صعّدت حكومة الخرطوم من "مماحكاتها" للمجتمع الدولي، برفض منح تأشيرات لسفراء غربيين كانوا ينوون زيارة دارفور، بينما رفضت بالمقابل تصريحات انتقدت الانتخابات الأخيرة.

نصر المجالي: استدعت وزارة الخارجية السودانية يوم الثلاثاء سفراء دول (الترويكا) التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج إثر انتقاد هذه الدول الظروف التي جرت فيها الانتخابات العامة.

وكانت الدول الثلاث اصدرت بيانًا مشتركًا الإثنين الماضي، معربة عن أسفها إزاء "فشل حكومة السودان في تنظيم انتخابات حرة نزيهة وسط أجواء مناسبة". وكان السودان شهد الأسبوع الماضي انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية تواصلت على مدى 4 أيام، تخللتها صعوبات واتسمت بنسبة إقبال ضعيفة.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا "يدين بأقسى العبارات البيان الذي أصدرته النرويج والولايات المتحدة وبريطانيا، والذي يمثل تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للبلاد". كما استدعت وزارة الخارجية ممثل الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم في احتجاج على تصريحات لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عبّرت عن شكوكها في مصداقية الانتخابات السودانية.

وردت وزارة الخارجية السودانية في بيان قالت فيه إن "العديد من المنظمات الدولية والإقليمية شاركت في مراقبة الانتخابات، وأكدت سلامة ونزاهة الإجراءات والعملية الانتخابية، وأنها اتسمت بالشفافية".

رفض تأشيرات

وإلى ذلك، رفضت حكومة الخرطوم إصدار تأشيرات لدبلوماسيين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين ينوون القيام بمهمة تقصي الحقائق في إقليم دارفور الذي مزقته الحرب.

وقالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، الثلاثاء، إن رفض السودان منح التأشيرات لنواب سفراء القوى الغربية الثلاث، التي تتمتع بحق النقض بالأمم المتحدة، علامة أخرى على نهج الخرطوم التصادمي تجاه الأمم المتحدة والغرب.

وقال مصدر دبلوماسي إن "عدم السماح لسفراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالذهاب إلى دارفور يظهر إلى أي مدى أصبحت حكومة السودان غير متعاونة. وأضاف: "الخرطوم تريد خروج بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور من السودان".

مطالب الخرطوم

وقال دبلوماسيون إن الخرطوم في المفاوضات مع الأمم المتحدة تطالب بسحب 15 ألف جندي من أفراد قوة حفظ السلام بنهاية عام 2015، وترفض واشنطن ذلك الطلب. وتتهم الخرطوم بعرقلة تحقيق تجريه الأمم المتحدة في مزاعم عمليات اغتصاب جماعي في دارفور.

والدبلوماسيون هم بيتر ويلسون نائب السفير البريطاني الذي كان يعتزم قيادة المهمة وديفيد برسمان من الولايات المتحدة والفرنسي ألكسي لاميك. وقال مصدر دبلوماسي أممي إن "عدم السماح لسفراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالذهاب إلى دارفور يظهر إلى أي مدى أصبحت حكومة السودان غير متعاونة".

تزايد العنف

ويقول الدبلوماسيون إن المبعوثين الثلاثة يأملون أن تتم الزيارة بينما يتزايد العنف في دارفور وتطالب الخرطوم بانسحاب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ولم ترد بعثة السودان في الأمم المتحدة على طلبات للتعليق.

وأكد دبلوماسي بريطاني أن بريطانيا كان لديها اهتمام قوي بتحسين بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وقياس أوضاع قوات حفظ السلام، التي يبلغ قوامها 19 ألف جندي. وقال ماكس جليشمان، وهو متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، إنه لا يزال لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور دور مهم في حماية المدنيين.

وتابع: "نعارض بشدة أي محاولة لخفض البعثة أو إنهاء عملها قبل الآوان... رأينا في العام الماضي نزوحاً في دارفور أكبر من أي نزوح في تاريخ الصراع الممتد لعشر سنوات". وختم جليشمان قائلاً: الخرطوم مستمرة في عرقلة عمل بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور بشكل يومي.