أوقفت فصائل الجيش الحر والمعارضة السورية تقدم قوات الحلف الثلاثي حزب الله – الحرس الثوري – النظام السوري في الشيخ مسكين في درعا، بينما أدخلت النصرة مئات من مقاتليها بأسلحتهم الثقيلة في الجبهة الجنوبية.
مروان شلالا: تصدت فصائل المعارضة السورية في ريف درعا الأحد لمحاولات تقدم قامت بها عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني، مدعومة بمدفعية قوات الأسد، على محاور عدة. فقد حاول المهاجمون التقدم على جبهة الشيخ مسكين - غرفا، إلا أن الثوار تمكنوا من صد هذه المحاولات، فاندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة بين الطرفين على جبهة اللواء 15، في شرق مدينة أنخل. وفي درعا المحطة، استهدف الثوار فرع المخابرات الجوية، المعقل الرئيس لجيش الأسد وشبيحته، بصواريخ محلية الصنع.
نفير النصرة
وقالت التقارير إن جبهة النصرة أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المثلث المشتعل في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق، لتشارك بقوة في صد الهجوم الذي يقوم به مع تحالف نظام الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ونسبت هذه التقارير إلى مراسل الجنوب التابع للمكتب الإعلامي في النصرة تأكيده أن التعزيزات العسكرية المرسلة جاءت إثر أوامر عسكرية وصلت إلى الجبهة من قيادتها العسكرية العليا، وأن جبهة النصرة في جنوب البلاد أعلنت النفير العام. والتعزيزات المرسلة مكونة من عشرات الآليات الثقيلة وعربات "شيلكا"، وعدد كبير من سيارات الدفع الرباعي، وعربات الناقلة للجند ومئات المقاتلين، قادمين من أرياف درعا.
وشهدت سماء قرى ومدن ريف درعا وسماء أحياء المدينة تحليقًا لطائرات الأسد المروحية والحربية، التي ألقت بالبراميل المتفجرة على تل عنتر شمال كفرشمس، وبلدات البكار وإبطع والمال وجملة وأحياء درعا البلد.
وشن الطيران الحربي غارات جوية على الشيخ مسكين والفقيع وعقربا والطيحة ومحيط تل عنتر. وقصفت مدفعية الأسد بلدات النجيح وكفرشمس وأبطع ومدينتي الشيخ مسكين وانخل وأحياء درعا البلد وحي طريق السد.
قتلى في ريف دمشق
قتل 11 شخصًا وأصيب 70 آخرون نتيجة غارة لطائرات قوات النظام السوري على بلدة عربين، الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بحسب مصادر في المستشفى الميداني في عربين.
وقال ناشطون سوريون إن مقاتلات الأسد قصفت 7 نقاط مأهولة في البلدة، ما أوقع مجزرة جديدة فيها، إلى جانب استهداف الطائرات مكانًا مخصصًا لتوزيع الخبز على المواطنين. وتحدثوا عن شارع امتلأ بالجثث، وبصراخ الجرحى أثناء نقلهم إلى المستشفيات الميدانية.
وفي دوما، قتل خمسة مدنيين وجرح عدد آخر جراء قصف جوي، إذ تعرّضت المدينة لغارتين جويتين بالصواريخ الفراغية. واستقبل المستشفى في دوما 25 جريحًا، بينهم طفل بحالة حرجة، وأربع نساء، علمًا أن هذا المرفق الطبي يعاني نقصًا في المستلزمات الطبية وأكياس الدم والسيرومات، ويتم استعمال أجهزته القديمة.
واستهدف الطيران بالصواريخ الفراغية بلدتي عين ترما وبالا، فيما ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة، على مدينة داريا. وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة الجبل الغربي لمدينة الزبداني، فيما سقطت قذيفتا هاون مجهولتا المصدر على حي القيمرية في دمشق، ما أسفر عن جرح امرأة، فيما لم تسجل إصابات بسقوط قذيفة مماثلة على شارع الملك فيصل.
مازوت داعشي
في سياق منفصل، قالت وسائل إعلام نظام الأسد إن قواته استعادت الأحد السيطرة على حقل جزل النفطي في شرق حمص بعد معارك عنيفة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وإن أضرارًا كبيرة لحق بثلاثة آبار في الحقل. وكان عناصر داعش قطعوا إمدادات الغاز عن محطات توليد الكهرباء حالما سيطروا على الحقل منذ أيام.
ويزود حقل جزل محطات توليد الكهرباء في المنطقة الوسطى بالغاز، ويضم عددًا من آبار النفط والغاز، وينتج بين 2500 إلى 3000 برميل نفط يوميًا، بحسب مصادر النظام. ويقع حقل جزل ضمن ريف تدمر، وقريبًا من حقل الشاعر الضخم للغاز والنفط، والذي&لا يزال يتعرّض لهجمات متفرقة من جانب مقاتلي التنظيم.
وقالت "السورية نت" إن في محافظة السويداء، التي يسيطر عليها النظام مراكز غير نظامية تبيع وقودًا يطلق عليه أهل المحافظة اسم "المازوت الداعشي"، خصوصًا في الجزء الشمالي من السويداء، في قرى الصورة الكبيرة، ولاهثة، والخالدية.
مندوب الأسد
في سياق متصل، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على شخصيات ومنظمات مؤيدة لنظام بشار الأسد، بينهم رجل الأعمال السوري جورج حسواني، صاحب شركة HESCO الهندسية، الذي يوصف بأنه "وسيط صفقات النفط بين نظام بشار الأسد وداعش".
وقال موقع "بزنس إنسايدر" إن إدراج حسواني على قائمة العقوبات يسلط مزيدًا من الضوء على الروابط المالية بين الأسد وداعش، "فظاهريًا، يدعي الطرفان المتحاربان بأنهما عدوان لدودان، حيث تتعهد داعش بالإطاحة بالأسد وتحويل سوريا إلى خلافة إسلامية، لكن صعود الحركة الجهادية قد خدم مصالح الأسد بالسماح له أن يطرح نفسه حصنًا ضد الإرهاب".
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن حسواني وسيط في عمليات شراء النفط من داعش نيابة عن نظام الأسد. وأضاف: "هذا يعطي مؤشرًا آخر إلى أن حرب الأسد على داعش مجرد خدعة، وأنه يدعمها ماليًا".
وتدير شركة حسواني محطة للنفط في منطقة طبقة وسط سوريا، التي سيطر عليها داعش في آب (أعسطس) الماضي. ويعتقد مسؤولون أن تشغيل تلك المحطة يتم بشكل مشترك من قبل مقاتلين من التنظيم وأفراد من النظام. كما لا تزال منشأة الغاز تلك تقوم بتزويد المناطق السورية التي يسيطر عليها الأسد بالغاز.
المراوغة مستمرة
سياسيًا، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة لصحيفة "الحياة" أن المشكلة تكمن في أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تفصل، كما يفصل غيرها من الدول الغربية، بين الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، لافتًا إلى أن مقاتلي المعارضة أسروا في حلب ثلاثة حوثيين كانوا يقاتلون الى جانب النظام.
وقال خوجة إن ذهاب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق وعودته من دون إعلان النظام التزامه وقف قصف حلب لستة أسابيع يعنيان أن النظام يراوغ، كما راوغ مع الممثلين السابقين، "وقد قلنا لدي ميستورا إننا نخشى أن يكون إعلان النظام هذا غطاء لكي يحاصر حلب عن طريق القوات الإيرانية الموجودة في جنوبها، والآن أصبح جزءًا منها في الشمال، فقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يتنقّل بين العراق وجنوب سوريا وشمالها، والأسد تحوّل إلى مجرد مدير تنفيذي لمصالح الإيراني".
التعليقات