ابوجا: تتواصل في نيجيريا اعمال الفرز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتوقع ان تعلن نتائجها الاولية الاثنين، في حين جرى الأحد التصويت مجددا في بضع مئات من مكاتب الاقتراع التي شهدت مشكلات تقنية السبت.

وقالت اميلي اديييمي (69 عاما) التي صوتت في لاغوس على كرسيها المتحرك "خاب املي لعدم تمكني من الاقتراع امس. لكنني ساكون سعيدة حتى موتي بأن هذه الفرصة اتيحت لي لإحداث التغيير في نيجيريا عبر صوتي". والمعركة الانتخابية هي الاكثر حماوة منذ عودة البلاد الى الديموقراطية العام 1999 بين الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان ومنافسه المعارض محمد بخاري مرشح المؤتمر التقدمي.

وتبرز مخاوف من اعمال عنف مع اعلان النتائج على غرار ما حصل العام 2011 حين قتل نحو الف شخص. وجرت حوادث اولى في بورت هاركورت عاصمة ولاية ريفرز جنوبا التي تعتبر خزان النفط. وتظاهر الالاف من انصار المعارضة الاحد منددين بعمليات تزوير ومطالبين بالغاء الاقتراع في هذه الولاية، وفق مراسلي فرانس برس.

واتهم داكوكو بيترسايد المرشح لمنصب حاكم الولاية اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة بالتواطؤ مع الحزب الحاكم للتلاعب بالنتائج. لكن المتحدثة باسم اللجنة نفت هذا الامر.
وفي العاصمة الفدرالية ابوجا، وعد رئيس اللجنة الانتخابية اتاهيرو جيغا بدرس كل الشكاوى التي تلقاها، مكررا ان الهدف هو اجراء انتخابات "حرة وعادلة وصادقة". وطلب من "جميع النيجيريين التزام الهدوء في انتظار النتائج".

وقال "نامل في ان نتمكن من اعلان النتائج في الساعات ال48 (التي تلت اغلاق مكاتب الاقتراع مساء السبت) وحتى قبل ذلك". ودعي نحو 69 مليون ناخب من اصل 173 مليون نسمة، العدد الاجمالي للسكان في نيجيريا البلد الاكبر من حيث عدد السكان في افريقيا، لانتخاب الرئيس واعضاء مجلس الشيوخ الـ109 والنواب الـ360 في اول بلد منتج للنفط واول قوة اقتصادية في القارة.

ولم تثبط الطوابير الطويلة وساعات الانتظار عزم الناخبين الكثيرين المتحمسين، الذين بقي الكثير منهم بعد التصويت لمراقبة عملية الفرز في بعض المناطق على ضوء مصابيح الجيب والهواتف النقالة، في بلد تنقطع فيه الكهرباء لساعات يوميا. واشار المتحدث باسم الحكومة مايك اومري الى "نسبة مشاركة قياسية"، لكنه لم يقدم ارقاما. وقال ان هذه المشاركة تمثل "انتصارا للديموقراطية" رغم المشاكل اللوجستية.

ومع استمرار عمليات الفرز الاحد في المراكز، التي انتهت فيها عمليات التصويت، يعلن كل من الفريقين على الشبكات الاجتماعية فوزه في هذه الدائرة او تلك. وقال المتحدث باسم حزب بخاري، لاي محمد محذرا، "يجب ان لا يحصل اي تزوير". وفي مايدوغوري بولاية بورنو (شمال شرق) تمكن العديد من النازحين بسبب هجمات بوكو حرام من الاقتراع، على ان تنتهي عمليات التصويت مساء الاحد، بحسب متحدث باسم اللجنة الانتخابية.

وشن الجيش النيجيري الاحد غارات جوية وعملية برية ضد عناصر من بوكو حرام على مشارف مدينة بوتشي في شمال شرق البلاد، بحسب مصدر عسكري وسكان. ومساء، فرضت السلطات حظر تجول دائما لفترة غير محددة في مدينة بوشي واقليمين اخرين في الولاية. ولم تنجح جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات في منع تنظيمها.

وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد النيجيريين بتنظيم الانتخابات التي قال انها تجري "بهدوء وبشكل منظم" رغم هجمات بوكو حرام التي اعلنت مبايعتها لتنظيم "الدولة الاسلامية". ودعا بان كل الاطراف الى نبذ العنف في ما تبقى من عمليات التصويت وعند اعلان النتائج.