه ومع قوة جوية كفوءة كان وسيبقى من القواعد الهامة التي نبني عليها رؤيتنا لجيش مهني كفوء، ولذا فإن مسعى الوزارة المستديم هو رفد طيران الجيش بأحدث الطائرات المقاتلة وأفضل المنظومات التقنية العالمية".

وأكد وزير الدفاع إن الإدارة الجيدة هي نصف المعركة، وان الاستحضارات اللوجستية والإدارية ينبغي أن تكون فاعلة ليكون الجهد العملياتي على أفضل نسق متاح.. مشدداً على ضرورة العناية بالجنود فهم مفتاح النجاح في المعركة , وهذا معطى ينبغي أن يلحظه القادة وان يعملوا به.

وألقى قائد طيران الجيش كلمة اكد فيها ان هذا السلاح سيكون القوة الضاربة التي تدافع عن العراق وشعبه.. موضحًا أن استحضارات هذا السلاح قائمة على قدم وساق للمشاركة بحزم وفاعلية في معارك تحرير الانبار والموصل.

ومن جهته، أعلن الحشد الشعبي الذي يضم تشكيلات مسلحة من المتطوعين اليوم عن فتح معبر الفلاحات لخروج النازحين من ‏الفلوجة،‬ وقال الفريق الاعلام الحربي التابع للحشد إن العمليات المشتركة اصدرت امرًا للقوات الامنية والحشد الشعبي الذي يطوق قضاء الفلوجة بمحافظة الانبار بالكامل بفتح معبر الفلاحات لخروج النازحين من ‏الفلوجة تمهيدا لاقتحامها وتحريرها خلال الايام القليلة المقبلة.

واكد الحشد أن تحرير مدينة الفلوجة من تنظيم داعش باتت مسألة وقت بعد محاصرة المدينة والسيطرة على مشارفها، فيما تستهدف المدفعية العراقية والطائرات المسيرة عناصر التنظيم داخل المدينة وترصد تحركاتهم.

ويوم الثلاثاء الماضي، شددت الحكومة العراقية خلال اجتماعها الاسبوعي على ضرورة العمل على توفير ممرات آمنة للمواطنين تضمن خروجهم من مناطق القتال واكدت اهمية الحفاظ على سلامة المدنيين هناك ونفت ما يشاع عن استهداف وقصف عشوائي للمناطق المدنية.

وكان اتحاد القوى السنية قد اتهم الجيش العراقي بضرب مدينة الفلوجة عشوائيًا بالبراميل المتفجرة على غرار ما يحصل في سوريا، الامر الذي اوقع خلال شهر رمضان الحالي حوالي 200 قتيل في المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ اوائل العام الماضي.

ويحتل تنظيم داعش قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد وهو كبرى مدن محافظة الانبار بعد مركزها الرمادي منذ مطلع العام الماضي 2014 وقد حولها إلى ولاية تابعة إلى دولته الاسلامية فيما تجري القوات العراقية استعدادات لانتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم.

ويخوض العراق حاليًا حربًا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ سيطرته على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 وتمد سيطرته إلى مناطق شاسعة من محافظات ديإلى (شرق) وكركوك (شمال) والانبار (غرب) وصلاح الدين (شمال غرب)، ما ادى إلى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي يحتلها.