تعاني القوات الموالية للرئيس اليمني من صعوبات في تنظيم صفوفها وتجنيد متطوعين في مواجهة التعبئة، التي أعلنتها الميليشيات الحوثية وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح للسيطرة على جنوب اليمن. ورغم أنه أطلق حملة لتجنيد 20 ألف عسكري لتعزيز الجيش، إلا أن الأخير مازال&ضحية تدخلات القبائل.


إيلاف - متابعة: أطلق الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي فرّ من صنعاء في الشهر الماضي للإقامة في عدن، ثاني مدن اليمن في اقصى الجنوب، حملة لتجنيد 20 ألف عسكري من اجل تعزيز جيشه الضعيف. لكن ذلك لم يمنع الحوثيين من دخول تعز الاستراتيجية الاحد، حيث سيطروا خصوصًا على مطارها. وتبعد المدينة مسافة اقل من 180 كلم عن عدن.

ما بعد الانضمام
وعملية تجنيد المتطوعين، التي تستهدف شبان المحافظات الجنوبية، تشهد نجاحًا، تدل عليه تجمعات المرشحين امام مراكز التجنيد في عدن. لكن تسجيل المتطوعين يشهد تباطؤًا في ظل الفوضى، وفقًا لمراسلي وكالة فرانس برس. وتؤكد الارقام وجود "آلاف عدة من المجندين" الذين تم تسجيلهم، لكن تبقى هناك عملية تدريبهم وتسليحهم وانضباطهم، كما اعلن احد المقربين من هادي، رافضًا ذكر اسمه.

لا يطفئ بطء الاجراءات حماسة المرشحين، الذين ما ان يتم تسجيلهم، حتى ينتشروا في الشوارع، مؤكدين عزمهم "سلخ جلد الحوثيين"، الذين تدعمهم ايران. ويمضي هادي الذي يتلقى دعم السعودية، بعضًا من وقته في استقبال قبائل من الجنوب ومناطق أخرى سعيًا وراء نيل تأييدهم. فالقبائل ضرورية للسيطرة على اليمن، لكن هادي لا يملك حذاقة سلفه علي عبدالله صالح، لكي يضمن ولاءها.

ولم يتحمل الرئيس السابق، الذي حكم اليمن بين العامين 1978 و 2012، فكرة طرده من السلطة، فقرر التحالف مع الحوثيين، مانحًا إياهم دعمًا حاسمًا، بفضل الولاء الذي&لا يزال يحظى به في اوساط الجيش. وبإمكان هادي الاتكال على وزير دفاعه محمود الصبيحي، الذي يتمتع بسمعة جيدة كضابط، وعلى اللجان الشعبية المتعاونة مع الجيش، وتبدو متحفزة ومستعدة وراء قائدها عبد اللطيف السيد.

الحل سياسي
لكن موفد الامم المتحدة جمال بن عمر يقول "سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن هادي قادر على تعبئة ما يكفي من القوات لتحرير البلاد". ويضيف: "كما سيكون من الخطأ ايضًا الاعتقاد أن بامكان الحوثيين شن هجوم للسيطرة على كل البلاد". وبالتالي، يدعو بن عمر الى حل سياسي، لكن المزايدات لا تزال مستمرة ميدانيًا. لم يتوقف الحوثيون بتواطؤ قسم من الجيش الموالي لصالح عن التقدم منذ اقتحامهم صنعاء في ايلول/سبتمبر، وبسطوا سيطرتهم في الوسط حتى تعز، المفصل المهم باتجاه عدن.

في المقابل، واجه هادي تحديات في عدن نفسها من قبل الضابط المتمرد عبد الحافظ السقاف، الذي هاجمه قبل أن يفر من المدينة. وقد تظاهر جنوده، الذين لم يغادروا عدن امام معسكرهم المهجور الاثنين، مطالبين بإدماجهم في القوات الحكومية وتلقي رواتبهم. وقال الجندي ايمان الشراعبي إن "القيادة الجديدة تتحايل علينا"، في حين قال الجندي الآخر صقر المغربي "نشعر بالضياع".

ترك الجيش
ويقول محللون يمنيون إن أحد أخطاء هادي هو عدم قيامه بإعادة هيكلة الجيش بطريقة تنهي تدخلات القبائل والولاء لصالح. ودليل على الصعوبات التي يواجهها هادي، الذي تعتبره الامم المتحدة الرئيس الشرعي لليمن، هو مضاعفة الدعوات التي يطلقها مساعدوه من اجل المساعدة.

وفي تصريحات بثتها قناة "الحدث" الاثنين، طالب وزير الخارجية بالوكالة رياض ياسين دول الخليج بالتدخل عسكريًا "لوقف زحف الحوثيين". كما اعرب عن الامل في موافقة مجلس الامن الدولي على اقامة منطقة حظر جوي فوق المطارات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وردًا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت السعودية مستعدة لمساعدة هادي عسكريًا، قال وزير خارجيتها سعود الفيصل انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي، فإن دول المنطقة ستتخذ "الاجراءات" الضرورية من اجل "حماية" مصالحها بوجه "العدوان.