دعا العراق المجتمع الدولي لزيادة دعمه لقواته المسلحة لتبدأ بخطط تحرير مدينة الموصل الشمالية التي يحتلها تنظيم "داعش" منذ الصيف الماضي فيما كشف مسؤولان عراقي وأميركي أن 25 ألف عسكري عراقي يستعدون لهجوم لاستعادة المدينة بعد شهرين من الآن.


لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الجمعة& مع العضو الاقدم للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جاك ريد، الاوضاع السياسية والأمنية في المنطقة والتحديات التي تواجهها بالأضافة إلى الجهود الدولية لمحاربة عصابات داعش الارهابية وخطرها على المنطقة والعالم.

وأكد العبادي "اهمية تحرير مدينة الموصل من عصابات داعش الارهابية".. منوها بأن "الدعم الدولي للعراق شهد ازديادا ملحوظا خلال الايام الماضية ونأمل باستمراره وزيادته من اجل الاسراع بالتخلص من العصابات الارهابية" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.

وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية حققت العديد من الانتصارات وحررت العديد من الاراضي واستطاعت ابعاد الخطر عن العاصمة بغداد واستعداداتنا مستمرة لتحرير بقية الاراضي وانهاء وجود هذا التنظيم الارهابي".

ودعا رئيس الوزراء "المجتمع الدولي إلى المزيد من الدعم في السلاح والمعدات والتدريب لتحرير الموصل وجميع المناطق".. مشيدا "بالتوجه الشعبي لابناء محافظتي الانبار والموصل وبقية المناطق لتحرير مدنهم من عصابات داعش". وأوضح ان "الاتفاق السياسي بتشريع قانون الحرس الوطني سيعزز انتصاراتنا على داعش وسيساهم ايجابا في المعركة ضد العدو".

من جانبه أبدى السيناتور جاك ريد ارتياحه لتوجهات الحكومة برئاسة حيدر العبادي وتنفيذها البرنامج الحكومي مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة تدعم الجهود المبذولة من قبل الحكومة في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي.

تأكيدات عن تحرير الموصل خلال شهرين

ومن جهته كشف محافظ نينوى اثيل النجيفي اليوم عن استعدادات مراكز التدريب في أطراف محافظة نينوى وجاهزيتهم للانطلاق في&ساعة الصفر لتحرير محافظة نينوى ومدينة الموصل من "داعش".

وقال النجيفي في تصريحات صحافية إن "نحو 25 ألف متطوع من أبناء محافظة نينوى ومن المتطوعين في صفوف الجيش والشرطة المحلية أنهوا جاهزيتهم بعد إعدادهم للتدريب خلال الأشهر الماضية وهم مستعدون لإعلان ساعة الصفر من قبل قوات التحالف والحكومة الاتحادية".

وأشار إلى أنّ "محافظة نينوى لا يمكن الخوض في تحريرها إلا من خلال سكانها لأنهم الأعلم ولهم مفتاح الدخول إلى مناطقهم التي سيطرت عليها عناصر "داعش" بعد أن أعلن تنظيم "داعش" الموصل ولاية له بعد انسحاب تام للقوات الأمنية والعسكرية".

وشدد على أنّ أمر تحرير الموصل بات وشيكا وإن المتطوعين ينتظرون ساعة الصفر لخوض معركة التحرير ودحر قوات ما يسمى بعناصر "داعش" الذين سلبوا ونهبوا وصادروا واعتقلوا وأعدموا المئات من المظلومين والأبرياء تحت اسم الجهاد.

وأضاف أنه "على الرغم من أن الحدود المفتوحة بين سورية ومحافظة نينوى جعلت من محافظة نينوى معقلاً رئيسياً لتواجد كبار قيادات التنظيم فيها لكن موعد تحرير الموصل لم يحدد بعد لكنه قريب جدًا وأن بين بغداد وواشنطن اتفاقات ونتائج ينتظرانها من بعضهما ليحددا موعداً أخيراً للبدء بالعملية العسكرية التي ستنطلق من محافظة صلاح الدين باتجاه المدينة وبقوات نخبة خاصة، قادرة على حسم المعركة في وقت مُحدد".

وأوضح النجيفي أن عملية التحرير ستسبقها عمليات لقطع الإمداد عن التنظيم في الموصل وغلق طرقه التي توصله بالمدن السورية التي يسيطر عليها هناك. وفي هذا الوقت كشف مسؤول عسكري أميركي في القيادة المركزية الأميركية عن هجوم مرتقب للجيش العراقي على مدينة الموصل شمال العراق في نيسان (ابريل) او ايار (مايو) المقبلين.

وأشار إلى أنه "يجري تجهيز قوة عراقية وكردية من البيشمركة تضم ما بين 20 إلى 25 الف جندي لاستعادة مدينة الموصل من مقاتلي تنظيم داعش" لافتا إلى "انه لم يتم اتخاذ قرار بعد ما إن كان ينبغي وجود عدد صغير من المستشارين العسكريين الأميركيين على الأرض قرب الموصل لتوجيه دعم جوي عن قرب".

ويعد هذا الموعد هو الاول من نوعه الذي يحدد حول العمليات العسكرية ضد داعش في الموصل بعد استيلائها على المدينة في العاشر من&حزيران (يونيو) الماضي. وقال إن "الموصل يسيطر عليها حاليا ما بين ألف أو ألفين من مقاتلي تنظيم داعش".

وأضاف المسؤول في تصريحاته إلى قناة "سي أن أن" أن هذا الهجوم سيضم خمسة ألوية في الجيش العراقي سيتم تدريبها من قبل الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب قوات البشمركة الكردية من دون التطرق إن كان هناك خطة لدعم بري من القوات الأميركية. وأشار إلى أنّ دور قوات البيشمركة سيكون بقطع منافذ الهروب عن تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وغرب الموصل.

يذكر أن تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من السيطرة على مدينة الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق في حزيران الماضي ثم تمدد بعدها إلى محافظات ديإلى وكركوك وصلاح الدين والانبار.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قال الاسبوع الماضي ان "القوات العراقية سوف تنفذ عملية برية واسعة على تنظيم داعش". وأضاف اوباما خلال شرح طلبه في التفويض من الكونغرس لمحاربة داعش "هناك حملة واسعة ومتكاملة في العراق وسوريا للقضاء على كافة جيوب داعش وسوف نعمل بشكل لصيق مع الحكومة العراقية بهذا الجانب وتعزيز دور قواتها مع تقديم المساعدات الانسانية للنازحين في البلدين".

وأشار إلى "اننا نعمل على تدريب القوات العراقية والبيشمركة ولن ننجر في حرب طويلة ولكن سوف نعمل على مواجهة عناصر داعش أينما وجدوا" مؤكدًا "لن تكون للقوات الأميركية مهام قتالية في العراق". وأضاف قائلا انه "قد ننشر قوات خاصة لمنع الارهابيين من شن عمليات ضد مصالحنا".

وكان أوباما أرسل في الحادي عشر من الشهر الحالي إلى الكونغرس نص طلبه لتفويض باستخدام القوة العسكرية في الحملة ضد تنظيم داعش وحدّد فترة العمليات ضد مقاتلي التنظيم بثلاث سنوات ومنع استخدام القوات الأميركية في "قتال بري هجومي ممتد".