لم تعلن المملكة الأردنية رسميًا عن خطواتها القادمة بشأن آلية مواجهة تنظيم داعش والانتقام لحرق الطيار معاذ الكساسبة، لكن تصريحات المسؤولين تؤكد أن عمان ماضية في الرد، فيما قالت مصادر حكومية إن أولى الخطوات ستكون&الدخول في&اشتباك محدود مع التنظيم وتوجيه ضربات سريعة.


عمان: قال مصدر حكومي بارز، إن فكرة الدخول في اشتباك محدود مع تنظيم "داعش"&موضوع مطروح&على طاولة اتخاذ القرارات، التي يناقشها الملك عبدالله الثاني وكبار المسؤولين الأمنيين في الأردن، ردًا على إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقا من قبل التنظيم.

وأوضح المصدر في تصريح لصحيفة "العرب اليوم" أن الدولة تفكر بتوجيه ضربة سريعة لـ "داعش" انتقامًا لدماء الكساسبة، ومن ثم ايجاد استراتيجيات جديدة داخل الحلف الذي ترأسه الولايات المتحدة الأميركية، لتفكيك "داعش" وانهاء وجوده بأسرع فترة ممكنة.
&
وفي رأيه حول الخطوة القادمة للأردن ردًا على إعدام الكساسبة، استبعد المحلل العسكري واللواء المتقاعد فايز الدويري دخول الأردن في حرب برية بشكل منفرد على "داعش"، بحكم البعد الجغرافي عن الرقة، التي تعد المعقل الرئيسي لداعش، مشيرًا الى أن المشاركة لن تكون إلا تحت مظلة عربية أو دولية.
&
ويرى الدويري أن الأردن يمكنه زيادة طلعاته الجوية في الحرب على تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن الإستراتيجية التي يتبعها التحالف في حربه على الإرهاب لا تتأثر بمقتل شخص.
&
وانتقد المحلل العسكري السياسة "العرجاء" التي يتبعها الرئيس الأميركي في حربه ضد الإرهاب، التي لم تثمر عن أي منجزات للتحالف حتى الآن، على حد قوله.
&
وأثار قتل تنظيم داعش للطيار الاردني حرقًا صدمة وغضبًا عارمين في المملكة، ما سيمنح تأييدًا اوسع لمشاركة عمان في الحرب ضده، بعد انقسام الشارع حولها لعدة اشهر، بحسب محللين.
ووضعت عملية قتل الطيار معاذ الكساسبة &في الوقت الحالي على الأقل، حدًا لجدل استمر اشهرًا منذ الاعلان عن المشاركة في ضربات تحالف دولي ضد التنظيم لتشكل انعطافًا في رأي المعارضين، وسط مطالب بـ"انتقام شديد جدًا".
&
وخرج مئات الاردنيين عقب ساعات من الكشف عن قتل الطيار حرقًا في تظاهرات منددين ببشاعة الجريمة ومطالبين بالثأر، فيما طالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية بـ"انتقام شديد جدًا من التنظيم وفاء لدم معاذ".
وظهر في زاوية شاشة التلفزيون الرسمي شريط أسود وصورة للطيار، فيما استمر منذ اعلان مقتله ببث اغانٍ وطنية وبرامج حول الجيش وقدراته.
&
ويقول الكاتب والمحلل محمد ابو رمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، لوكالة فرانس برس إن "بشاعة مشهد احراق البطل معاذ اعطت الاردن دفعة تزيد من الاصطفاف حول الجيش وقيادته وضرورة الانتقام".
واضاف: "اليوم هناك توافق كبير في الرأي العام حول ضرورة الحرب ضد التنظيم والرد بقوة".
&
واعتبر أن "المبالغة بالاسلوب في الاعدام ولّد لدى الشارع ردود افعال عكسية. فقبل ذلك كان هناك انقسام حيال الحرب بين من يؤيدها ومن يعتقد انها ليست حربنا. اما اليوم، فهناك توافق على ضرورتها".
وقال ابو رمان إن "الاردنيين وللمرة الاولى يشعرون انهم في حالة حرب منذ الحديث عن التحالف الدولي والحرب على التنظيم".
&
من جهته، يقول المحلل حسن ابو هنية، الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية إن "بشاعة المشاهد المروعة ستدفع الكثيرين الى مراجعة حساباتهم وتأييد خيار الاردن مشاركته في الحلف".
واضاف ان "غضب الاردنيين وصدمتهم سيدفعان كثيراً منهم الى حسم خياراتهم باتجاه دعم واسناد التحالف الدولي ومشاركة المملكة".
&
ورأى ابو هنية أن الاردن "قد يوسع مشاركته في التحالف ويطلب اعادة النظر في الاستراتيجية التي تبناها الحلف بالاقتصار على الضربات الجوية، فربما يتدخل الاردن برياً ضد التنظيم".
وتابع: "هناك ادراك واضح بأن الاستراتيجية كانت بغرض الصد والاحتواء ولايمكن القضاء على التنظيم الا عبر التدخل البري".
بدوره، اعتبر الكاتب فهد خيطان أن "جريمة اغتيال الكساسبة بهذه الطريقة ستمنح مشاركة الاردن في التحالف الدولي شرعية شعبية".
&
&