رحب المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيستاني بالدعم الخارجي للعراق في حربه ضد الجماعات الارهابية، مشترطًا عدم انتهاكه لسيادة البلاد، ورفض تصريح مستشار الرئيس الإيراني بأن العراق قد اصبح جزءًا من الامبراطورية الإيرانية.. فيما فتح العراق تحقيقًا في تقارير عن قصف طائرات التحالف الدولي لقواته، ما ادى إلى مقتل وأصابة العشرات من عناصرها.
لندن: قال معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قناة المدينة الفضائية إن الانتصارات التي تحققها القوات الامنية والمتطوعون وابناء العشائر حاليًا ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" هي صفحة بيضاء جديدة من تاريخ العراق أكدت تلاحم وتراص الصفوف بين مكونات الشعب العراقي في دحر الاعداء.
وقال إن العدو "يستهدف نقاط الضعف فينا لتفتيت وحدتنا، ولذلك فإن التماسك الحالي بين العراقيين لابد أن يستمر ويزداد لإفشال مخططاته".. وأكد أنّ الجيش والمتطوعين يدافعون الان عن بلدهم المتجذر حضاريًا والذي سيبقى كما كان منيعًا عن أي محاولة لتغيير هويته وتدمير تراثه وتزييف تاريخه، وقد تحمل ابناؤه الكثير عبر التاريخ حتى يبقى عزيزًا مستقلاً سيد نفسه".
وأضاف معتمد السيستاني قائلا إن الابناء في جبهات القتال يخوضون معركة مصيرية غاية في الاهمية للدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله ويسطرون بدمائهم حقبة مهمة من تاريخ بلدهم.
وقال "اننا نعتز بوطننا وبهويتنا واستقلالنا وسيادتنا واذا كنا نرحب بأي مساعدة تقدم لنا من أخواننا وأصدقائنا لمحاربة الارهاب، فإن ذلك لايعني بأي من الاحوال غض الطرف عن هويتنا أو أن نكون في ذهنية خاطئة لمسؤولين هنا وهناك، فنحن نكتب تاريخنا بأرواح ودماء وجراح ابنائنا في معارك ضد الارهاب امتزجت فيها دماء العراقيين من جميع مكوناتهم وقومياتهم.. في إشارة رفض لتصريحات مستشار الرئيس الإيراني علي روحاني بأن العراق قد اصبح جزءًا من الامبراطورية الإيرانية عاصمتها بغداد.
ودعا معتمد السيستاني الحكومة إلى الاهتمام بالمتطوعين وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة والاهتمام بعوائل الشهداء ورعاية أفرادها.. وطالبها بالاستفادة من الاكاديميين واصحاب الاختصاصات في مؤسسات الدولة.
وكانت وزارة الخارجية العراقية أكدت الاربعاء الماضي رفض تصريحات للشيخ علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني ادعى فيها أن ما اسماها بالامبراطورية الإيرانية اصبحت تشمل العراق الآن وأن عاصمتها هي بغداد مؤكدة أن العراق بلد ذو سيادة ولايسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية.&&
وادعى مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والاقليات علي يونسي في تصريحات صحفية الاحد الماضي "أن إيران أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي".&
&
العراق يحقق بتقارير عن قصف طائرات التحالف لقواته
وأعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن تشكيل لجنة عالية المستوى للتحقيق في تقارير عن قيام طائرات التحالف الدولي بقصف قطعات للقوات العراقية في محافظة الأنبار الغربية وقتل واصابة العشرات من عناصرها.
وقال العبيدي في تصريح متلفز اليوم: "لدينا صور عن هذه العملية وشكلنا لجنة عالية الاختصاص للتحقيق وستصل غدًا أو بعد غد إلى موقع الحادث لجمع الادلة". وأضاف: "سنكون قادرين على تحديد نوع الضربة التي اصابت الهدف فقد فقدنا في الضربة اعدادًا كبيرة من القوات المسلحة من شهداء وجرحى وسنكشف امام الشعب العراقي والرأي العام& نتائج التحقيق مهما كانت هذه الجهة المسؤولة عن العملية".
لكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية أشار إلى أنه نفذ ضربة واحدة في محافظة الأنبار الاربعاء لم تنتج عنها أية "إصابات بنيران صديقة".. موضحة أن الضربة كانت تبعد 33كم عن المنطقة التي وقع فيها الحادث.
وقال المتحدث باسم التحالف اللفتنانت كولونيل توماس جيلران إن "الضربة الوحيدة التي نفذها التحالف في المحافظة لم تنتج عنها أية إصابات بنيران صديقة".
ومن جهتهم، قال مسؤولون عسكريون أميركيون&إن "طائرات الجيش العراقي كانت تعمل في منطقة وقعت فيها الضربة وأنهم يتشاورون مع مسؤولين عراقيين بشأن تقارير حادث نيران صديقة بين القوات العراقية. واوضحوا أن "الضربة الجوية التابعة للتحالف في محافظة الأنبار يوم الأربعاء كانت تبعد 33 كيلومتراً عن المنطقة التي وقع فيها حادث النيران الصديقة المزعوم".
وكان رئيس كتلة "إرادة" النائبة حنان الفتلاوي قالت إن القصف "العشوائي" للتحالف الدولي تسبب بمقتل 50 جندياً وإصابة العشرات في الأنبار مطالبة الحكومة ومجلس النواب باتخاذ موقف من قصف التحالف تجاه قطعات الجيش العراقي والحشد الشعبي.
لكن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت نفى قيام التحالف الدولي بقصف مقر للجيش في منطقة البو ذياب شمال الرمادي، متهماً تنظيم "داعش" بتنفيذ تلك العملية من خلال تفجير 300 عبوة ناسفة تحت المقر.
يذكر أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر باشروا منذ& الاول من الشهر الحالي بعملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت من تنظيم داعش الذي استولى عليها في 11 حزيران الماضي.
التعليقات