&
قال مسؤولون أميركيون إن السعودية تحشد قوات كبيرة على الحدود اليمنية، فيما يقف اليمن على حافة الانهيار التام، مع تقدم الحوثيين جنوبًا.
حيان الهاجري من الرياض: هل بدأ التحضير لحرب إقليمية في جنوب الجزيرة العربية؟... سؤال يراود الجميع، خصوصًا مع ما نقلته رويترز عن مسؤولين أميركيين قالوا إن السعودية تحشد قواتها على الحدود مع اليمن، وإن المدرعات والمدفعية السعودية التي تحركت للحدود مع اليمن قد تستخدم في أغراض هجومية أو دفاعية.
حشد سعودي
وبحسب صحيفة "القدس العربي"، يأتي الحشد العسكري السعودي، بعد تقدم الحوثيين المدعومين من إيران صوب الجنوب، بعدما بسطوا سيطرتهم على صنعاء، وسيطروا على تعز في مطلع الأسبوع، بينما يقتربون من القاعدة الجنوبية الجديدة للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من الولايات المتحدة. وقال مصدران في الحكومة الأميركية إن حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن "كبير"، وربما يستعد السعوديون لشن ضربات جوية للدفاع عن هادي إذا هاجمه الحوثيون في عدن.
ونقلت التقارير عن مختار الرحبي، السكرتير الصحافي في رئاسة الجمهورية اليمنية، توقعه بأن يصل الدعم الخليجي إلى اليمن إذا استمر الزحف الحوثي نحو عدن، مشيرًا إلى أن هذا الدعم سيكون على شكل طيران عسكري ودعم أسلحة ومعدات عسكرية للجيش اليمني الموالي لهادي.
رسالة هادي
وكان هادي بعث رسالة إلى الأمم المتحدة، يطالب اليمن فيها&مجلس الأمن الدولي الثلاثاء بدعم عمل عسكري تقوم به "الدول الراغبة" للتصدي لتقدم الحوثيين. ويريد هادي أن يتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوًا قرارًا يجيز للدول الراغبة في مساعدة اليمن تقديم دعم فوري للسلطة الشرعية بكل السبل والإجراءات لحماية اليمن والتصدي لعدوان الحوثيين.
وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، قال هادي في رسالته: "إن كل جهوده السلمية والمساعي التي بذلت قوبلت بالرفض من قبل الانقلابيين الحوثيين، داعيًا إلى تقديم المساعدة وبكل الوسائل الممكنة لردع عدوان الميليشيات الحوثية الوشيك على مدينة عدن".
أضاف: "إن الحوثيين يواصلون عدوانهم على بقية المناطق مستخدمين الأسلحة التي سيطروا عليها كالطائرات، وقصفوا بها مدنًا عدة، منها عدن". وجاء في رسالة هادي أن هناك مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة حالة عدم الاستقرار الراهنة لإثارة مزيد من الفوضى، ما يجعل البلاد تنزلق نحو مزيد من الصراع العنيف. لكنّ دبلوماسيين في مجلس الأمن قالوا: "إن أي اجتماع جديد حول اليمن ليس مقررًا في هذه المرحلة".
4 سيناريوهات
نقلت "عكاظ" السعودية عن عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، قوله إن اليمن أمام 4 سيناريوهات، "الأول يتمثل في استعادة خارطة الانتقال السلمي، وهذا يحتاج تنازلات عن انتصارات وهمية للحوثيين، والعودة إلى الخلف قليلًا، وبالتحديد منذ اقتحامهم للعاصمة صنعاء وإسقاط نظام الحكم الانتقالي، فيما السيناريو الثاني يتكرس بالقبول بمحاصصة طائفية ومناطقية، وهذا الخيار يبدو الأكثر رغبة إيرانيًا لكونه يحقق هدف الابتلاع التدريجي للمنطقة من دون كلفة كبيرة، ويشبه سيناريوهات العراق ولبنان، التي أدت إلى سيطرة كاملة للأقليات، وإذا قبلت المنطقة بفتح هذا الخيار، فمعناه القبول بخنجر إيران في خاصرتها للأبد".
أضاف: "السيناريو الثالث يتمثل في حالة عسكرية محدودة تشبه الصفعة، تؤدي ولو إلى هزيمة تكتيكية تخفف من غرور الحوثيين، وترغمهم على العودة إلى مسارات العملية السلمية والسياسية، فيما السيناريو الرابع ينطوي على حرب مفتوحة تؤدي إلى انتصار الحوثيين أو هزيمتهم، فالحرب الواسعة والمفتوحة ليست حلًا الآن، لأنها ستؤدي إلى فوضى واحتراب مناطقي ومذهبي، وقد يؤدي ذلك وبعض التداخلات الإقليمية إلى حرب أهلية".
صوملة
وقال مراقبون إن التقدم السريع للقوات الحوثية لم يكن ليحصل من دون تحالف مع الرئيس اليمني السابق علي صالح، والذي تدين له النسبة الأكبر من الجيش اليمني بالولاء. ويحذر هؤلاء المراقبون أن يذهب اليمن نحو الصوملة، "فقد تنتج حالة عدم الاستقرار في اليمن حالة من الفوضى العارمة في البلاد، والتي من الممكن أن تقود إلى حرب أهلية مغلفة بصراع طائفي لن ينتهي، يتخللها غياب الدولة ومؤسساتها من خلال بروز حالة اللادولة في صنعاء، وعدم قدرة أي طرف على السيطرة على الأوضاع مع زيادة كثافة العمليات الإرهابية وانتشار السلاح والجماعات المسلحة في كل ربوع الدولة، مع انهيار المؤسسة العسكرية اليمنية، وتصاعد الرفض الشعبي لتمدّد الحوثيين".
ورغم الحشود العسكرية المتواصلة لأنصار الله والقوات الموالية لصالح، والتي تتحين ساعة الصفر للهجوم على عدن وبقية المحافظات اليمنية الجنوبية، هناك استبعاد لانتشار الحرب في شمال البلاد وجنوبها، بالرغم من تمركز الرئيس الحالي في المحافظات الجنوبية.
فرغم مساندة المحافظات الجنوبية لهادي، حيث ينحدر منها أيضًا، إلا أن محافظات شمالية، مثل تعز ومأرب والبيضاء، ترفض الحوثيين، وهو ما يبرهن على وجود رفض لدى الشماليين والجنوبيين لسيطرة الحوثيين، الأمر الذي قد يدفع بهم إلى تصعيد، يقابله تصعيد من التنظيمات الجهادية، مقابل تصعيد آخر على المستوى الإقليمي والدولي.
مغادرة سفير مصر
وغادر يوسف الشرقاوي، السفير المصري في اليمن، وأعضاء القنصلية المصرية مدينة عدن عائدين إلى القاهرة. وقالت وكالة الأناضول إن الشرقاوي وأعضاء القنصلية المصرية غادروا مطار عدن الدولي فجر اليوم الأربعاء. وقالت مصادر ملاحية مصرية إن الشرقاوي وثمانية من أعضاء القنصلية المصرية في عدن سيصلون إلى القاهرة مساء اليوم الأربعاء، قادمين من اليمن عن طريق تركيا.
وكان السفير المصري وصل إلى عدن في الأسبوع الماضي، لتسليم الرئيس هادي دعوة إلى حضور القمة العربية التي تستضيفها مصر في شرم الشيخ يومي السبت والأحد المقبلين، وسط ترجيح بعدم حضور هادي للقمة، بسبب توتر الأوضاع في اليمن.
&
التعليقات