اتهم المحافظون إذاعة "بي بي سي" بنصب كمين يساري لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد مقابلة معه جرت في أجواء عدائية. إذ قاطع جمهور الحاضرين والصحافي الإذاعي كريس سمث، الذي كان يدير الندوة، كاميرون مرات عدة خلال استعراضه سياسات المحافظين وبرنامجهم الانتخابي.


عبدالاله مجيد: أثارت أجواء المقابلة اتهامات في أوساط المحافظين بالتحيّز ضدهم. وعلمت صحيفة الديلي تلغراف من مصادر المحافظين أنهم يفكرون في تقديم شكوى رسمية ضد "بي بي سي" بسبب المقابلة التي أجرتها محطة بي بي سي 1.&

مع ائتلاف أم بدونه
وكانت امرأة من جمهور الحاضرين طلبت من كاميرون خلال الندوة أن يتعهد ألا يقيم ائتلافًا مع الحزب الاتحادي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية بسبب موقفه المعادي للمثليين. فأجاب كاميرون أنه لا يريد أن يدخل في ائتلاف مع أي أحد، معلنًا "أنا لستُ منفتحًا على ائتلافات، ولا أُريد ائتلافًا".

لكن المقدم سمث تدخل قائلًا إن كاميرون سيجد نفسه مضطرًا لتشكيل حكومة ائتلافية، لأنه لن يفوز بغالبية. فرد كاميرون، الذي بدا عليه الانزعاج، قائلًا "أنت تلحّ في قول ذلك، وتبدو كأنك تعرف نتيجة الانتخابات. كيف تعرف من سيفوز؟، هل لديك حق وهبه الله لإعلان نتيجة الانتخابات؟". هنا قال سمث "أراهن معك بألف جنيه إسترليني أنك لن تفوز بغالبية".

كما وُجّهت إلى كاميرون خلال اللقاء أسئلة كثيرة عن قضايا مختلفة، بينها موقفه من أزمة المهاجرين في البحر المتوسط، حيث اتهمه أحد الحاضرين بانتهاج سياسة تقول "دعهم يغرقون".

إحراج التقشف
وأقرّ كاميرون بأن المطلوب المزيد من عمليات البحث والإنقاذ، لكنه أضاف أنه من الضروري التحرك لتحقيق الاستقرار في بلدان مثل ليبيا. وعلق أحد الحاضرين قائلًا "إنكم حاولتهم تحقيق الاستقرار في ليبيا بقصفها، أليس كذلك؟".

كما أُحرج رئيس الوزراء عندما سأله أحد الحاضرين إن كان يستطيع العيش بالحد الأدنى من الأجور، وأن يحدد ما هو الأجر الكافي للمعيشة. فلم يجد كاميرون جوابًا سوى القول "ليست لديّ أرقام في رأسي".&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في حزب المحافظين قوله "إن الجمهور لم يكن متوازنًا بالمرة، وإن المقابلة كلها مثيرة للسخرية". وقال متحدث باسم "بي بي سي" إن الإذاعة "تقابل عددًا من قادة الأحزاب خلال الحملة الانتخابية، وتتخذ موقفًا واحدًا من الجميع". وأضاف أن الحاضرين في الإستوديو جرى اختيارهم "بعناية لتمثيل طائفة من الآراء السياسية، بينهم أشخاص عدة لم يقرروا لمن سيمنحون أصواتهم".&
&