نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن يكون الملك سلمان بن عبدالعزيز بوارد توجيه "رسالة توبيخ" للإدارة الأميركية بعدم حضور قمة كامب ديفيد، بل إن الظروف المتصاعدة في اليمن أوجبت ذلك.
نصر المجالي: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن التزام أميركا الأمني بالسعودية "صلب كالصخر" ولم يتبدل، رافضًا الدخول في تفاصيل حول إمكانية طلب وضعية حليف من خارج الناتو. وأكد العديد من زعماء دول الخليج عدم حضورهم القمة الأميركية الخليجية المقرر انعقادها في كامب ديفيد يومي الأربعاء والخميس.
وقد اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بالملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل السعودية، الذي أعلن عدم حضوره، لبحث الاستعدادات للقمة. ووصف مراقبون قرار إرسال زعماء أقل مستوى للمشاركة في المباحثات بأنه توبيخ ورفض للمفاوضات التي يجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما، والقوى الكبرى، مع إيران بشأن برنامجها النووي.
اعتذار الملك
وتحدث وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع (سي إن إن) عن اعتذار الملك سلمان عن المشاركة منيبًا عنه ولي عهده الأمير محمد بن نايف، قائلاً: لقد شرحنا الوضع إذ أننا أعلنا عن هدنة إنسانية تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء وخادم الحرمين يريد الحرص على نجاح الهدنة ودخول المساعدات إلى اليمن بفعالية وجدية، كما أنه سيقوم بافتتاح لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشرف على تنسيق جهود إغاثة اليمن، ولذلك جاء القرار بأن الوقت غير مناسب لسفره، وستتمثل السعودية بولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، إلى جانب ولي ولي العهد ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان حضور الملك سلمان سيكون أفضل للقمة وللبيت الأبيض، خاصة وأن المسؤولين بالإدارة الأميركية كانوا يعتقدون أنه سيحضر؟، قال وزير الخارجية السعودي: قرار وقف إطلاق النار لم يتخذ إلا مساء الجمعة، وجاء بعده قرار عدم سفر الملك وإيفاد ولي العهد لتمثيله، وأريد هنا أن أرد على القول بأن عدم الذهاب&هو محاولة لإرسال رسالة توبيخ لـ(أميركا) أو دليل على مشكلة في العلاقة، بأنه&لا يقوم على أسس صحيحة.
وقف اطلاق النار
وحول ما إذا كان وزير الخارجية السعودي يعتقد بأن وقف إطلاق النار سينجح؟، قال الجبير: نأمل، وسنعرف النتيجة ليل الثلاثاء، ونأمل أن تستمر الهدنة كي نتمكن من إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، ولكن قرار نجاح أو فشل الهدنة في يد الحوثيين وحلفائهم.
وحول ما إذا كان عدم مشاركة الملك أمراً متعلقاً بصحته، أكد وزير الخارجية قائلاً: كلا على الإطلاق، وكما قلت أقول&مجددًا&إن الرأي القائل بأن عدم الذهاب&هو محاولة لإرسال رسالة توبيخ (لأميركا) أو دليل على مشكلة في العلاقة، لا يقوم على أسس صحيحة مطلقة، فلطالما قام ولي العهد بتمثيل الملك، ففي عام 2003، قام الملك الراحل عبدالله، الذي كان آنذاك وليًا للعهد، بتمثيل الملك في قمة الدول الثماني، كما أن الأمير سلمان نفسه، عندما كان وليًا للعهد، مثل الملك في قمة مجموعة الدول العشرين.
القبول وعدم الحضور
وحين سُئل الجبير عن لماذا قَبِل الدعوة ودفع الأميركيين للاعتقاد بأنه سيحضر طالما أنه كان يعتزم إيفاد ولي عهده؟، أجاب: الظروف في اليمن تبدلت وتعرضت جيزان ونجران للهجوم، ومن ثم جرى الإعلان عن التوصل إلى الهدنة، وبالتالي الأمر متعلق بتبدل الظروف.
ردًا على سؤال مؤداه: كان من المفترض أن يحضر ستة من قادة الخليج إلى القمة، ولكن الرئيس تلقى اعتذار أربعة منهم، ألا ترى بأن هذه رسالة قاسية من قادة دول الخليج السنية الأساسية التي تشعر بالقلق من تصرفات إيران، ولكنها قررت عدم الحضور؟
أجاب الجبير: كلا، لا أظن ذلك على الإطلاق، فنحن في السعودية لم يسبق لنا أن قمنا بخطوة كبيرة مثل إرسال ولي العهد وولي ولي العهد لحضور حدث واحد في الوقت نفسه، أي أننا أرسلنا الشخصيات الأساسية بعد الملك، والتي تهتم بشؤون الأمن الداخلي والدفاع، وبالتالي فهما معنيان أساسيان بجميع القضايا المطروحة للنقاش في كامب ديفيد على صعيد تعزيز الأمن وتطوير العلاقات مع أميركا ومكافحة نشاطات إيران في المنطقة.
الاتفاق النووي
وحول ما إذا كان عدم مشاركة الملك سلمان يعبر كما قالت الشائعات عن امتعاض الخليج من الاتفاق مع إيران ورغبة دول المنطقة في الحصول على ضمانات أمنية وسياسية من أميركا، وهناك&تقارير&عدة&ذكرت بأن دول الخليج لم تحصل على ما تريده، ولذا لم يحضر الملك؟
قال وزير الخارجية السعودي: هناك الكثير من التكهنات، لكن دعني أقول بوضوح إن الجميع يريد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يحول دون امتلاك طهران&لقدرات نووية، ودول الخليج بصدارة الدول التي تبحث عن اتفاق من هذا النوع، ولذلك نحن نرحب بأي اتفاق يحول دون امتلاك إيران لقدرات نووية، اتفاق الإطار الموقع هو مجرد اتفاق إطار، بينما ستُناقش التفاصيل خلال الأسابيع الستة المقبلة، ولدينا تأكيدات من دول مجموعة (5+1) بأن الاتفاق سيمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وهذا أمر نرحب به.
تطمينات أمنية
أما بالنسبة للتطمينات الأمنية من أميركا، فنحن ليس لدينا شك على الإطلاق بالتزام أميركا بأمن السعودية. لقد جرى تأسيس الالتزام الأمني منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت، هذا الالتزام قائم منذ عقود ولم نشكك فيه أبدًا، ورأيناه بالعين المجردة في الخمسينات والستينات، وكذلك في السبعينات والثمانينات، وإرسال أميركا لنصف مليون جندي للدفاع عن السعودية، ومن ثم تحرير الكويت، ونراه اليوم باليمن.
وحين سُئل وزير الخارجية عمّا اذا كانت المملكة تريد فعلاً الحصول على صفة حليف من خارج الناتو لأميركا كإجراء لطمأنتها، قال: نحن نبحث مع أميركا كيفية تطوير العلاقة بين دول الخليج وواشنطن وأخذها إلى مستويات أعلى.
أما عن استعداد الولايات المتحدة لذلك؟، قال وزير الخارجية السعودي: لا يمكنني التحدث عن أمور محددة أو تفاصيل ما قد يحصل أو لا يحصل، ولكن ما يمكنني تأكيده هو أن العلاقات على الجانب الأمني قوية كالصخر، وأن الطرفين سيقومان بكل ما بوسعهما لتقويتها وتطويرها.
التعليقات