نصر المجالي: أعلنت المملكة المتحدة دعمها لقطاع التمويل الإسلامي وأكدت أن مثل هذا القطاع المهم يمثل فرصة لجسر التواصل بين العالمين الغربي والإسلامي المطلوب الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
وكانت بريطانيا شاركت في استضافة اللقاء الثاني لـ (مجموعة الاستثمار والتمويل الإسلامي العالمي)، الذي عُقد يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، تحت شعار "توسيع حدود قطاع التمويل الإسلامي".&
وترأس اللقاء& وزير الدولة البريطاني المعني بالتمويل الإسلامي في وزارة الخارجية البريطانية، هيوغو سواير، إلى جانب الدكتور زيتي أختر، محافظ البنك المركزي في ماليزيا، وشارك فيه عدد من كبار الشخصيات المؤثّرة في مجال التمويل الإسلامي.
&
وفي بيان لوزارة الخارجية البريطانية تلقت (إيلاف) نسخة منه، فقد ناقش المجتمعون العوامل المحرّكة لهذا القطاع والفرص الرئيسة في مجالات البنية التحتية وتمويل المشاريع وأسواق رأس المال والأعمال المصرفية والتأمين.
وتوافق المجتمعون على نقاط عدّة أبرزها: تحسين سبل التواصل لتعزيز فهم التمويل الإسلامي على المستوى العالمي وتوضيح التصورات المتعلقة به؛ وتعزيز الجهود لربط تدفق أرصدة التمويل الإسلامي باحتياجات البنية التحتية ودعم التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي.
&
في هذا الإطار، اعتبر الشيخ بلال خان، عضو شبكة المحفّزين البريطانيين العالمية التابعة لهيئة التجارة والاستثمار البريطانية، أن اللقاء هو فرصة مهمة لتعزيز مكانة المملكة المتّحدة مركزاً للتمويل الإسلامي الغربي، والانخراط مع صانعي القرار الرئيسيين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي من أجل تطوير استراتيجيات استشرافية بنّاءة.
وأشار خان إلى أن بريطانيا حريصة على العمل مع كوالالمبور والمراكز المالية الإسلامية الأخرى مثل دبي والبحرين، لتطوير الخدمات المالية الإسلامية التي يُقدّر حجمها بـ 2 تريليون دولار.
ولفت إلى أن الإرادة السياسية البريطانية إلى جانب الإطار التنظيمي والقانوني الذي تمتاز به المملكة المتحدة، ناهيك عن إصدارها صكوكاً سيادية للمرة الأولى في الغرب العام الماضي، كلّها “تبعث برسالة قوية جدًّا من المملكة إلى العالم الإسلامي بأن لديها جميع مقوّمات البنية التحتية اللازمة إضافة إلى سجل حافل في مجال التعليم والتدريب من جهة، والخدمات المالية والمهنية الرائدة من جهة أخرى، للوصول إلى إضافة قيمة استراتيجية لهذا القطاع المتنامي، وتحقيق كتلة مهمة على الصعيد العالمي بحيث تبلغ حجماً تكتسب عنده قوة دفع ذاتية للنمو والاتّساع".&
وأضاف أن من شأن ذلك أن يساعد كثيرا في وضع التمويل الإسلامي في الواجهة، ويمثل فرصة لجسر التواصل بين العالمين الغربي والإسلامي المطلوب الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى".
ويشار إلى أن لقاء كوالالمبور هو الثاني بعد اجتماع افتتاحي عُقد في لندن في مارس (آذار) العام 2014.&
وكما في اللقاء السابق، أجريت سلسلة محادثات بين مسؤولين حكوميّين رفيعي المستوى، ورائدين في مجال الأعمال من المعنيين بالتمويل الإسلامي في دول عدّة ولا سيما المملكة المتّحدة ،وماليزيا وقطر والبحرين والإمارات العربية المتّحدة.&
&
ومن أهم المؤسّسات المشاركة: بنك إنكلترا ووزارة الخزانة في المملكة المتّحدة ومجلس الخدمات المالية الإسلامية INCEIF ومصرف مايبنك الإسلامي ومصرف CIM الإسلامي ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي.
وكانت بريطانيا أطلقت "مجموعة الاستثمار والتمويل الإسلامي العالمي" (GIFIG) في أعقاب “المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي الذي استضافته في لندن، في (أكتوبر) تشرين الأول من العام 2013، بهدف التعرف على الفرص والتحدّيات العالمية الرئيسية التي تواجه التمويل الإسلامي، واستخدام المعرفة الواسعة والخبرة لإيجاد أسواق له بما يدعم النمو والازدهار.&
وتضم المجموعة وزراء ومحافظي بنوك مركزية ومنظّمين، ورؤساء تنفيذيّين للمصارف الإسلامية الكبرى.
ومع الانتشار العالمي المتزايد للتمويل الإسلامي، تصبح هذه المجموعة أفضل منصّة لتعزيز الروابط العابرة للحدود ولمناطق ذات توقيت زمني مختلف، ما يتيح تدفّقاً سلساً للمعلومات وتسهيلاً لمسار اكتشافٍ أكثرَ فاعلية للأسعار وتعزيز القدرة التنافسية والابتكار، إضافةً إلى الحفاظ على حيوية هذا القطاع.
&