لندن: بعد أيام من انقضاء فترة سجن الإسلامي العراقي الكردي المتشدد الملا كريكار، في النرويج، بتهمة الإرهاب، وإطلاق سراحه ومحاولة سلطاتها نفيه إلى منطقة نائية فقد أصدرت السلطات القضائية في إقليم كردستان العراق اليوم، مذكرة باعتقاله فور دخوله إلى أراضي الإقليم وتقديمه إلى المحاكمة.
&
مذكرة اعتقال
وتم الإعلان في إربيل، عاصمة اقليم كردستان الثلاثاء، عن إصدار السلطات القضائية في الإقليم مذكرة اعتقال بحق الملا كريكار زعيم جماعة "انصار الاسلام" المتشددة في حال دخوله اراضي الاقليم.
واوضح المدير العام لديوان وزارة الداخلية في حكومة الاقليم سامي جلال ان العديد من الشكاوى القانونية ضد كريكار رفعت إلى محاكم السليمانية وحلبجة في السابق وسيتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة فور دخوله الاقليم . واضاف ان كريكار متهم بالتورط في قضايا جنائية وأخرى لها علاقة بالارهاب وان حكومة الاقليم اطلعت الشرطة الدولية "الإنتربول" على ذلك .
واشار إلى ان الوزارة أرسلت مذكرة الإعتقال الصادرة بحق الملا كريكار إلى الجهات المسؤولة عن المطارات والمعابر الحدودية في الإقليم، كما نقلت عنه وكالة "رووداو" الكردية، موضحًا ان قضاء كردستان اتخذ القرار النهائي بخصوص الملا كريكار، بعد أن تلقى من الجهات المختصة توجيهات باعتقاله فور دخوله إلى أراضي الإقليم.
&
وكانت السلطات النرويجية قد أطلقت سراح الأمير السابق لجماعة أنصار الإسلام نجم الدين فرج أحمد الملقب "الملا كريكار" في 25 من الشهر الماضي، بعد أن قضى حكما بالسجن ثلاثة أعوام منذ عام 2012 بتهمة تشجيع الهجمات الإنتحارية، والإدلاء بتصريحات تحمل تهديدًا لزعيمة الحزب النرويجي المحافظ المعارض ارنا سولبارغ بعد مطالبتها بترحيله من البلاد بسبب موافقه المتطرفة .
وفي الثاني من الشهر الحالي، أصدرت محكمة في اوسلو قرارا يسمح للشرطة بنفي الملا كريكار الملقب بـ"داعية الكراهية" إلى قرية نائية في النرويج. ويعيش الملا كريكار (58 عاما) في النرويج منذ عام 1991 وأسس مجموعة انصار الاسلام المتشددة. &&
&
إجراءات&نرويجية لنفي كريكار
وقامت الشرطة بتفعيل إجراءات خاصة لإصدار أمر لكريكار بالعيش في مركز للاجئين في بلدة &يركساتيرورا القرية التي يسكنها 2500 شخص وتقع على بعد 500 كلم من العاصمة. وقال الدفاع إنه يجب على المحكمة أن تنظر في قانونية القرار الذي يحظر على كريكار مغادرة القرية ويلزمه بالمثول امام الشرطة المحلية ثلاث مرات في الاسبوع. وجاء في قرار المحكمة انها "تعتبر ان المصلحة القومية وعلى الاقل حتى 31 كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي 2015 يجب ان تطغى على حق فراج في حياة اسرية &وحقه في حرية التنقل في انحاء البلاد واختيار مكان يسكن فيه . وقدم برينجار ميلنغ محامي كريكار طعنا في القرار وطالب بتعليقه لمراجعته حيث لم يصدر قرار نهائي بعد في هذا الامر.
ويعيش كريكار تحت تهديد ترحيله من البلاد منذ عام 2003 بعد ان امرت السلطات النرويجية بطرده بحجة تشكيله تهديدا على الامن القومي. وفيما وافق النظام القضائي في النرويج على الحكم الا ان القانون النرويجي يحظر ترحيل كريكار إلى العراق حيث يواجه عقوبة الاعدام.
&
إدانة بالإرهاب
وكان الملا كريكار قد أدين عام 2012 بالسجن ست سنوات بتهمة "التحريض على الإرهاب" وبعدها تم تخفيف الحكم ليقضي حوالى ثلاث سنوات. وطالبت عدة جهات في النرويج بترحيل الملا كريكار من البلاد والذي هاجر مع عائلته إلى النرويج عام 1992. وكانت الشرطة الهولندية قد ألقت القبض عليه حيث خضع لتحقيق من قبل المخابرات الأميركية وبعد أربعة أشهر من السجن تمت إعادته إلى بلد إقامته في النرويج حيث واجه أكثر من ثلاثين تهمة قضائية بدعوى مخالفة قوانين الهجرة ودعم منظمات ارهابية.
ورغم إقرار كريكار بالمشاركة في تأسيس جماعة انصار الإسلام، إلا أنه يؤكد انه لم يقد الجماعة منذ عام 2002. وكريكار وجماعته مدرجان على قائمة الامم المتحدة والولايات المتحدة للأفراد الارهابيين والمنظمات الارهابية.
&
والملا كريكار داعية إسلامي كردي ولد في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق عام &1954 واسمه الحقيقي (نجم الدين فرج أحمد) وحاصل على درجة الماجستير في علوم الحديث من باكستان بعد هروبه من نظام صدام حسين في بداية ثمانينات القرن الماضي وانضم إلى الحركة الإسلامية الكردية بعد حادثة قصف مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيمياوية عام 1988 .. ثم عاد إلى العراق ضمن الحركة المسلحة المناوئة لنظام صدام حسين بعد انتهاء حرب تحرير الكويت عام 1991، لكنه عاد في العام نفسه إلى شمال العراق لبناء مسجد كبير في مدينة السليمانية مسقط رأسه ثم انغمس في الأمور السياسية من جديد وقد استقبله كبار الساسة في شمال العراق لمرات عديدة. وانتخب أميرًا لجماعة انصار الإسلام عام 2002 للمساهمة في نزع فتيل الصراع الدموي بين جماعة جند الإسلام وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وجوبهت جهوده بالفشل بسبب الغزو الأميركي للعراق.
&وهاجر الملا كريكار إلى النرويج عام 1992 مع عائلته وأصدر صحيفة باللغة العربية باسم "كردستان" بالمشاركة مع أخيه الشقيق خالد فرج .&
&
المخابرات الأميركية حققت مع كريكار
وقامت الشرطة الهولندية بإلقاء القبض عليه أثناء توجهه عائدًا لزيارة أهله في النرويج وقامت المخابرات الأميركية بالتحقيق معه وبعد أربعة أشهر من السجن تمت إعادته إلى بلد إقامته في النرويج حيث واجه أكثر من ثلاثين تهمة قضائية بدعوى مخالفة قوانين الهجرة ودعم منظمات ارهابية.
وفي عام 2004 حصل الملا كريكار على حكم قضائي ببراءته من تهمة دعم الإرهاب، إلا ان الجماعات النافذة في الحكومة النرويجية أصرت على استصدار قرار يقضي بطرد الملا كريكار من الاراضي النرويجية وما زال هذا القرار معطلا لحد الآن بسبب عدم وجود ضمانات لعدم تعرضه إلى التعذيب والاضطهاد في حالة إعادته القسرية إلى العراق.
&
والملا كريكار بالإضافة إلى دوره السياسي المعروف، فهو كاتب وشاعر وخطيب مفوه يجيد الكلام بعدة لغات وله عشرات الكتيبات الدينية باللغة الكردية، إلا ان أهم مؤلفاته هي ديوانه الشعري "ألم الولادة" و"ألم البقاء" وهما باللغة الكردية ويتحدث فيهما عن مآسي الشعب الكردي عموما وماساة حلبجة بشكل خاص. ثم قام عام 2005 باصدار كتاب عن سيرة حياته باللغة النرويجية وقد لاقى هذا الكتاب رواجا كبيرا بعد أن أصبح الملا كريكار شخصية معروفة اعلاميا في النرويج.
&
&