لندن: أثارت صور نشرت خلال الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي لمسلحي ميليشيات عراقية في جبهات المواجهة مع تنظيم "داعش" وهم يحملون كتاب "الفاحشة... الوجه الآخر لعائشة" في ذم زوجة النبي محمد ... أثارت غضبا واسعا حيث اعتبر ناشطون الأمر فتنة طائفية جديدة وتحريضا على الصراع المذهبي.
وعلمت "إيلاف" ان رجال دين شيعة متعصبين قاموا بتوزيع 4 آلاف نسخة من الكتاب لمؤلفه رجل الدين المثير للجدل ياسر الحبيب، الذي عرف بقدحه وذمه للخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل ابو بكر وعمر وعثمان ولزوجة النبي محمد عائشة ابنة ابو بكر الصديق.
وظهرت صور العديد من عناصر الميليشيات العراقية المسلحة ضمن تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين الذي يقاتلون مع القوات الحكومية ضد تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من العراق كان التنظيم سيطر عليها منذ حزيران (يونيو) الماضي وهم يحملون نسخا من الكتاب.
تغريدات غاضبة
وعبر المغردون عن غضبهم واستيائهم لهذه الممارسات ومحاولات نشر معلومات مغلوطة عن السيدة عائشة زوجة النبي محمد، واعتبروها نيلا منه، وإساءة إلى الدين الاسلامي معتبرين ان هذه الممارسات تشكل وقودا لنار ستحرق الجميع .
وفي تعليق له، قال محمد خالد "سبحان الله وجوه مسودة لا يوجد فيها نور الاسلام"، بينما قال صقر الرياح "إنهم طعنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه الشريف فابتلاهم الله في أعراضهم إلى يوم القيامة"، في حين علق شاكر سالم محمد قائلا "خزاكم الله".. أما أميرناصر فقال "انهم يوقدون نارا ستحرقهم ايضا"، وغردت كريمة الصباع بقولها "لقد برأها الله من فوق سبع سماوات وانتم تؤلفون الكتب على سيدة نساء العالمين"، وقال معلق اطلق على نفسه اسم حبيب ابن البدويه "لماذا لا يطلع السيستاني على صور هؤلاء، ولماذا المرجعية صامتة على امثال المرتد ياسر الخبيث ومن يقتدي به فهل هم راضون بسب وطعن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء مرتدون عن الدين ويجب الاقتصاص منهم".
ومن جهته قال معلق هو محمد ليث زيد "كتاب الفاحشة، الوجه الآخر لعائشة... حاشاها الله بين يدي من يطلقون على انفسهم حماة الديار زوراً"، وغرد معلق آخر هو خالد حسن العبيدي قائلا "حاشاكِ الله يا زوجة رسول الله .. برأها الله من سبع سموات وما زال بعض الرعاع يقذفون عرضها زورا وبهتانا" .. بينما قال احمد الشديدي "انها تهم وتطاول على الاسياد" .. في حين علق علي جواد الحسناوي قائلا "انتم تخدعون الناس وتخدعون انفسكم... لعبتكم انكشفت الان".
&
واضافة إلى ذلك قال المعلق منير الناصري "حسبي الله ونعم الوكيل .. يريديون تقييم اخلاق ام المؤمنين زوجه خير البشر وبنت اشرف الناس".. لكن تمارا الشيخلي علقت بالقول "حسبنا الله ونعم الوكيل .. هذا رسول الله وهذا عرضه.. بعد ان برأها خالق الكون ومرسل الأنبياء من فوق سابع سماء وجعله قرآنًا يتلى إلى يوم الدين فأين انتم من سورة النور وقوله تعالى يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدًا إن كنتم مؤمنين ..وتوعد من يعود إلى هذا"... اما المعلقة أمية فقالت "قال تعالى: والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم".. في حين علق عبد الباسط الحارثي "عائشة رضي الله عنها مبرأة من الفاحشة ما تخاف من ربك"... ثم اشار خالد راشد بالقول "نسأل الله لك الهداية وقول الحق".
&وإضافة إلى هذه التعليقات فقد طالب ثامر سعيد بالقول "اتركوهم كل يرى الناس في عين طبعه انه كذب على المساكين من الشيعة... مذهب مثل برامج الجوال كل يوم تحديث".. بينما علقت نادرة عبد الحسن بالقول "أمي عائشه رضي الله عنها وأرضاها اما أنت ولله انك من أذناب الفرس سيأتون أبناء عائشه يوما ويطهرون ايران من الفرس".. وعلق محسن الياسري بالقول "كل إناء بما فيه ينضح.. رميتم المحصنة حبيبة رسول الله لتقدحوا في الرسول".
وكان ناشطون عراقيون تداولوا اواخر العام الماضي اشرطة فيديوية عن احتفالات أقامها عدد من رجال الدين الشيعة المتطرفين لمناسبة وفاة السيدة عائشة حيث أثار الأمر استياء عاما.
ياسر الحبيب... مزاعم وسيرة مثيرة للجدل
ومؤلف كتاب "الفاحشة... الوجه الآخر لعائشة" الذي ضم الف صفحة بسبعة فصول وصدر عام 2011 هو رجل الدين الشيعي المثير للجدل والمقيم في لندن الشيخ ياسر الحبيب .. والحبيب بحسب موسوعة ويكيبيديا مولود في 20 كانون الثاني (يناير) عام 1979 في الكويت وهو رجل دين شيعي وخريج علوم سياسية من جامعة الكويت سبق له العمل في مجال الإعلام عن طريق كتابة المقالات السياسية.
&
وقد عرف بأسلوبه الحاد في بيان آرائه في مجال العقيدة واستنتاجاته وتحقيقاته في التاريخ الإسلامي إلى جانب سعيه الدؤوب لنشر الإسلام الشيعي في العالم بأسلوب مختلف عن الكثير من نظرائه من رجال الدين الشيعة المعاصرين. وقد تركزت محاضراته ومقالاته على إظهار امور خلافية حساسة بين الشيعة والسنة، وتدور خطاباته حول من يعتبرهم الشيعة قتلة فاطمة الزهراء، وهم على وجه الخصوص أبوبكر وعمر بن الخطاب ويضاف إليهم عائشة بنت أبي بكر وغيرهم من الشخصيات الأولى في صدر الإسلام &وله مواقف سلبية ضد الكثير من الشخصيات الشيعية البارزة إذ اعتبر بعضها شخصيات ساعية لتقديم التنازل العقائدي بما يؤدي لطمس الموروثات الشيعية المائزة للشيعة عن المذهب السني ومن أبرز من أدانهم بهذا العنوان محمد حسين فضل الله وأحمد الوائلي وحسن الصفار وعلي خامنئي .
&
وبدأ الشيخ الحبيب بطرح رؤيته بخصوص التاريخ الإسلامي والروايات الشيعية في مجالسه الخاصة في الكويت مما أدى إلى إلقاء السلطات الكويتية القبض عليه بتهمة التحريض على الطائفية من خلال التعرّض لرموز المذهب السني في الكويت ثم تطورت القضية إلى أمن دولة حكم فيها في أيار (مايو) عام 2004 بالسجن لعشر سنوات وأدانت الحكم الكثير من المنظمات الدولية التي تنشر تقارير مرتبطة بحقوق الإنسان كمنظمة العفو الدولية ووزارة الخارجية الأميركية إلا أنه قضى في السجن ثلاثة أشهر فقط ثم أطلق سراحه بعفو أميري وصف رسميا في ما بعد بأنه "خطأ إداري"... وقد صدرت بعد ذلك مذكرة اعتقال ثانية بحقه إلا أنّه تمكّن من الهجرة غير الشرعية إلى العراق، ومن ثم إلى إيران قبل أن يسافر ويستقر في لندن بعد حصوله على حق اللجوء فيها.
&
وقد برز اسم ياسر الحبيب في الإعلام بعد تنظيمه احتفالاً في رمضان عام 2010 إظهاراً للفرح والسرور بذكرى موت عائشة بنت أبي بكر حيث أدى ذلك إلى ضجة واسعة، إذ تعدّ عائشة شخصية مقدّسة عند المسلمين السنّة باعتبارها زوجة للنبي محمد وقد أصدر علي خامنئي على أثر ذلك فتوى سياسية بتحريم الإساءة لعائشة كما حرّمت فتواه الإساءة إلى أي فرد من الصحابة . غير أن ذلك لم يؤثّر في نشاطات الحبيب وهو خارج الكويت بل استمرّ في نشاطه الديني وأقام احتفالات مماثلة في السنوات التي تليها.
&وألقى ياسر الحبيب كلمة في الاحتفال بدأها بالادعاء أن عائشة هي عدوة الله وعدوة النبي محمد وأنه يصعب تعداد جرائهما في حق الإسلام والمسلمين وأبشع هذه الجرائم قتل رسول الله &بحسب زعمه. &&
&
&
التعليقات