خرجت عدن عن سيطرة الحوثيين، ودخلت في عهدة اللجان الشعبية الجنوبية، فيما أكدت مصادر خليجية أنّ دول التعاون تصر على المسار السياسي المتفق عليه خليجيًا ودوليًا، وترفض الاستيلاء على السلطة بالقوة.

إيلاف - متابعة:& قالت مصادر في الخارجية الكويتية إنها لا تستبعد المشاركة في أي تحرك عسكري في اليمن، وإن دول مجلس التعاون الخليجي ستواصل السعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع، يجيز استخدام القوة العسكرية على الأراضي اليمنية.

غير مباشر

ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر مطلعة في الخارجية الكويتية قولها: "التدخل العسكري المباشر، الذي يأتي من خلال قرار أممي لمجلس الأمن، ستلتزم به الكويت، كما حال بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمشاركة الكويتية قد تنحصر في شكل معونات لوجستية أو إنسانية، على غرار مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من دون أن يشمل ذلك التدخل العسكري المباشر".

أضافت هذه المصادر: "في كل الأحوال، من المبكر الجزم باستعداد الكويت للانخراط في عمل عسكري، فاليمن منطقة صعبة جغرافيًا واجتماعيًا ما يجعل الكويت تفكر مليًا قبل الإقدام على هذه الخطوة".

شرط الإجماع

من جانب آخر، نقلت صحيفة "الخليج" الاماراتية عن مصدر خليجي مطلع تأكيده أن التدخل العسكري في اليمن غير وارد الآن، "فالرهان على العقل، وكل مسار مضاد هو الجنون بعينه، وإذا سارت الأمور اليمنية إلى مآلاتها غير المجندة، فإن المنظمات المعنية، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي، ستقرأ القضية اليمنية قراءة جديدة، وتتخذ ما تراه مناسبًا بشرط الإجماع، وحساب النتائج بحيث لا تسهم الخطوات المتخذة في تعقيد مشهد لا ينقصه التعقيد".

وأشار المصدر نفسه إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ما زالت تراهن على تغليب العقل والمنطق السياسي من قبل الحوثيين، وإلا فإن اليمن يتجه إلى الكارثة، ودول التعاون تصر على المسار السياسي المتفق عليه خليجيًا ودوليًا، وترفض الاستيلاء على السلطة بالقوة، وفرض أجندة تحت سيطرة الميليشيات، وتقويض المسار السياسي.

وعن طبيعة الكارثة المقصودة، قال: "تفتيت، قتال مذهبي، مواجهة قبلية، ووضع إنساني غير مسبوق على مستوى العالم، فهناك الآن 14 مليون طفل يمني يعانون أشد المعاناة من نقص الغذاء والدواء، وفي حالة تفاقم الأوضاع هناك، فإن تطبيق اتجاه دول الخليج وغيرها نحو تلبية النداء الإنساني في اليمن قد يكون صعبًا أو حتى متعذرًا".

عدن في عهدة اللجان

إلى ذلك، سيطرت اللجان الشعبية الجنوبية، التي يوالي بعضها الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، على محافظة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن الخاصة المحسوبة على الحوثيين. ونقلت "الشرق الأوسط" عن أبي ذر اللودري، مسؤول اللجان الشعبية بمطار عدن، قوله إن اشتباكات عنيفة دارت بين اللجان الشعبية بعدن وقوات الأمن الخاصة التي يقودها عبد الحافظ السقاف الموالي لجماعة الحوثي، حيث داهمت القوات الخاصة مقرًا للجان الشعبية في معسكر النصر القريب من المطار، في وقت متأخر من مساء الأحد.

وتشهد عدن مواجهات بين اللجان الشعبية وقوات الأمن الخاصة. وأوضح اللودري أن اللجان الشعبية تفاجأت بهجوم آخر فجر الاثنين، لكنها ردت بقوة، وتمكنت من اعتقال 40 جنديًا من القوات الخاصة مع أسلحتهم، ومن السيطرة على الموقف بشكل كلي ففرضت سيطرتها على الشوارع الرئيسية وتمكنت من طرد قوات الأمن الخاصة من كافة المرافق التي حاولوا السيطرة عليها، بينها مبنى الأمن السياسي (المخابرات) بمحافظة عدن.

تناضل في سبيل الجنوب

ودانت الهيئة الوطنية الجنوبية الموقتة للتحرير والاستقلال (الهيئة)، تعرض اللجان الشعبية في عدن لاعتداء من قبل قوات الأمن الخاصة.

وقالت الهيئة في بيان إنها تدين الاعتداء الآثم على اللجان الشعبية الجنوبية التي ناضلت، وتناضل، في سبيل الجنوب وأمنه واستقراره وحريته وهي التي قاومت الإرهاب في أبين النضال وقدّمت التضحيات الجسام وهي اليوم التي تناضل في العاصمة عدن، مع أبنائها، للمساهمة في تحقيق أمنها واستقرارها، وهي التي تصدت لاعتداءات القوى المساندة للحوثي في عدن".

وأبدت الهيئة استغرابها من وقوف بعض جهات السلطة المحلية في عدن مع القوى التي تمهد لتسليم عدن للحوثي، وتحارب اللجان الشعبية الجنوبية، وتمنع صرف مخصصاتها بل وتُستخدم كغطاء للاعتداء عليها وقتل رجالها.

وأضاف بيانها: "هي نفس القوى التي استهدفت الثورة الحراكية السلمية الجنوبية بالأمس بمحاولة عقد مؤتمر مهين لكل أهداف نضال شعب الجنوب العربي، وتقوم بالدور المزدوج هذا ضد جهات جنوبية تقدّم التضحيات من أجل الجنوب وشعبه وقضيته. والأشد غرابة، أن مؤتمرهم الذي منعه شعب الجنوب بالأمس، كان يدّعي أنه ضد الحوثي وسيطرته على صنعاء وغيرها وبحراسة من الأمن المركزي المعروف بولائه للحوثي".

شقيق هادي

وشكل الجنوبيون لجنتي متابعة للأوضاع في جنوب اليمن، إحداهما بقيادة وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين، اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني المستقيل، وعضوية جمال العاقل، محافظ أبين، والعميد عبد الحافظ السقاف، قائد قوات الأمن الخاصة، وعبد اللطيف السيد، قائد اللجان الشعبية، تتولى متابعة إطلاق 20 جنديًا من قوات الأمن الخاصة محتجزين لدى اللجان الشعبية، وإطلاق المحتجزين من اللجان الشعبية لدى فرع قوات الأمن الخاصة بمحافظة عدن وعددها 11، مع كل الأسلحة والأمانات التي تم أخذها من نقطة العلم التي هاجمتها اللجان الشعبية واعتقلت الجنود الموجودين فيها.

أما اللجنة الثانية فتتولى تقصي الحقائق ومعرفة ملابسات الاشتباكات، ومعرفة الجهة التي بدأت إطلاق النار.

بيد القاعدة

إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية وقبلية في محافظة شبوة الجنوبية لـ "الحياة" أن غالبية مناطق المحافظة باتت في قبضة تنظيم القاعدة، بعد تمكن التنظيم من السيطرة على معظم مواقع الجيش ومعسكراته، بما فيها كتيبة الدفاع الجوي، التي سلمت عتادها إلى مسلحي التنظيم الأحد، وانسحب أفرادها بأسلحتهم الشخصية بعد وساطة قبلية.

وجاءت كل هذه التطورات مع تعثر المفاوضات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر بين الحوثيين والأطراف السياسية، إثر تعذّر التوصل إلى اتفاق، في حين قرر حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس السابق علي صالح الوقوف إلى جانب الإجماع الوطني في ترتيب أوضاع السلطتين التشريعية والرئاسية، أيًا تكن نتائجه، طالما عبّر عن رأي الغالبية وتأييد ما ستخرج به الأحزاب والقوى السياسية والإجماع الوطني، وفق مصادر في الحزب. وأفادت وكالة رويترز بأن حزب المؤتمر سحب اعتراضه على قرار الحوثيين حل البرلمان.
&