تباينت آراء العراقيين حول توجه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي للتصويت اليوم الاربعاء على مشروع قانون يتعامل مع الاكراد والسنة في العراق كبلدين.

بغداد: أكد الكثير من العراقيين أن أميركا ستعلن بصراحة تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات أثنية وطائفية، متسائلين باستغراب عمّا ستكون عليه ردود افعال العراقيين، حكومة وشعباً، من قرار التعامل مع السنة والكرد بوصفهما دولتين.
&
وأشار البعض إلى أن مشروع التقسيم قد دخل بذلك حيز التنفيذ مستشهدين بما سبق أن قاله نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسابيع "إن العراق بحاجة إلى أكثر بكثير من النظام الفدرالي الحالي".. فيما رأى آخرون أن النواب الجمهوريين في الكونغرس الأميركي يقدمون مسودة مشروع لتجهيز قوات البشيمركة الكردية والعشائر السنية بالسلاح لمواجهة داعش من دون الرجوع الى الحكومة المركزية، وإن وجدوا أن هذه خطوة خطيرة.
&
&تدخل سافر&
&
يؤكد النائب العراقي سلمان الموسوي، عن دولة القانون، أن القرار يضر بالسنة والأكراد أكثر من غيرهم، وقال: "إذا تم التصويت على هذا القرار فهو تدخل سافر في الشؤون الداخلية للعراق، ومن جهة أخرى لا اعتقد أن الأميركيين من الغباء بحيث يشرعون هكذا قوانين".
&
واضاف: "قراءتي لهذا القرار أنه يضر بالسنة والأكراد، وأنا أتمنى أن ينفصل الأكراد حتى تنتهي المؤامرات على العراق من مسعود وأسياده". وأؤكد انه لا توجد أي مقومات دولة لدى الأكراد وسوف يندمون على أي قرار يتخذونه.
&
لا .. للتقسيم &
&
&من جانبه، أكد حسين القاصد، أستاذ جامعي، انه يرفض التقسيم، مشددًا على أنه "على من وصفهم بالطائفيين أن لا يفرحوا". ومضى قائلاً: "إن العراق لا يقبل القسمة"، وأضاف: "ستكون الكارثة الكبرى لو طبق المشروع الأميركي .. نعم، نكره الساسة وفرقهم الإعلامية التي مزقت البلد، لكنها حرب إن بدأت لن تنتهي".
&
وأضاف: "لا تفرحوا .. حين تفرح بالخبر تذكر أن كبار العشائر العراقية تطير بجناحين، شيعي وسني .. وحين تفرح تذكر بأن اخوال اطفالك من طائفة اخرى سيكونون في جيش اعدائك .. حين تفرح تذكر اننا على طول الفراتين سوف تجلدنا سياط الغربة .. وسنتمزق اكثر داخل اقاليمنا .. نحن وقود وحطب سياسات حمقاء .. لا تستعجلوا الفرح .. كلنا بحاجة ماسة لكلنا و لا للتقسيم".
&
خطوة خطيرة&
&
اما الكاتب والمحلل السياسي عبد الامير المجر، فقال: "توجه الكونغرس يمثل سابقة خطيرة، وعلى الرغم من أنه مناورة سياسية تهدف الى الضغط على الحكومة العراقية، لاسيما (التحالف الوطني) من اجل تقديم تنازلات استراتيجية تتعلق بموقفه النهائي من نوع العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، بعد تعالي اصوات كثيرة فيه تجاهر بالعداء لاميركا، الا ان خطورة هذه الخطوة تكمن في انها جاءت في وقت حساس جدًا، وتفصح عن محاولة لعزل اقليم كردستان والمنطقة الغربية بصفتهما كيانين منفصلين عن الدولة.
&
&واضاف: "على الحكومة العراقية والساسة من ابناء المنطقة الغربية أن يقفوا ضد هذه الخطوة الخطيرة، التي تدفع باتجاهها قوى ضغط معروفة في اميركا لتقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية، ويجب أن يصدر بيان واضح باسم جميع الفاعلين في (العملية السياسية) سواء كانوا في الحكومة او خارجها لادانة هذه الخطوة، لكي نعرف موقف كل جهة من دون مواربة".
&
تصديق لفكرة بايدن&
&
اما الكاتب أحمد سعداوي، فقد اكد أن "العراق سيكون نصفه أميركيًا ونصفه إيرانيًا"، وقال: "هذا القرار، على أرض الواقع، هو تصديق لفكرة بايدن عن النظام السياسي الأكثر من الفدرالي المطلوب اقامته في العراق، على أنقاض التجربة السياسية الحالية التي قامت من 11 عاماً على فكرة الديمقراطية التوافقية، والتي لم تتحقق بشكل مثالي وفعّال، لأسباب داخلية، وعوامل إقليمية".
&
واضاف: "عملياً كردستان كيان مستقل بشكل كبير عن إرادة حكومة بغداد، والمساعدات المقترحة حسب مسودة القرار الاميركي الجديد لن تغيّر كثيراً في طبيعة العلاقة السياسية للكرد وحكومتهم الاقليمية مع بغداد وقواها السياسية، لكن المتغير الأكثر إثارة هو تجهيز "العشائر السنية" بالسلاح الفعّال لمواجهة تنظيم داعش، وتحمل مسؤولية تحرير مناطقهم بأنفسهم".
&
وتابع: "مفهوم "العشائر السنية" على وضوحه فهو غامض جداً، فمن الواضح أن هناك انقساماً عميقاً على الساحة السنية منع ويمنع أي تجانس في الرؤية لدى السنة لطبيعة العلاقة مع الحكومة المركزية وكيفية تحرير الاراضي السنية، وماذا سيكون عليه الحال "ما بعد داعش".. هناك اليوم عشائر تقاتل مع الحكومة، وهناك من يرى أن العشائر تقاتل مع داعش، أو انها بذاتها من "تقاوم" الحكومة، وأن داعش ليس لها أثر كبير على الأرض. وهناك لغط وعدم وضوح في هذه المسألة يصل الى حد الهذيان والافتراضات الخيالية.
&
&وختم بالقول: &"العراق البريطاني الذي غدا اميركياً، حسب كتاب مبكر لحسن العلوي، ثم افشاله بالقوة، وسيغدو، إن مضت هذه المشاريع على الارض بشكل فعلي وجاد، نصف اميركي [كردستان، سنستان] ونصف ايراني [شيعستان]. ويعيش الجميع عيشة سعيدة .. إن لم يقتتلوا من أجل حدود مناطقهم".
&
&تسليح نعم .. تقسيم لا&
&
اما الطالب الجامعي، علي سلمان، فاعتبر أن القرار تسليحي بحت، وقال: "لا اعتقد أن اميركا تقصد بهذا تقسيم العراق، وما فهمته انها تريد التعامل مع السنة والاكراد كدولتين أي بمعزل عن الحكومة العراقية من ناحية التسليح فقط لأن السنة والاكراد يشكون دائمًا من قلة وضعف التسليح".
&
واضاف: "مع ذلك انا لا اثق بأميركا التي تتحكم بها اسرائيل التي من مصلحتها تقسيم العراق الى دويلات .. ما اتمناه أن يكون الشعب العراقي بفئاته كافة على انتباه دائم وفهم حقيقة واحدة انهم من دون العراق لا يساوون شيئاً".
&
&اما سهى عبد الحميد ، موظفة، فقد أكدت أن شرفاء السنة سيرفضون التقسيم، وقالت: "علينا أن نعترف ان الكثير من القيادات السنية والشيعية مقتنعة بتقسيم العراق لكنها لا تعلن ذلك رسميًا، لأسباب عديدة تتعلق بالطائفية والقومية والدليل أن اغلبهم يثير المشاكل يوميًا".
&
واضافت: "اميركا لا تخاف ولا تستحي اذا ما ارادت أن تفعل شيئًا ولديها من ينفذ لها ما تريده داخل العراق، انا ضد قرار تقسيم العراق واتصوره لن يكون لوجود شرفاء في الطوائف المختلفة، ويمكن أن اؤكد أن شرفاء اهل السنة وهم الغالبية سيقفون ضد أي قرار لتقسيم العراق، وحين تتضح الامور وتكاد تكون حقيقة سترى أنهم سيهبون للحفاظ على العراق".