قدم العراق اليوم تطمينات لدولة الإمارات العربية المتحدة بتأمين سلامة رحلات طيران شركاتها إلى مطاراته، مؤكدًا أن إطلاق النار مؤخرًا على احدى طائراتها، هو حادث عرضي وليس استهدافًا، فيما حذر أكراد العراق من خطورة تغيير الأعداد الضخمة من النازحين إلى إقليمهم الشمالي للتركيبة السكانية للإقليم، مؤكدًا أن الأزمة المالية التي يواجهونها جراء تدفقهم تفوق قدراتهم المالية.
لندن: خلال اجتماع في بغداد الخميس، عقده وزير النقل العراقي باقر الزبيدي مع القائم بالأعمال الإماراتي في العراق احمد الزعابي، جرت مناقشة التعاون المشترك بين العراق والإمارات، وخصوصاً في مجال تأهيل قطاع النقل في العراق، كما تم بحث موضوع دعوة الخطوط الجوية الإماراتية بجميع شركاتها لاعادة تسيير رحلاتها إلى العراق، حيث أكد الوزير على تقديم جميع التسهيلات لتأمين هبوط الطائرات في بغداد والنجف والبصرة وكل مطارات العراق الاخرى. وشدد على أن موضوع حادث الطائرة الإماراتية "فلاي دبي" التي تعرضت لإطلاق نار لدى هبوطها في مطار بغداد الدولي في 26 من الشهر الماضي، هو "حادث عرضي وليس هناك أي استهداف وأن العراق على استعداد لتقديم جميع التطمينات اللازمة لعودة آمنة لعودة الرحلات الجوية بين البلدين". وشدد على "حرص العراق حكومة وشعباً على زيادة التعاون بين البلدين ودعوة الشركات الإماراتية المشهود لها بالخبرة والكفاءة للاستثمار في ميناء الفاو العراقي الجنوبي وتأهيل المطارات والموانئ العراقية"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت عليه "إيلاف".&
&
ومن جهته، ثمن القائم بالأعمال الإماراتي التعاون بين بلاده والعراق، مؤكداً حرص حكومة الإمارات على إدامة التعاون مع الحكومة العراقية وخصوصاً في توحيد المواقف بين البلدين الشقيقين والتعاون المشترك.
ولم يعرف لحد الان كما لم تعلن أي جهة المسؤولية عن اطلاق النار على الطائرة التي يعتقد أن مهاجمها قناص كان يراقب هبوط الطائرة، وينتمي إلى احدى المليشيات المسلحة التي وضعتها الإمارات على قائمتها للارهاب، والتي كانت وجهت تهديدات باستهداف المصالح الإماراتية في العراق.
وكانت الإمارات ادرجت اواخر العام الماضي 83 منظمة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بينها منظمات عراقية هي كتائب حزب الله، وعصائب اهل الحق، ومنظمة بدر، ولواء ابو الفضل العباس. لكنها قررت إتاحة فرصة الاستئناف أمام الجماعات التي أدرجتها في قائمتها للإرهاب، وذلك بعدما انتقدت بعض هذه المنظمات تصنيفها ضمن القائمة.
&
الأكراد يحذرون من تغيير النازحين لتركيبة اقليمهم السكانية
حذر رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني من خطورة التغييرات السكانية لمدن الإقليم نتيجة توافد النازحين العرب من مناطق غرب ووسط العراق وسوريا والهاربين من العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"&
وقال نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر في اربيل عاصمة الاقليم (222 كم شمال بغداد) عن تأثير النازحين على الاقليم، الخميس، إن عدد النازحين في بعض مناطق الاقليم فاق عدد السكان الأصليين، ووجودهم أثر على حياة السكان المعيشية اليومية، وأدى إلى ارتفاع الاسعار وتضاؤل فرص العمل وتغيير التركيبة السكانية لتلك المناطق التي وصل فيها عدد النازحين إلى اكثر من مليون شخص.
واشار إلى انه برغم مواجهة إقليم كردستان تنظيم "داعش" وتعرضه لأزمة مالية، إلا انه استقبل النازحين، &متهمًا الحكومة المركزية السابقة بمواصلة خلق الازمات، موضحًا أنه على الرغم من وجود مليار و400 مليون دينار (مليون دولار) لتغطية المشاكل الآنية مثل مشكلة النازحين، إلا أن تلك الحكومة لم تقدم شيئًا، وقال إن لدى حكومته ايمانًا مطلقًا بانتهاء الأزمة مؤكدًا بالقول "سنقدم كل ما بوسعنا &لكننا نحتاج إلى مساعدات خارجية، وأن تدخل بغداد على الخط وتقدم المساعدة". ودعا الحكومة المركزية في بغداد إلى وضع ملف النازحين العراقيين واللاجئين السوريين في برنامج عملها وأن تبذل جهوداً جدية من أجل تعريف جرائم الابادة الجماعية التي تعرض لها الازيديون والمسيحيون.&
واضاف أن مسؤوليات حكومة اقليم كردستان بوجود هؤلاء النازحين قد زادت كثيرًا، موضحًا أنه لم يتم وضع خطة محكمة لحل مشكلة النازحين وعبّر عن تثمينه "لمواقف الدول التي قدمت المساعدات لاقليم كردستان وخاصة في الحرب التي يخوضها والأزمة الاقتصادية التي يواجهها على الرغم من أن تلك المساعدات لم تكن بمستوى الحرب الدائرة"، بحسب قوله.
&
وأشار نيجيرفان بارزاني إلى إمكانية زيادة عدد النازحين من وسط وجنوب العراق إلى كردستان مستقبلاً، مطالبًا لذلك بضروري وضع خطة محكمة لمساعدة الإقليم، معتبرًا أن موجات النزوح حدثت "نتيجة لعدم التزام الحكومة العراقية السابقة بتعهداتها وتهميشها المكونات الاخرى وتفردها في السلطة. وشدد على ضرورة وضع حكومة حيدر العبادي الحالية موضوع النازحين العراقيين والسوريين في برنامج عملها، وأن تبذل جهودًا جدية من أجل تعريف جرائم الابادة الجماعية التي تعرض لها الاكراد الازيديون والمسيحيون .
وتخوض قوات البيشمركة الكردية حاليًا معارك مع تنظيم "داعش" في العديد من المناطق الواقعة خارج إقليم كردستان كمخمور وزمار وسنجار وكركوك وديإلى.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه الاربعة ملايين نسمة يأوي حالياً مليوناً ونصف مليون نازح والذين توزعوا على مدنه الرئيسة والمخيمات التي تم تأسيسها بعد احتلال "داعش" للموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، حيث أدت سيطرة التنظيم على محافظة نينوى والمحافظات السنية الأخرى إلى نزوح مئات الآلاف من مواطني هذه المحافظات نحو المناطق الآمنة في كردستان.
&
التعليقات