بحسب خبير في استطلاعات الرأي، قد يفقد حزبا العمال والمحافظين في بريطانيا سيطرتهما على الحياة السياسية بفعل ثورة صامتة تجرى في اسكتلندا ومناطق بريطانية أخرى، بحيث لا يتمكنان من الحصول على الأغلبية في البرلمان.

إعداد عبد الاله مجيد: توقع خبير الاستطلاعات الاميركي المعروف نيت سلفر، أن&يحصل حزب المحافظين على أكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم عندما يتوجه الناخبون البريطانيون الى صناديق الاقتراع في 7 من ايار(مايو) المقبل، لكن هذا لن يكون كافيا &لتشكيل حكومة أغلبية.

وقال سلفر إن حزب العمال سيواجه في اسكتلندا هزيمة ماحقة أمام الحزب القومي الاسكتلندي، الذي من المتوقع ان يحصل على 48 مقعدا من اصل 59 مقعدا مخصصة لاسكتلندا في مجلس العموم.&
&
تقدم المحافظين
&
وتوقع الاحصائي الاميركي الذي اشتهر بعد ان نجح في توقع الفائزين في الانتخابات الرئاسية الأميركية مرتين، ان يحصل المحافظون على 283 مقعدا والعمال على 270 مقعدا والحزب القومي الاسكتلندي على 48 مقعدا والديمقراطيون الأحرار على 24 مقعدا والحزب الاتحادي الديمقراطي في ايرلندا الشمالية على 8 مقاعد.
&
وأشار سلفر إلى أنّ حزب الاستقلال البريطاني اليميني المعادي للمهاجرين والاتحاد الاوروبي سيحصل على مقعد واحد فقط فيما ستحصد الأحزاب الصغيرة الأخرى 16 مقعدا في ما بينها.
&
غموض
&
وقال سلفر في برنامج "بانوراما" على تلفزيون بي بي سي إن هناك "غموضا هائلا" يكتنف نتيجة الانتخابات البريطانية، وأن توقعاته ترجح ألا يحصل أي حزب على الـ 325 مقعدا المطلوبة لتشكيل حكومة تتمتع بأغلبية برلمانية.
&
وقال سلفر ان زعيم حزب العمال اد ميليباند يمكن أن يشكل حكومة أقلية بتأييد ضمني من الحزب القومي الاسكتلندي، ولكنه حذر من ان هذه ستكون نتيجة إشكالية للغاية.
&
الحاجة إلى تحالف
&
واعترف خبير الاستطلاعات الاميركي قائلا "ليست لدي فكرة عمن يشكل الحكومة وفي حين ان المحافظين سيكونون أكبر الأحزاب في البرلمان، فإن عدد نواب حزب العمال والحزب القومي الاسكتلندي سيكون أكبر من عدد نواب المحافظين والديمقراطيين الأحرار وحتى في هذه الحالة لن يكون لديهما 325 مقعدا" يحتاجونها لتأمين أغلبية برلمانية.&
&
واشار الى أن التوقعات ترجح ان يشكل ميليباند حكومة أقلية، ولكن هذه ستكون معضلة كبيرة لأن "حكومة الأقلية هذه ستعتمد على تأييد الحزب القومي الاسكتلندي الذين لا يرغبهم الناخبون في انكلترا، وتساءل خبير الاستطلاعات عن قدرة هذه الحكومة على الاستقرار.&
&
الثورة الصامتة
&
واعتبر سلفر ان بريطانيا تشهد "ثورة صامتة" يمكن ان تعني نهاية نظام الحزبين قائلا "ان ثورة صامتة تحدث في اسكتلندا ومناطق بريطانيا الأخرى، حيث لم يعد نظام الحزبين قائما ولا حتى نظام قريب منه".&واضاف ان الحسابات التقليدية لا تصلح لما سيحدث بعد الانتخابات المقبلة، &لا سيما وان من المرجح ألا يحصل حزب على أغلبية بل، وربما لا يحصل حزبان على الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة.
&
اعتبارات في التوقعات
&
ويحاول الخبير الاميركي أن يأخذ& بالاعتبار في توقعاته شعبية النواب المحليين وحقيقة أن الناخبين يمتنعون عن كشف تفضيلاتهم الانتخابية. وقال إن هذه الحقيقة أوجدت اتجاها تاريخيا يرجح كفة المحافظين في استطلاعات الرأي لأن المحللين يفترضون أن من انتخب المحافظين في المرة السابقة سينتخبهم هذه المرة، دون حاجة الى معرفة تفضيلاته التي ربما تغيّرت في هذه الفترة.
&
متضررون من النظام الانتخابي
&
ولاحظ سلفر أن حزب الاستقلال البريطاني وحزب الديمقراطيين الأحرار رغم شعبيتهما الواسعة نسبيا سيتضرران بالنظام الانتخابي البريطاني الذي يمنح الفوز للمرشح الذي يحصل على أصوات أكثر من اصوات منافسيه بعكس نظام التمثيل النسبي.&&
&
وكشف انه يثق بتوقعات مكاتب الرهان أكثر مما يثق بتوقعات مؤسسات الاستطلاع لأن "الأشخاص المستعدين ان يدفعوا &من جيوبهم ثمن اخطائهم تكون توقعاتهم مصيبة في أحيان أكثر".&