كييف: تعد ماريوبول الشهيرة بمرفئها الاستراتيجي، اكبر مدينة تسيطر عليها كييف في حوض دونباس قرب خط الجبهة، والهدف المحتمل لهجوم جديد يشنه المتمردون الموالون لروسيا.

وتتوصل المعارك حول هذه المدينة منذ سيطرت عليها القوات الاوكرانية في حزيران/يونيو، وتتهم كييف المتمردين الموالين لروسيا بتكديس اسلحة ثقيلة حول ماريوبول تمهيدا لهجوم محتمل.

وفي ما يأتي العناصر التي تبرر اهميتها:

&

- آخر معقل للحكومة

تعد ماريوبول التي كان عدد سكانها 500 الف نسمة قبل النزاع، وتبعد 55 كلم عن الحدود الروسية و85 كلم عن معقل دونيتسك الانفصالي، اكبر مدينة لا تزال في ايدي كييف في حوض دونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ويسيطر التمرد على جزء منه.

وفي حزيران/يونيو، استعادت القوات الاوكرانية المرفأ من ايدي المتمردين، لكن هؤلاء كرروا مرارا منذ ذلك الحين الاعلان عن طموحهم الاستيلاء عليه من جديد.

وفي ايلول/سبتمبر، وصلت القوات المتمردة، المدعومة من القوات والاسلحة الروسية كما تقول اوكرانيا والغرب، الى ضواحي المدينة، لكنهم لم يشنوا هجوما كثيفا.

ومنذ ذلك الحين، تواصلت المواجهات خصوصا في القرى المجاورة.

وفي كانون الثاني/يناير، سقطت على ماريوبول قذائف اطلقت من المنطقة التي يسيطر عليها التمرد كما تقول منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وقتلت 31 مدينا، وصدمت الاوروبيين الذين قرروا فرض عقوبات جديدة على روسيا.

وتتهم كييف القوات الموالية لروسيا بحشد قوات واسلحة في الوقت الراهن على مقربة من هذه المدينة وخصوصا في مدينة نوفوازوفسكي القريبة من الحدود الروسية وتبعد ثلاثين كلم من ماريوبول.

&

- حوض صناعي

في ماريوبول مؤسستان كبيرتان للصناعات التعدينية، يمتلكهما اغنى رجل في اوكرانيا رينات اخميتوف المتحدر من دونيتسك.

ويعمل في مصنعي ازوفستال وايليتش وحدهما عشرات الاف الاشخاص.

&

- منفذ الى البحر

وتتيح السيطرة على ماريوبول للمتمردين الوصول الى مرفأ مهم على بحر اوزوف. وهذا ما سيمكنهم من إمداد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في الشرق، بمزيد من المقومات الحياتية.

&

- جسر بري نحو القرم؟

باستيلائهم على ماريوبول، يقترب الانفصاليون من انشاء جسر بري بين الحدود الروسية وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار/مارس الماضي.

وتقتصر مواصلات روسيا مع شبه الجزيرة في الوقت الراهن، على الطريق البحري الذي يتعرقل كثيرا في الشتاء.

وتنوي الحكومة الروسية بناء جسر يربط روسيا بالقرم وتقدر تكلفته ب 2,9 مليار يورو، لكن هذا المشروع لن ينجز قبل 2018.

لكن ماريوبول تبعد حوالى 300 كلم من القرم، ومن اجل اقامة طريق بري مع شبه الجزيرة، ما زال يتعين على المتمردين الموالين لروسيا الاستيلاء على مساحات شاسعة من الاراضي.

&

- مخاطر كبيرة؟

سيعد الهجوم على ماريوبول تصعيدا خطيرا للتوتر في الشرق المضطرب.

ويقول الخبير العسكري الروسي المستقل بافل فلغنهاور، ان معركة السيطرة على هذه المدينة ستكون بالتأكيد، نظرا الى مساحتها الشاسعة، واحدة من اعنف المعارك التي سيسقط فيها الاف الضحايا، وواحدة من اطول المعارك التي تشهدها اوكرانيا منذ اندلاع النزاع.

واعتبر فلغنهاور "انها ليست ديبالتسيفي. وعند بدء الهجوم، سيكون عدد القتلى اكبر بكثير". واضاف "انها مدينة كبيرة، ومن اجل السيطرة عليها، لن تكفي القوات المتمردة. يجب توافر قوات نظامية روسية بأعداد كبيرة".

ومن شأن الهجوم ان ينهي عملية السلام التي انطلقت مع توقيع اتفاقات مينسك 2 الجديدة في 12 شباط/فبراير، وتعرضت كثيرا للخطر حتى الان لدى سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا اخيرا على شبكة خطوط السكك الحديد الاستراتيجية في ديبالتسيفي.

وقد هددت بلدان غربية حتى الان روسيا بفرض عقوبات جديدة اذا ما استمرت الاعمال العسكرية في الشرق.