وجهت دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) انتقادات حادة للانتخابات السودانية، بينما ألغى الرئيس السوداني عمر البشير زيارة لأندونيسيا خشية اعتقاله بناء على مطالب من جماعات حقوق الإنسان.

أعربت دول الترويكا عن أسفها لفشل الحكومة السودانية في تهيئة بيئة انتخابية حرة ونزيهة ومشجعة، ونوهت إلى التضييق على الحقوق والحريات السياسية، وانعدام الحوار الوطني الصادق، واستمرار الصراع المسلح كلها مسببات لما ورد عن انخفاض المشاركة بالانتخابات وانخفاض المقترعين فيها.
&
يذكر أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية تشير الى تقدم عمر البشير، وبذلك سيعهد اليه لولاية رئاسية جديدة لخمس سنوات، مما يطيل فترة وجوده في كرسي الحكم إلى 31 عاماً، وهو كان تسلم الحكم في انقلاب عسكري العام 1989.
&
ممارسات حكومة الخرطوم&
وقالت الترويكا إن ممارسات حكومة الخرطوم إلتي تتنافى مع الحقوق التي يكفلها الدستور السوداني، وانعدام الحوار الوطني الصادق، واستمرار الصراع المسلح في مناطق السودان، كلها مسببات لما ورد عن انخفاض المشاركة بالانتخابات وانخفاض المقترعين فيها، "وبالتالي لا يمكن اعتبار نتائج هذه الانتخابات على أنها تعبير صادق عن إرادة الشعب السوداني".
&
ودانت النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أعمال العنف التي وقعت أثناء الانتخابات، ونستمر بمساندة السودانيين الساعين لإحراز تقدم سلمي في عملية الحوار السياسي الشامل والشرعي بهدف إنهاء الصراع وتحقيق إصلاح حقيقي في الحوكمة وإحلال استقرار طويل الأجل. .
&
البشير يلغي زيارة&
وإلى ذلك، &قال مسؤول حكومي إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير ألغى في اللحظة الأخيرة رحلة إلى إندونيسيا لحضور قمة في جكرتا هذا الأسبوع.
والرحلة الملغاة إلى إندونيسيا كانت ستصبح أول رحلة يقوم بها&البشير&خارج أفريقيا والشرق الأوسط& منذ حوالي أربع سنوات.
&
وأثارت خطة البشير حضور مؤتمر لزعماء أفريقيا وآسيا في جاكرتا احتجاجات بين جماعات حقوق الإنسان التي طالبات باعتقال الرئيس.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أمرًا باعتقال البشير في 2009 بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الصراع في دارفور. وإندونيسيا ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية.
ونقلت (رويترز) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق قوله إنه نظرًا لانشغال الرئيس بمتابعة الوضع بعد الانتخابات رأت قيادة البلاد أنه من الأفضل أن يبقى الرئيس في البلاد.
وبدلاً من ذلك سيرأس وزير الشؤون الخارجية السوداني وفد البلاد في القمة الآسيوية الأفريقية.&
&
ترحيب&
ورحبت جماعات حقوق الإنسان بإلغاء زيارة البشير، وقالت إليز كيبلر، المديرة المساعدة في برنامج العدالة الدولية بمنظمة (هيومن رايتس ووتش) إن "هذه التطورات تعزز وضع البشير كهارب من العدالة الدولية بخيارات سفر محدودة".
وكانت آخر رحلة للبشير خارج المنطقة في يونيو (حزيران) 2011 حين زار الصين، رغم أنه استمر في السفر إلى دول عربية وأفريقية منذ ذلك الحين.
&
وكانت أغلب زيارات البشير إلى دول ليست اعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، مثل السعودية ومصر التي زارها في مارس آذار.
وسافر البشير أيضًا إلى دول أعضاء رفضت اعتقاله، مثل نيجيريا التي استضافت الرئيس السوداني في يوليو (تموز) 2013، وليست لدى المحكمة الجنائية الدولية قوة شرطة خاصة بها، لكنها تعتمد على الدول الاعضاء لاعتقال المشتبه بهم.
&