الرياض: تقاسم المؤيدون والمعارضون من قراء "إيلاف" نسبة التصويت تقريبًا حول جدوى قمة كامب ديفيد، في ما يخص أمن الخليج، وجاء الفارق بسيطا بين من يرى أن القمة ستقدم خطوات عملية حول أمن الخليج المهدد من إيران، وهو السؤال الذي طرحته "إيلاف" على قرائها.&
&
تقارب في النسبة
وصوت على السؤال 1795 قارئا، أجاب 49% منهم بنعم، فيما ذهبت النسبة المتبقية 51% برأيهم لخانة لا.
ويعكس هذا التقارب في النسبة المزاج العام في المنطقة حول الموقف الأميركي وخصوصا منذ بدء ملامح سياسة الإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما، إذ لا يمكن التعويل على إجابة حاسمة في هذا المجال، بالنظر إلى السلوك السياسي الأميركي في المنطقة، وخصوصا حين تم تتويج ذلك بالاتفاق النووي مع إيران.&
وسيلتقي الزعماء الخليجيون مع الرئيس الأميركي في منتجع كامب ديفيد الشهير الخميس المقبل، فيما أعلنت السعودية عن عدم مشاركة الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة وأناب عنه ولي عهده الأمير محمد بن نايف.&
وأعلنت الكويت رسميا توجه أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى أميركا، أمس الأحد، فيما أعلنت قطر أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيغادر للمشاركة في القمة. &بينما أعلنت البحرين أن ولي العهد &سيترأس وفد بلاده، فيما أعلنت عمان ترؤس فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لوفد بلاده في القمة، وفيما لم تعلن الإمارات إلا أن رئيس الدولة يغيب عن الفعاليات الرسمية الخارجية منذ أن ألمّ به العارض الصحي العام الماضي.&
&
مواجهة مع اوباما
وكانت مصادر دبلوماسية أكدت أمام (إيلاف) في وقت سابق أن القيادات الخليجية ذاهبة بقوة إلى المواجهة مع الرئيس الأميركي، "وهي تريد ليس أجوبة وتبرير مواقف منه حول الملفات الساخنة، التي في الأساس مصلحة استراتيجية أميركية فيها قبل أن تكون مصلحة خليجية بالدرجة الأولى، رغم مخاوف هذه الأخيرة من غموض الموقف الأميركي في شأن البرنامج النووي الإيراني والتقارب مع طهران". &&
وتريد القيادات الخليجية وفي مقدمها القيادة السعودية من الإدارة الأميركية ليس مبادرة أمنية خاطفة من جانب واشنطن ومساعدات وصفقات عسكرية ومنظومات دفاعية، بل انها وخاصة القيادة السعودية، تريد تأكيدًا واضحاً وصريحاً وعملياً عبر قرارات حاسمة وطويلة المدى، بعدم السماح لإيران بإنجاز أحلامها في التوسّع الإقليمي أو بتطوير سلاحها النووي لتهديد الآخرين أو تخفيف العقوبات والضغوط السياسية والاقتصادية عنها، ما يعطيها مجالاً أكبر لدعم أطراف عربية تعمل لها بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
&
جفاء الأصدقاء
ويمكن القول إن عمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن كان الجزء الأكبر من الرد العملي على السياسة الأميركية الناعمة أمام التوغل الإيراني في المنطقة العربية، في حين أن السياسة السعودية خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا في عهد الملك الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت تتسم بما يمكن تسميته "جفاء الأصدقاء".&
وأرسلت السعودية من خلال تحركاتها في المنطقة آنذاك العديد من الرسائل للإدارة الأميركية، إلا أن عملية اليمن كشفت بوضوح تقريبا أن دول الخليج نفذ صبرها أمام هذا الوضع، الذي لا يستفيد منه سوى حكومة طهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.&
ورغم أن الولايات المتحدة الأميركية ترسل إشارة عامة وعريضة أن إيران أحد أهم عوامل الفوضى في المنطقة، وخصوصا من خلال خبرائها ومخضرميها السياسيين والعسكريين، إلا أن ذلك يجري كما يرى الخليجيون على عكس تيار المكاتب المغلقة والرسائل غير المباشرة، والأهم من ذلك مجريات الأحداث على الأرض.
&
إيران
وكان الخبير السياسي ووزير الخارجية الأميركي الأسبق &جيمس بيكر قال قبل أيام إن الدولة الوحيدة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ومصالح السعودية والامارات العربية المتحدة وغيرها من حلفاء اميركا في المنطقة، هي إيران، التي تصدر الفوضى إلى دول المنطقة، وتكتسب القوة لتكون دولية إقليمية مؤثرة.&
واشار بيكر إلى أن"الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن هو مثال أخير لما أقول، وطهران تدعم حزب الله في لبنان، نظام الأسد في سوريا، والميليشيات الشيعية في العراق، وعلى الرغم من أن الجماعات الإيرانية تحارب داعش في سوريا وفي العراق، لكن لا بد من الاعتراف بأن داعش ما كان ليقوى لولا سلوك عملاء إيران في سوريا والعراق. ولا بد من الاعتراف أيضًا بأن التحدي الكبير، الذي يواجه الولايات المتحدة على المديين المتوسط والطويل، هو طريقة تعاملنا مع إيران".&
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري &قال في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير يوم الجمعة الماضي، إن قمة كامب ديفيد ستناقش الكثير من القضايا الأمنية؛ حيث ستناقش التهديد الخاص بالإرهاب وتمدد المنظمات الإرهابية ودعم إيران لهذه الصراعات، والسبل الكفيلة بتسوية النزاعات الاقليمية، والملف النووي الإيراني، وتهديد "داعش". &وتابع: "سوف نناقش في كامب ديفيد أيضا سلسلة من الالتزامات المتبادلة بين أميركا ودول مجلس التعاون، من بينها مبادرات أمنية جديدة سوف تنقلنا إلى وضع مختلف عما كنا عليه في السابق". &وفي رده على سؤال بشأن ما يثار حول منظومة دفاع صاروخية تبنيها الولايات المتحدة في الخليج، قال الوزير السعودي الجبير: "بالنسبة لإنشاء منظومة دفاع صاروخي هذا أمر بدأ النقاش فيه بين دول مجلس التعاون والجانب الأميركي منذ عدة سنوات". وقال الجبير: "والآن تقوم دول مجلس التعاون بتطوير قدراتها الصاروخية للدفاع من الصواريخ الباليستية وتعمل مع الولايات المتحدة لضمها كلها في آلية واحدة تستطيع أن تحمي المنطقة، وهذا الموضوع ليس جديدا". &
&