باريس: دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين جميع دول الشرق الاوسط، بما فيها قطر وتركيا، الى محاربة تنظيم الدولة الاسلامية. وشدد فالس في تصريح لاذاعة ار تيه ال على انه "يجب على جميع بلدان المنطقة (...) محاربة داعش (تنظيم الدولة الاسلامية)، كل بلدان هذه المنطقة بما فيها قطر وتركيا". وعندما سئل تحديدا عن قطر "المتهمة بتمويل عدد معين من الشبكات الاسلامية سرا"، اجاب فالس "يجب الا يكون هناك اي شكوك في هذا الصدد. وان كانت هناك شكوك فيجب ازالتها بالتأكيد".

وتابع رئيس الوزراء الفرنسي "ينبغي في آن القتال على الارض بوساطة طائراتنا، ولكن ايضا تجفيف مصادر تمويل هذا التنظيم الذي نعرف بكل تأكيد الرعب والهول الذي ينشره". واتهمت قطر وتركيا بالقيام سرا بتشجيع جماعات اسلامية متطرفة في سوريا منها تنظيم الدولة الاسلامية، الامر الذي تنفيه الدولتان.

من جهة اخرى دان فالس اعلان تنظيم الدولة الاسلامية قتل 21 مسيحيا قبطيا مصريا بقطع الرأس. وقال "انظروا الى ما جرى ايضا في الساعات الاخيرة مع هذه الصور التي لا تطاق ولا تحتمل، لمسيحيين اقباط، مسيحيين مصريين، قتلوا على غرار اخرين قبلهم".

لعدم هجرة اليهود
الى ذلك اكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين ان فرنسا لا تريد رحيل اليهود الى اسرائيل، وعبّر عن "اسفه" لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي دعا اليهود الاوروبيين الى الهجرة الى اسرائيل على اثر تدنيس مقبرة يهودية شرق فرنسا.

وقال فالس لاذاعة ار تيه ال غداة تدنيس مئات المدافن في مقبرة يهودية شرق فرنسا، "ان رسالتي الى اليهود الفرنسيين هي الآتية: فرنسا جريحة مثلكم وفرنسا لا تريد رحيلكم. انها تؤكد مرة اخرى حبها ودعمها وتضامنها". وكان نتانياهو قال الاحد مخاطبا يهود اوروبا في بيان "اسرائيل هي موطنكم. نحن مستعدون لاستيعاب هجرة جماعية من اوروبا" مضيفا "لكل يهود اوروبا اقول: اسرائيل تنتظركم بذراعين مفتوحتين".

وافاد وزير الداخلية برنار كازنوف بانه لا توجد "خيوط في الوقت الراهن" حول مرتكبي العملية التي ندد بها الرئيس فرنسوا هولاند بشدة الاحد. وتوعد هولاند مساء الاحد بـ"معاقبة" الذين اقدموا على تدنيس المدافن في المقبرة اليهودية في سار-اونيون في شرق فرنسا، بعد اعلان كازنوف ان مئات المدافن في المقبرة اليهودية في سار-اونيون تعرّضت للتدنيس، مدينًا "باشد التعابير حزما" هذا "العمل الشنيع".

وقال كازنوف الذي عاد لتوه من زيارة لكوبنهاغن، حيث شارك في تكريم ذكرى ضحايا الهجوم المزدوج على مركز ثقافي يستضيف ندوة حول حرية التعبير وعلى كنيس يهودي، "ان الجمهورية لن تتساهل حيال هذا الجرح الجديد الذي يصيب القيم التي يتقاسمها جميع الفرنسيين". وافاد مصدر مقرب من التحقيق ان الدرك المحلي اخطر الاحد قبيل الساعة 17,00 (16.00& ت غ) بتدنيس المقبرة اليهودية التي تضم حوالى اربعمئة مدفن.

واوضح هذا المصدر مساء الاحد "ان معاينات الشرطة العلمية جارية. وقد تم تدنيس نحو ثلاثمئة مدفن" بحسب العناصر الاولية للتحقيق. وقال انها عمليات "تخريب" و"لم يلاحظ حتى الان اي كتابة". واثارت عمليات التدنيس الكثير من ادانات من قبل السلطات والطائفة اليهودية التي لا تزال تحت صدمة هجومي كوبنهاغن بعد شهر على اعتداءات باريس، التي خلفت 17 قتيلا منهم اربعة في عملية احتجاز الرهائن في متجر يهودي.

وقال قصر الاليزيه الرئاسي في بيان "ان رئيس الجمهورية يدين باكبر قدر من الحزم تدنيس المقبرة اليهودية في سار اونيون في منطقة با-ران. وستبذل كل الجهود لكشف ومعاقبة منفذي هذا العمل الشنيع الهمجي. ان فرنسا مصممة على مكافحة معاداة السامية والذين يسيئون الى قيم الجمهورية".

وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان لوكالة فرانس برس "ضقت ذرعا بكل هذه الاعمال المعادية للسامية بشتى اشكالها، والتي شاهدناها في 9 كانون الثاني/يناير في باريس والامس في كوبنهاغن واليوم في (منطقة) الالزاس، فهذه الكراهية التي يعبر عنها تظهر اننا اخفقنا كليا في تربية شباننا".

واكد وزير الداخلية كازنوف من جهته "اننا نحمي جميع اماكن العبادة وجميع المؤسسات. نفعل ذلك بالاتصال الوثيق مع الطائفة اليهودية". وفي فرنسا تحاط الكنس اليهودية بشكل خاص بحماية عسكريين وشرطيين منذ الهجمات في مطلع كانون الثاني/يناير. وقد تضاعف عدد الاعمال "المعادية للسامية" في فرنسا في العام 2014 مقارنة بالعام السابق مع ارتفاع اعمال العنف اكثر من الشتائم بحسب ارقام الطائفة اليهودية.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها مقبرة سار-اونيون اليهودية لاعمال من هذا النوع. ففي 1988، تم تحطيم نحو ستين شاهدا على مقابر، وفي 2001، تعرض 54 مدفنا للتخريب.

إدانة "الفاشية الإسلامية"
ودعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين مسلمي فرنسا الى تحمل "مسؤولياتهم كليا" من اجل "محاربة الفاشية الاسلامية" غداة هجومي كوبنهاغن وتدنيس مقبرة يهودية في شرق فرنسا.

وقال رئيس الحكومة الفرنسية لاذاعة ار تيه ال "لمحاربة الفاشية الاسلامية، لانه هكذا ينبغي تسميتها، يتوجب ان تكون الوحدة قوتنا. يجب عدم الرضوخ للخوف ولا للانقسام".

واضاف فالس "لكن يتوجب في الوقت نفسه طرح كل المشكلات: محاربة الارهاب وتعبئة المجتمع حول العلمانية ومكافحة معاداة السامية (...) يجب ان يضطلع الاسلام في فرنسا بمسؤولياته كليا، وهذا ما تطالب به الغالبية العظمى من مواطنينا المسلمين". واعتبر فالس ايضا انه ينبغي "اعداد الائمة" الذين يلقون الخطب في مساجد فرنسا و"رفض الائمة الذين يأتون من الخارج".

وكان رئيس الحكومة الفرنسية اعلن الخميس رغبته في اتخاذ تدابير تمنع تمويل المسلمين في فرنسا من قبل "عدد معين من الدول الاجنبية". واعرب عن قلقه من نفوذ جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين في اوساط المسلمين في فرنسا الذين يقدر عددهم بما بين 3,5 و5 ملايين شخص.

&
&