كييف: يعقد مجلس الامن الدولي الجمعة اجتماعا طارئا حول النزاع في اوكرانيا لبحث الهدنة التي تبدو محترمة بشكل عام في الشرق الانفصالي في هذا البلد، حيث يتواصل سحب الاسلحة الثقيلة من الجبهة.

ويجري هذا الاجتماع بعد عام بالتمام على اقتحام فرقة كوماندوس موالية لروسيا برلمان القرم، الذي كان اول مرحلة في ضم روسيا شبه الجزيرة الاوكرانية الذي سبق انفجار الوضع في شرق البلاد. ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعه بطلب من فرنسا والمانيا، حيث سيستمع اعضاؤه الـ15 الى تقارير من مسؤولي منظمة الامن والتعاون في أوروبا المكلفين مراقبة وقف اطلاق النار قبل اجراء مشاورات مغلقة بحسب دبلوماسيين.

ميدانيا، "قتل ثلاثة جنود وجرح سبعة في الساعات الـ24 الاخيرة" في الشرق الانفصالي بعد يومين من الهدوء، على ما اعلن المتحدث العسكري اندري ليسينكو الجمعة، من دون توضيح ظروف مقتلهم. وكان المتحدث العسكري الاوكراني اناتولي ستيلماخ صرح "بسبب تراجع عدد الهجمات الكبير وعملا باتفاقات السلام، يتواصل سحب المدافع من عيار 100 ملم (...) على طول خط الجبهة".

واكد "رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد اليكساندر رخارتشينكو الخميس ان قواته "سحبت 90%" من اسلحتها الثقيلة. وكان يفترض ان يبدا الاحد سحب الاسلحة الثقيلة تطبيقا لاتفاقات مينسك 2 الموقعة بوساطة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وبحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن كييف اكدت ان الامر غير وارد قبل التاكد من الاحترام التام لوقف اطلاق النار.

لكن يبدو ان الهدنة التي بدات في 15 شباط/فبراير محترمة نسبيا أخيرا. الا ان مراسل فرانس برس سمع الخميس تبادلا لاطلاق النار بالرشاشات في مدينة تشيرماليك على بعد 30 كلم شمال شرق ماريوبول، حيث يفصل كيلومتر واحد بين قوات الجيش والمتمردين. وستكون السيطرة على ماريوبول مرحلة محورية لتشكيل جسر بري بين روسيا والقرم بعد السيطرة على المحور الاستراتيجي ديبالتسيفي في الاسبوع الفائت، ما اتاح الربط بين معقلي التمرد دونيتسك ولوغانسك.

لكن بيان رئاسة الاركان اشار الى استعداد الجيش "لمراجعة الجدول الزمني لسحب الاسلحة في حال محاولات هجوم" ينفذها المتمردون الموالون لروسيا. واعلن الكولونيل الاوكراني سيرغي فولوشكو عن ابقاء ما يكفي "ما القوات والمعدات على طول خط الجبهة في حال انتهاك وقف اطلاق النار" من طرف المتمردين "والقوات الروسية التي تدعمهم".

واكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو "في اي لحظة جيشنا مستعد لاعادة المعدات الى مواقعها على الخطوط السابقة وصد العدو سريعا"، في اقوال نقلها التلفزيون. وعرض الانفصاليون الموالون لروسيا الاربعاء على الصحافيين ما اكدوا انه سحب للاسلحة الثقيلة قرب معقلهم في دونيتسك. لكن منظمة الامن والتعاون في اوروبا لم تتمكن من التاكيد بان هذه التحركات فعلا لسحب اسلحة ام انها تحركات معتادة.

وصرح المتحدث باسم المنظمة مايكل بوشيوركيف لفرانس برس "نرصد تحركات، لكن من المبكر التاكيد ان كانت العملية جارية فعليا". وتابع "نطالب جردة بالاسلحة الموجودة، ولائحة بالطرقات المعتمدة، والمواقع التي يتوون حفظ الاسلحة فيها".

دبلوماسيا يبدو الغربيون، وفي مقدمهم الاميركيون، غير مقتنعين بارادة روسيا تهدئة الازمة. وصرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان موسكو "لا تفي بالتزاماتها في اطار اتفاقات مينسك". وتابع ان بريطانيا لا تستبعد "امكانية" تنفيذ المتمردين هجوما في المستقبل.

لكن الولايات المتحدة سجلت الخميس تحسنا "طفيفا" في الوضع في شرق اوكرانيا، في اول تعليق ايجابي يصدر منذ ايام من واشنطن، التي نددت مع هذا بالانتهاكات المستمرة لوقف اطلاق النار. على مستوى الطاقة احتدت النبرة كذلك منذ بدء عملاقة الطاقة الروسية غازبروم في الاسبوع المقبل تزويد المناطق الخاضعة للمتمردين مباشرة مبررة ذلك بان كييف قطعت امداداتها، ما يثير المخاوف من حرب غاز جديدة. ومن المقرر عقد اجتماع ثلاثي في بروكسل الاثنين لحل هذه المشكلة.

&

وكانت روسيا اكدت الجمعة مشاركتها في الاجتماع الثلاثي المقرر عقده الاثنين في بروكسل لمحاولة تسوية خلافها مع كييف حول تسليم مجموعة غازبروم شحنات من الغاز الى الانفصاليين في شرق اوكرانيا. وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في تصريحات نقلتها وكالة ريا نوفوستي "اكدت مشاركتي ومن المقرر ان نبحث مجمل المسائل المرتبطة بعلاقاتنا في بروكسل" مشيرا الى ان مسألة امدادات الغاز الروسي للمناطق الانفصالية "سيتم التطرق اليها حتما" خلال الاجتماع".

وكانت المفوضية الاوروبية عرضت في وقت سابق هذا الاسبوع عقد اجتماع ثلاثي في بروكسل بحضور وزيري الطاقة الاوكراني والروسي، خوفا من ان تتاثر امدادات الاتحاد الاوروبي في حال قطع الغاز الروسي عن اوكرانيا. وكانت شركة نفتوغاز الاوكرانية اعلنت الخميس انها ستحضر الاجتماع بصفتها "عضو في الوفد الاوكراني بقيادة وزير الطاقة فولوديمير دمتشيشين". وتصاعد التوتر حول الغاز بين روسيا واوكرانيا بعدما باشرت مجموعة غازبروم الروسية الاسبوع الماضي تسليم الغاز مباشرة الى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون بحجة ان كييف توقفت عن امدادها.
&
وتعتبر موسكو ان هذه الشحنات تدخل في سياق العقد الذي ابرم في تشرين الاول/اكتوبر بين غازبروم ومجموعة نفتوغاز الاوكرانية اثر وساطة للمفوضية الاوروبية، وانه يترتب على كييف دفع ثمنها، وهو ما ترفضه الشركة الاوكرانية مشيرة الى انه ليس لديها اي وسيلة للكشف على كمية الامدادات ووجهة استخدامها. كما ترفض كييف تسديد اي دفعة جديدة لشراء الغاز اضافة الى ما دفعته سابقا، فيما تؤكد غازبروم ان المبلغ المتبقي "غير كاف" للسماح بتسليم كميات جديدة بعد انتهاء الاسبوع. وتمر حوالى 15 % من امدادات الغاز الاجمالية الى الاتحاد الاوروبي عبر اوكرانيا.
&
&