بينما يرى مراقبون أن نهاية النظام السوري قد اقتربت، إثر سلسلة الهزائم التي مني بها في إدلب ودرعا، قال آخرون إن الخسائر البشرية لن تؤثر كثيرا عليه. وقال الائتلاف السوري المعارض إن الإعلان عن بدء برنامج التدريب والتجهيز حسب الاتفاق التركي - الأميركي، خطوة يمكن الاستفادة منها في تطوير قدرات الجيش السوري الحر.
بهية مارديني: دفعت التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا بالعديد من المحللين إلى الاعتقاد أن العد العكسي للنظام السوري قد بدأ، خاصة مع التقدم الكبير الذي أحرزته المعارضة السورية شمالا وجنوبا، والسيطرة على مدينة إدلب وما حولها، ثم السيطرة على مدينة جسر الشغور، فطرد قوات النظام من حاجز القرميد الاستراتيجي، الذي كان يسميه سكان المنطقة "حاجز الموت"، نظراً لدوره في قصف القرى والبلدات المجاورة له، وكذلك سيطرة المعارضة على بلدة بصرى الشام جنوب سوريا ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن.
&
مؤشرات&
&
وقال الكاتب والمحلل السياسي عمر كوش في تصريح لـ"ايلاف" "دفعت خسائر النظام الفادحة في محافظتي إدلب ودرعا، إلى الحديث عن مؤشرات نهاية نظام الأسد، بالنظر إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح، وتذمر الحاضنة البشرية للنظام، إلى جانب صراعات السلطة، التي تجسدت في إقالة رفيق شحادة وهرب حافظ مخلوف ومقتل ضباط الاسد ورستم غزالي، وفشل حملات النظام في التجنيد الإجباري، إضافة إلى أن الدعم الذي يتلقاه من إيران وروسيا لم يعد بنفس الوتيرة".
&
وأضاف، أن&تقدم قوات المعارضة في الشمال والجنوب يجعلها على تماس مباشر مع مناطق محافظة اللاذقية، التي تعد الخزان البشري لقوات النظام، الأمر الذي حفّز فصائل المعارضة في حلب، فأعلنت تشكيل جيش "فتح حلب"، تحت قيادة مشتركة في "غرفة عمليات حلب"، إيذاناً باقتراب موعد بدء معركة تحرير حلب". &
&
&وتابع " لا شك في أن الخسائر والتراجع الذي عرفته قوات النظام، يضاف إلى انهيار النظام اقتصادياً، بعد انهياره أخلاقياً وإنسانياً، "شكلت مناسبة هامة لتفنيد الرهان على احتمال بقاء بشار الاسد في السلطة، وتأكيد احتمالات انهياره".
&
حل سياسي&
&
واعتبر أن المؤشرات السابقة التقطت في &دوائر صنع القرار في العواصم الدولية الفاعلة، ودفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الإيعاز لمبعوثه الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، كي يبدأ فوراً اتصالاته مع كافة القوى الفاعلة في الملف السوري، بغية إطلاق مشاورات بين جميع الأطراف حول إمكانية عقد مؤتمر جنيف -3، للبحث في ممكنات حل سياسي للأزمة السورية".
&
لكن حسام حافظ رئيس التجمع الوطني الحر، الذي يضم منشقين عن نظام الأسد، اعتبر أن مقتل كل هذه الاعداد من العلويين ومناصري نظام الاسد، لن يؤثر بشكل كبير على النظام، ذلك أن معظم أبناء الطائفة يرون أن الموت ينتظرهم في كل الاحوال.
&
تطوير الحر
&
وفي سياق آخر، اعتبر هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض "أن الاعلان عن بدء برنامج التدريب والتجهيز حسب الاتفاق التركي - الأميركي، خطوة يمكن الاستفادة منها في تطوير قدرات الجيش السوري الحر، خصوصاً وأن هذا البرنامج يأتي في سياق إعداد مقاتلين مؤهلين للدفاع عن الشعب السوري في مواجهة إرهاب نظام الأسد أو اعتداءات تنظيم الدولة".
&
ونوّه إلى ما صرح به وزير الخارجية التركي سابقاً على أن الاتفاقية التي تم توقيعها بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية لتدريب مقاتلين سوريين؛ تهدف لتحقيق تحول سياسي حقيقي على أساس بيان جنيف بشأن سورية، ولتحسين قدرات الثوار في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف، ومواجهة جميع العناصر التي تشكل خطراً على الشعب السوري والتي يدخل نظام الأسد ضمنها.
&
ولفت الى أنه "الآن وفيما تسير سوريا على درب التحرير، فإن الائتلاف يؤكد بأنه لا بد، وبالتوازي مع ذلك، من سحب كافة أنواع الاعتراف بالنظام الذي فقد شرعيته بسبب الجرائم التي ارتكبها ودعم الجهود من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع حميم الموت، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسورية إلى دولة تحقق تطلعات السوريين جميعاً".&
التعليقات