قال الرئيس السوداني عمر البشير، بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة بنسبة 94.05% من الأصوات الصحيحة، إن الثقة التي منحت له ستلقي عليه مسؤولية وعبئاً كبيرًا، وحيا الذين شاركوا وقاطعوا الانتخابات.
نصر المجالي: في خطاب النصر الذي ألقاه بعد ساعات من إعلان النتائج يوم الإثنين، خلال احتفالية في مركز المؤتمر الوطني الذي يتزعمه، دافع البشير عن الانتخابات، وقال إن "الشعب السوداني قدم درسًا في الانتخابات، وقدم درسًا في الاخلاق.. قدم درسًا في النزاهة"، وكان المئات من أنصاره، يهتفون خلال المناسبة: "يا بشير سير سير".
وأضاف "لم نقبل وصاية من أحد ولم نقبل إملاءات من أحد، ونحن بتاريخنا وأخلاقنا وحاضرنا أفضل منهم مليون مرة.. نحن بلد حرة وبلد لم يقبل وصاية". ويحكم البشير البلاد منذ وصوله عبر انقلاب عسكري في 30 يونيو (حزيران) 1989، وبعد فوزه في الانتخابات التي جرت خلال أبريل الحالي سيحكم لخمس سنوات أخرى ليصل مجموع سنواته في الحكم إلى 31 عاماً.
وقال البشير، إن "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس غابت شمسها في السودان في العام 1956"، في اشارة الى استقلال السودان من الحكم البريطاني وتابع: "نحن ديننا وتاريخنا افضل منهم مليون مرة".
شفافية ونزاهة
وتعهد الرئيس المنتخب بأن يكون عند حسن ظن كل من وقف معه، وقال إن شفافية ونزاهة الانتخابات هزمت الأحاديث حول نسبة وعدد الأصوات، وتمثل نموذجاً حضارياً يقدم للآخرين خاصة للقوى الاستعمارية الأوروبية.
وأضاف أن السودان صاحب أقدم حضارة في التاريخ - وهي مروي- و"لم يكن غريباً عليه أن يقدم درساً للذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على السودان".
أول انتخابات
وتعد هذه أول انتخابات عامة (رئاسية وبرلمانية ومجالس تشريعية للولايات) بالسودان عقب انفصال الجنوب منتصف 2011 وقاطعتها أغلب فصائل المعارضة، وتعد هذه النتائج المعلنة رسميًا غير نهائية بانتظار إعلان نتيجة الطعون، التي يحق تقديمها في خلال مدة أقصاها أسبوع من اليوم.
وصوت الناخبون على 7 بطاقات، الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي تنافس عليه 15 مرشحًا، بجانب الرئيس عمر البشير ذي الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة.
وشملت عملية التصويت 3 بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور.علاوة على ذلك، توجد 3 بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية.
تفويت الفرصة
وحيّا البشير، السودانيين وقدم لهم الشكر "لأنهم أثبتوا أنهم شعب أصيل، وفوَّتوا الفرصة على المغرورين والمخدوعين، الذين قالوا إن لديهم مفاجأة سارة"، في إشارة إلى المعارضة التي أعلنت في وقت سابق أن يوم إعلان نتائج الانتخابات سيشهد مفاجأة للمؤتمر الوطني.
وتابع: "شكراً لهديتكم التي بلغت أكثر من 200 سيارة مسلّحة، سنستخدمها للقضاء على الإرهاب والمتمردين". وكان الجيش قد قال إنه ألحق هزيمة ساحقة بحركة العدل والمساواة في جنوب دارفور، يوم الأحد، وغنم منها أكثر من مائة سيارة مسلحة.
وأكد البشير أن الذين قاطعوا الانتخابات مارسوا حقهم الدستوري، "لأن السودان بلد حر وناسه أحرار، والذي يشارك يشارك، والذي لا يريد أن يشارك هذا حقه، ونحن نحترم رأيه ونحترم موقفه"، وقطع بأنه لن يقبل أي وصاية أو إملاءات من أحد.
وختم البشير قائلاً: "التحية لهيئة الانتخابات والمراقبين الذين شهدوا معنا بأن الانتخابات نظيفة وحرة وشفافة "،&كما&حيا&المرأة السودانية لدورها الكبير وتقدمها في العملية الانتخابية.
التعليقات