&تقدم مملكة السويد جملة واسعة من الخدمات لمواطنيها والمهاجرين إليها، الأمر الذي يجعلها قبلة للبشر من شتى بقاع الأرض، لكن آخرين يرون في جوها البارد وليلها الطويل سببا للهجرة منها.

لميس فرحات:&بواسطة خدمات رعاية الأطفال الزهيدة وإجازة الأمومة السخية، تمكنت السويد من رسم صورة مشرقة لنفسها في أعين المهاجرين حول العالم، حتى أن البعض يعتبرها "جنة العائلات المهاجرة".
&
وتشير استطلاعات رأي &إلى أن البلاد الاسكندنافية التي تنتمي إليها السويد هي أفضل مكان في العالم لتربية الأطفال. ونقل موقع الـ "لوكال" الإخباري تجربة ثلاث عائلات هاجرت إلى السويد، وذكرت العائلات مزايا المعيشة في السويد ومساوئها.
&
تكاليف أقل
الكسندرا سوهنر ايزنبيرغ (36 عاماً) التقت زوجها السويدي دانيال (38 عاماً) في لندن، وتمكنت من اقناعه بالاستقرار في بلدها الأصلي كندا في عام 2011، حيث أنجبا هناك طفلهما الأول فيكتور.
&
&ورغم الفرحة التي عمت الزوجية بالمولود الجديد، إلا أنهما سرعان ما اصطدما بواقع التكاليف الباهظة لتربية الأطفال في كندا، ولم يعد الزوجان قادرين على تحمل تكلفة الرعاية بالطفل أو حتى إرساله إلى دار الحضانة. وكان الحل الوحيد أمامهما&هو الهجرة إلى السويد.
&
ويقول الزوجان إن حياتهما باتت أفضل بعد الاستقرار في السويد، وتوسعت عائلتهما لتضم طفلة جديدة إليها، هي هيلينا التي تبلغ من العمر عامين، وتدير الزوجة شركة مبيعات عبر الانترنت بينما يعمل زوجها في تصميم المواقع الالكترونية.
&
وتقول الكسندرا: "عندما وصلنا إلى السويد أدركنا أن هذه البلاد هي المكان المناسب لنا، فهي رائعة لتربية الأطفال، ومدارسها تقدم منهج تعليم متوازنا، كما يحظى أطفالي بفرصة الذهاب في رحلات ميدانية وأيضاً الحصول على تغذية سليمة، تقول الكسندرا.
&
استطلاع يؤكد تقدم السويد
&
وأظهرت دراسة أجريت الأسبوع الماضي وشملت شبكة من المغتربين في جميع أنحاء العالم أن السويد تحتل أفضل التصنيفات في تربية الأسرة بالنسبة للوافدين، متقدمة على الدنمارك، وفرنسا، والنمسا وألمانيا، وكان السبب الرئيس وراء هذه النتيجة هو توفر خدمات رعاية الأطفال بأسعار زهيدة نسبياً.
&
وعلى الرغم من أن الدول الاسكندنافية باهظة للرحلات والسياحة، إلا أن الدراسة التي ركزت على قاعدة البيانات العالمية لأسعار المستهلك، وذكرت أن الأسعار في السويد أقل من العديد من الدول الأوروبية الأخرى بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبقية الدول الاسكندنافية.
&
أمان وسعادة
&
توم ريبت (40 عاماً) وزوجته ناكسين (39 عاماً) انتقلا من بريطانيا برفقة ابنتيهما جوزفين (3 سنوات) ودانيال (6 سنوات) للعيش على جزيرة سويدية هادئة قبالة غوتنبرغ.
&
ويقول ريبيت: "هذه المرة الثانية التي ننتقل فيها من بريطانيا، إذ حاولنا الاستقرار في ألمانيا سابقاً، لكن السويد هي الأفضل بالنسبة لنا كأسرة واحدة. نحن نشعر بالأمان والسعادة لمعرفة أن أطفالنا قادرون على الخروج من المنزل واللعب مع أصدقائهم الذين يقابلونهم في دور الحضانة".
&
السويد في الصدارة&
&
وتشير نتائج المسح الذي أجرته مؤسسة InterNations الى أن 86 % &من 14،000 شخص من العمالة الوافدة، تعتبر أن السويد تتصدر ما مجموعه 160 دولة في الحياة العائلية و97 في المئة منهم يقولون إن للبلاد تأثيرًا إيجابيا على رفاه الأطفال.
&
وعلى الرغم من هذه الأرقام الإيجابية، إلا أن الواقع ليس مشابهاً للجميع، فمثلاً مارييل هوغلاند (43 عاماً) لا يمكنها أن تنتظر حتى تعود إلى بلادها.

صورة مغايرة
&
لكن عائلة أخرى لا ترى &في السويد المكان الملائم للاستقرار، إذ انتقلت مارييل مع زوجها وطفليهما (7 و 10 سنوات) الى ستوكهولم قبل عامين بعد أن عاشوا في هولندا وهونغ كونغ، لكن السويد ليست المفضلة لدى هذه العائلة، وذلك بسبب شتائها الطويل والقاسي.
&
وتقول: "السويد جيدة، لكنها ليست أفضل مكان بالنسبة لي لتربية الأسرة، ويرجع ذلك أساسا إلى الظلام والشتاء، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) يحل الظلام عند الثالثة ظهراً ما يحرم أولادي فرصة الخروج من المنزل أو اللعب في الحديقة. الأطفال دائماً داخل البيت وأعتقد أن التنزه خارجاً هو أكثر ما يفتقدون اليه".