يجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي السبت بالرياض لبحث التطورات اليمنية، مع توجه لفرض عقوبات على الانقلابيين الحوثيين.
&
الرياض: أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية الدول الاعضاء الست سيعقدون اجتماعًا استثنائيًا في قاعدة الرياض الجوية السبت، لبحث مستجدات التصعيد في اليمن. ونقلت التقارير عن مصادر مطلعة في الرياض قولها إن الاجتماع سيخصص لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، وبحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل التنسيق والتعاون حيالهما، متوقعة أن يقر وزراء خارجية التعاون قرارًا يقضي بفرض عقوبات على الحوثيين. وأشارت المصادر إلى عزم دول مجلس التعاون الخليجي تجديد رفضها التام الاعتراف بأي إجراءات أو ترتيبات متخذة من الجانب الحوثي، بموجب الإعلان الدستوري الانقلابي الأخير.
&
فشل مجلس الأمن ومشروع قرار جديد
وانتهت جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن أمس الخميس من دون التوصل الى أي اتفاق بين الاعضاء. ورفضت روسيا إصدار بيان من المجلس يحمّل الحوثيين مسؤولية ما يجري في اليمن.
واصطدم &مشروع القرار الخليجي الذي تقدمت به دول مجلس التعاون، والذي يدين بشدة الانقلاب ويحمل الحوثي اسباب فشل العملية السياسية في اليمن، أيضا بالرفض الروسي.
ورحب اعضاء مجلس الأمن بمشروع القرار الخليجي فيما عدا موسكو.
&
هذا وتعكف بريطانيا والاردن على صياغة مشروع قرار جديد مبنيًا على المشروع الخليجي، والذي سيقدم للنقاش في الجلسة المقبلة لمجلس الامن.
&
ونشرت قناة العربية جزءًا من مسودة مشروع قرار لمجلس التعاون الخليجي، وأكد مشروع القرار على الالتزام وبقوة بوحدة الأراضي اليمنية واستقلالها، كما يتضمن المشروع عزم دول مجلس التعاون على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني.
&
واعتبر مجلس التعاون، في مشروع القرار، التطورات الأخيرة في اليمن تهديداً لأمن واستقرار المنطقة ومصلحة شعوبها، كما اعتبر انقلاب الحوثيين تصعيداً خطيراً يعرقل العملية السياسية، ويهدد أمن وسلامة اليمن.
&
ويدعو مشروع القرار إلى حل الأزمة من خلال عملية سياسية شاملة، على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة .
&
ورحب مصدر في أحزاب اللقاء المشترك باليمن بمشروع القرار الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس الأمن الدولي الخميس بشأن التطورات اليمنية. وقال المصدر لـ"الشرق الأوسط" إن مشروع القرار يؤكد فهم دول المجلس لطبيعة الأوضاع القائمة في اليمن، والمخاطر التي تنطوي على سيطرة جماعة مسلحة على السلطة، وهي المخاطر التي تمس اليمن ودول المنطقة على حد سواء.
&
وأشارت مصادر سياسية في صنعاء إلى أن الحوثيين يواصلون التأكيد على عدم اكتراثهم بما يصدر من قرارات أممية أو دولية، ويواصلون تعزيز وجودهم على الأرض، وهم الحاكم الآمر الناهي في اليمن.
&
لجنتان
وبشأن الحوار الجاري برعاية أممية، أكد المصدر في الصحيفة أن أحزاب التكتل ليست ضد الحوار، "لكن الحوار الذي لا توجد على طاولته بنادق لفرض الإملاءات والشروط والأمر الواقع، فجماعة الحوثي لا يمكن أن تنصاع إلا لضغوط دولية، وربما تحاول أن تجعل من صنعاء ورقة مساومة جديدة لصالح إيران في حوارها مع المجتمع الدولي بشأن قضايا المنطقة وبالأخص برنامجها النووي".
وقد أعلن المشاركون في المفاوضات تشكيل لجنتين لوضع مقترح بكيفية تشكيل مجلس رئاسي وأخرى لكيفية تشكيل مجلس وطني للخروج من الأزمة.
&
تضم لجنة وضع تصور لتشكيل المجلس الرئاسي، احمد عبيد بن دغر عن حزب الرئيس السابق علي صالح، ومحمد المخلافي عن الاشتراكي، وحمزة الحوثي عن جماعة الحوثي، ونزار باصهيب عن الحراك الجنوبي، ومحمد ناجي علا عن حزب الإصلاح، وحسن زيد عن حزب الحق القريب من الحوثيين.
اما اللجنة الخاصة بوضع مقترح لكيفية تشكيل المجلس الوطني، فتضم يحيى ابو اصبع عن الاشتراكي، ومحمد قحطان عن حزب الإصلاح، واحمد الكحلاني عن حزب صالح، ومهدي المشاط عن جماعة الحوثي، ومحمد علي ابو لحوم عن حزب العدالة والبناء القريب من اللقاء المشترك.
&
أفادت مصادر لقناة "الجزيرة" القطرية بأن القوى اليمنية تبحث مقترحًا بعودة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى منصبه، وتعيين ثلاثة نواب له من الشمال والجنوب والوسط.
&
يشرع الانقلاب
إلى ذلك، شنّت الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، هجومًا عنيفًا على المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، داعية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يطلب من مبعوثه حزم حقائبه ومغادرة صنعاء.
وانتقدت كرمان على صفحتها بموقع فايسبوك بنعمر مع الحوثيين، متسائلة: "كيف لم تسعفه معرفته بالمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان عن توصيف ميليشيا مسلحة استخدمت وتستخدم العنف وسيلة وحيدة لتحقيق أهدافها غير المشروعة، وارتكبت في طريق ذلك مجازر ضد الإنسانية، وصادرت وانتهكت كامل حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية؟ ألم يكن كل ذلك كافيًا ليتخذ موقفًا منها يليق بمبعوث أممي، يفترض به أن يكون أول من يظهرون الاحترام لتلك العهود الإنسانية والمواثيق الدولية".
واستغربت استمرار &بنعمر في الإشادة بالتجربة الانتقالية "غير المشهودة" التي يرعاها في اليمن، "وإمعانه في تضليل العالم بعد كل ما حدث من عملية انقلابية على كل الاتفاقات". ووجه كرمان اليه الاتهام برعاية الانقلاب والإشراف على منحه الشرعية والمشروعية بعلم أو دون علم.
&
تطورات ميدانية
في هذه الأثناء، أكدت مصادر أمنية يمنية لـ"الشرق الأوسط" أن سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على معسكر تابع للجيش في محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد مؤشر خطير، ولم يحدث طوال السنوات الماضية للصراع مع عناصر التنظيم المتشدد.
وأضافت المصادر: "هذه هي بوادر قطف ثمار الفوضى التي أدخل الحوثيون اليمن فيها، وسيطرتهم بالقوة المسلحة على المعسكرات والألوية العسكرية، وهو ما أفقد قوات الجيش العزيمة العسكرية والولاء الوطني، بعد أن باتت كل المعسكرات تهتف باسم عبد الملك الحوثي والحكام الجدد".
وبسبب هذا السقوط، سيطر مسلحون قبليون على ثكنتين للجيش اليمني. وقالت مصادر قبلية إن مسلحي القبائل في بلدة عسيلان سيطروا على ثكنتين تتبعان للواء ١٩، الذي سقط مقره الواقع في بيحان بيد مسلحي القاعدة . وأكدت المصادر أن القبائل سيطرت على الثكنتين من دون مقاومة، إذ غادر الجنود بأسلحتهم الشخصية.
وقال زعيم قبلي في عسيلان: "تحركنا لاستلام الثكنتين جاء بعد سقوط مقر اللواء في بيحان، وبعد أن خشينا من سقوطهما بيد القاعدة، وحرصًا منا على ذلك، استلمنا الموقعين وسمحنا للجنود بالمغادرة مع أسلحتهم الشخصية، ومسلحو القبائل سيعملون على حماية مناطقهم وأراضيهم من أي جماعات مسلحة، سواء أكانت القاعدة أم الحوثيين".
وفي بيحان، شن سلاح الجو اليمني غارات على مقر اللواء ١٩ بعد ساعات من سيطرة مسلحي القاعدة عليه.
&
التعليقات