&تعتبر المخابرات المركزية الأميركية أن أساليبها في التجسس باتت بالية، وتريد مستقبلا الاعتماد على التكنولوجيا أكثر من البشر، وسط توقعات&بأن يؤدي ذلك إلى صراع مع وكالة الأمن القومي، صاحبة الاختصاص الرئيسي في مجال التجسس الالكتروني واللاعب الرئيسي الذي قد لا يسمح لجهاز آخر بمزاحمته. &
يعتزم مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية جون برينان توسيع قدرات الوكالة في مجال التجسس الالكتروني بدرجة كبيرة في اطار خطة أوسع لاعادة هيكلة جهاز استخباراتي ظل فترة طويلة يعتمد على العمل الجاسوسي البشري ، كما افاد مسؤولون اميركيون حاليون وسابقون.
&
ويعكس التوسع المقرر في النشاط التجسسي الالكتروني اعترافاً ضمنياً بأن وكالة المخابرات المركزية &"سي آي أيه" تعتمد اساليب اصبحت بالية في عصر الهاتف الذكي وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من التكنولوجيات الجديدة.&
&
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين ان خطة برينان لتوسع قدرات الوكالة في مجال التجسس الالكتروني تشمل كل عملياتها تقريباً ، من تحديد المسؤولين الأجانب الذين يمكن تجنيدهم للعمل مخبرين مرورا بالتوثق من اهداف الضربات التي توجهها طائرات الوكالة بدون طيار الى اختراق اعداء يتقنون استخدام الانترنت مثل تنظيم "داعش".&
&
وقال عدة مسؤولين ان فريق برينان يدرس استحداث مديرية الكترونية جديدة تكون على مستوى واحد من الأهمية مع فرعي العمليات والتحليل اللذين كانا ركنا الهيكل التنظيمي للوكالة منذ عقود. &
&
ولاحظ مراقبون ان هذه الخطط تؤكد سعة طموحات برينان وفي الوقت نفسه ما يمكن ان تثيره من مخاوف بشأن الخصوصية أو ما يمكن ان تؤدي اليه من صراع مع وكالة الأمن القومي ، صاحبة الاختصاص الرئيسي في مجال التجسس الالكتروني واللاعب الرئيسي الذي قد لا يسمح لجهاز آخر بمزاحمته. &
&
وقال مسؤول اميركي مطلع على خطة اعادة هيكلة الوكالة لصحيفة واشنطن بوست "ان برينان يحاول تحديث الوكالة للتأكد من انها ستكون مستعدة للتعاطي مع التحديات التي تواجهها". &واضاف المسؤول ان من المتعذر فصل العالم الرقمي عن مهمة التجسس البشري الذي يشكل مضمار السي آي ايه التقليدي. &
&
وتوقع مسؤولون ان يبدأ برينان تنفيذ جوانب من خطته خلال شباط/فبراير الحالي مشيرين الى اجتماعه مؤخرا مع اعضاء كبار في لجنة الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ لعرض التغييرات المقترحة عليهم.&
&
ويأتي بناء القدرات التجسسية الالكترونية لوكالة المخابرات المركزية في وقت واجهت الوكالة صعوبة في التعامل مع اعداء ، مثل داعش وجبهة النصرة ، يجندون ويتواصلون عبر الانترنت لكنهم يعملون في مناطق قتال لا يستطيع ضباط الوكالة عموماً دخولها.&
ولكن مسؤولين لاحظوا ان التكنولوجيا الرقمية احدثت انقلاباً حتى في اساليب "العباءة والخنجر" التقليدية في عالم الجاسوسية. &وان الأسرار التي كانت المخابرات تحصل عليها بتجنيد مصدر أو اللقاء في بيت آمن تكمن اليوم بصورة متزايدة في غيوم من الموجات الرقمية التي تحيط بالأهداف التي يراد التجسس عليها.&
&
وقال مسؤول اميركي سابق ان تجنيد جاسوس روسي اليوم يتطلب الدخول على البريد الالكتروني لأحد العناصر وقراءة رسائله ورصد تحركات جهاز المخابرات الروسي "اف اس بي". &واضاف "ان التكنولوجيا الرقمية جزء الآن من كل مهمة". &
&
وأكد المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية ستيفن سليك مدير مشروع الدراسات الاستخباراتية في جامعة تكساس حالياً "ان التطورات التي تحدث في التكنولوجيا الرقمية تمارس تأثيرا ثورياً في العمل الاستخباراتي ومن المهم ان تكيف وكالة المخابرات المركزية اساليبها في جمع المعلومات وتنفيذ المهمات السرية بما يرتقي الى مستوى الفرص والأخطار الجديدة". &
&
وامتنع المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية دين بويد عن التعليق على الخطط الجديدة. &&
&
&
&
&
التعليقات