قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بندقية كلاشنيكوف هدية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مستهل زيارته التي تستمر يومين إلى مصر. وهي التفاتة تبدو منطقية إزاء الرغبة التي أبداها البلدان في تعزيز التعاون بينهما في مجالات مختلفة، بينها المجال العسكري.
عبدالاله مجيد: لاحظ مراقبون أن هدية الكلاشنيكوف حملت معها رسالة أخرى، مؤداها التذكير بعلاقات مصر التاريخية مع الاتحاد السوفياتي في فترة الحرب الباردة، وأن هناك بديلًا من الولايات المتحدة، التي لم يعد بالإمكان الركون إلى سياستها بشأن قضايا الشرق الأوسط.&
&
تعاون عسكري
في هذا الشأن قال يفغيني ساتانوفسكي رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو لصحيفة كريستيان ساينس مونتر "ان هناك& ظروفًا جديدة في العالم، وبالتالي هناك استراتيجية روسية جديدة على مستوى السياسة الخارجية. وإذا لم يتعامل الغرب مع روسيا، فإننا سنجد شركاء جددًا، ونفعل كل ما يلزم لضمان المصالح القومية الروسية".&
وفي حين أن لا أحد يتوقع ان تحل روسيا محل الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا لمصر في مواجهة الإرهاب والتطرف الإسلامي، بصفة خاصة، فإن بوتين يلوّح للقيادة المصرية بطائفة من الأسلحة الحديثة، بينها مقاتلات ميغ ـ 29 ومنظومات دفاع جوي حديثة، اضافة الى صفقة سلاح بقيمة 3.5 مليارات دولار عُقدت في العام الماضي بين مصر وروسيا.&
وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة الأهرام بمناسبة الزيارة إن تجارة روسيا مع مصر ازدادت بنسبة 50 في المئة تقريبًا خلال عام 2014 لتبلغ 4.6 مليارات دولار، من ضمنها نحو 40 في المئة من القمح الذي تستهلكه مصر.&
بديل مالي
كما تحدث بوتين عن رؤيته لبديل مالي، يحل محل النظام الغربي، مقترحًا إجراء التعاملات التجارية بين مصر وروسيا بعملتيهما، وليس بالدولار الاميركي. واشار بوتين الى ان البنك المركزي الروسي ونظيره الصيني وقعا في العام الماضي اتفاقًا لتبادل العملات بقيمة 24 مليار دولار يتيح للشركات في البلدين تسعير بضاعتها بالروبل أو اليوان.&
ونوه الرئيس الروسي باستخدام العملات الوطنية في التعامل التجاري مع عدد من دول الاتحاد السوفياتي السابق والصين، قائلا ان هذه الممارسة اثبتت قيمتها. اضاف "نحن مستعدون لإعتمادها في علاقاتنا مع مصر ايضا".
واشار بوتين الى القسط الذي أسهمت به السياسات الاميركية في زعزعة استقرار مصر منذ عام 2011. واتهم الولايات المتحدة بالمسؤولية عما آلت اليه اوضاع الشرق الأوسط والأزمة الاوكرانية على اعتاب روسيا.&
إعادة الاستقرار
وقال ساتانوفسكي ان هذه الرسالة ستجد لها صدى بين اوساط واسعة من المصريين، الذين ينظرون بخيبة أمل الى الدور الاميركي في منطقتهم. اضاف رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو "ان بوتين لا يقول ان روسيا تستطيع ان تزيح الولايات المتحدة او حتى انها تريد ان تزيحها، بل هو يثير هذه النقاط التي تبدو بديهية بنظر كثيرين في الشرق الأوسط هذه الأيام".&
ومضى ساتانوفسكي قائلا ان بوتين "يقول ان الولايات المتحدة لا تعرف ماذا تفعل، ولا يمكن الوثوق باتخاذها موقفا ثابتا من أي شيء. وهذا ما تعلمته روسيا من خبرتها، وإذا كان آخرون يعيشون الخبرة نفسها فان بوتين يقول لنعمل معًا على إيجاد بدائل".&
وأعلن نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الروسي اندريه كليموف "ان روسيا تعمل من أجل مصالحها، وهذا يشمل اعادة الاستقرار الى الشرق الأوسط".&
&
التعليقات