لقاء قريب قد يجمع رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع برئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون من أجل تحديد ورقة إعلان النوايا، فكيف يرى المواطن هذا التقارب وتأثيره على انتخاب رئيس للجمهوريّة؟.

بيروت: هل تعتبر أن الحوار المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع سيؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان؟ سؤال توجهت به إيلاف إلى عدد من المواطنين اللبنانييّن الذين أجابوا عليه كالتالي.

لا نتيجة

بيرنار خليفة يعتبر أن ما أفسده الدهر لن تمحوه جلسات حوار بين عون وجعجع، ويؤكد أن القاعدة الشعبيّة للطرفين ليست مؤيدة تمامًا هذا الحوار، الذي برأيه لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة أي انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة لأن الأمر يعود إلى اتفاقات دوليّة حول هذا الشأن.

وبرأيه لن يفضي هذا الحوار إلى أي واقع مختلف عما هو موجود ولن ينعكس بالتالي ايجابًا على الشؤون في البلد ويعتبر أن مصير ومستقبل هذا الحوار كغيره من الحوارات لن يؤدي الى نتائج إيجابيّة.
ووسط انتظار اللبنانيين تداعيات هذا التقارب على ملف الرئاسة، يؤكد خليفة عدم وجود أي إشارات أو حلول ستتمخّض عن هذا الحوار الى ملف الرئاسة المعلقّ اي بتعبير آخر بحسب خليفة لن يثمر حوار التيار- القوات رئيسًا جديدًا للبنان.

ويلفت إلى أن الحرب التي سببها الفريقان لن تمحى آثارها ومفاعيلها من خلال هذا الحوار وما أحدثته من نزاعات وانشقاقات بين الطرفين ومن شرخ وانقسام بين اللبنانيين لن يقوى تقاربهما الحالي على حله.

تقارب مرحّب به

سمير شيخاني ينظر إلى الموضوع بطريقة مختلفة ويرى التقارب بين عون وجعجع فرصة لحل الخلافات وللتوصل إلى اتفاق ما حول مختلف المواضيع العالقة، إذ لا يعقل أن يبقى لبنان بلا رئيس للجمهوريّة كل هذه المدة ولا يقوم الطرفان بخطوات تقريبّية في ما بينهما لحل هذا الموضوع الإشكالي.

رغم تفاؤله بتقارب عون وجعجع، لا يعول شيخاني الكثير على قضية انتخاب رئيس للجمهوريّة بسبب هذا التقارب، لأنه "المعروف في لبنان أن كلمة السر تأتي من الخارج، من الدول الفاعلة والحاكمة في الداخل، والقرار ليس بيد عون أو جعجع، لأنه متى اتفقت القوى الخارجيّة على رئيس للجمهوريّة، لن يكون هناك أي تأثير لا على حوار عون وجعجع ولا على حوار حزب الله والمستقبل.

في ظل هذا المشهد أي دور للتقارب العوني القواتي؟ يؤكد شيخاني أن هذا التقارب ربما قد يخفّف الاحتقان الموجود في لبنان، وقد يمحي سنوات الاقتتال الكثيرة التي جمعت بين هذين الفريقين المسيحين خصوصًا في العام 1990 يوم سميت الحرب بينهما حرب إلغاء، وكانت سببًا في تهجير الكثير من المسيحيين من لبنان.

مهم لأسباب عدة

يرى عماد خوري أن حوار عون وجعجع& يشكّل معطى جديدًا على الساحة السياسيّة، وتحديدًا المسيحيّة التي بقيت لسنوات طويلة محكومة بانقسام داخلي ومشهد سياسي موزّع في اتجاهين متنافرين، أي بين 8 و14 آذار، ويلفت إلى أنه للمرة الأولى يحدث تقارب وتحاور بين القوتين المسيحيتين الأبرز بمعزل عن تحالفاتهما السياسيّة الأساسيّة، وهذا التطور وفقًا لمساره ونتائجه يمكن أن يعيد خلط الأوراق على نحو جزئي وأن يحدث تغييرًا أو تحريكًا في المشهد السياسي، وقد يشكّل قوة أو عنصر اختراق في الاستحقاق الرئاسي اللبنانيّ العالق والمؤجّل.