في الحلقة الثانية من حواره مع إيلاف، اتهم اللواء نصر سالم أميركا وإسرائيل وحركة حماس بالوقوف وراء إرهابيي سيناء، تنفيذًا لخطة استبدال الأراضي التي وافق عليها محمد مرسي قبل خلعه.
&
أحمد حسن: أكد اللواء أركان حرب، ناصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، أن الولايات المتحدة تدرك جيدًا رفض مصر تدخلها العسكري في سيناء بحجة الحرب على التنظيمات الإرهابية، إذ تعتبر ذلك نوعًا من الاعتداء على السيادة المصرية.
وقال سالم في الحلقة الثانية في حواره مع "إيلاف": "إن الولايات المتحدة، ومن ورائها حماس وإسرائيل، متورطة بشكل أساسي في دعم الإرهاب في سيناء، لتحقيق خطة تبادل الأراضي التي نفذها الرئيس المخلوع محمد مرسي وأجهضتها ثورة 30 حزيران (يونيو)".
وأضاف سالم أن الدعم الأميركي الإسرائيلي للجماعات الإرهابية في سيناء لم ينقطع، فما زالت الاتصالات مستمرة عبر الأنفاق، مشيدًا بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعادة مصر إلى مكانتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، رغم ما يتعرض له من انتقادات الطابور الخامس الممول من دول أجنبية لهدم مصر.

في ما يأتي متن الحوار :
&
هناك مشروع بالكونغرس بشأن مواجهة داعش في تسع دول عربية بينها مصر، فهل تسمح الحكومة المصرية لأميركا بالتدخل في سيناء؟
&
مصر لن تسمح بتدخل عسكري أميركي في سيناء. الإدارة الأميركية تدرك ذلك جيدًا، لكن قد يكون هناك تنسيق مصري أميركي مسبق بشأن الحرب على الإرهاب في سيناء. مصر تحتاج من الأميركيين تقديم المزيد من المعلومات الاستخباراتية عن الجماعات الإرهابية في سيناء، وسيتوقف دورها على تقديم دعم لوجستي مخابراتي فقط. وإذا كانت الإدارة الأميركية تريد مساعدة مصر بشكل فعال، عليها اعتبار الإخوان جماعة إرهابية. لكن الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة شريك أساسي في دعم الإرهاب في سيناء، وهذا ما حذر منه الحزب الجمهوري في الكونغرس وطالب أوباما بوقف دعم جماعة الإخوان.
&
لكن مصر طالبت بمواجهة الإرهاب في كافة دوله؟
&
بالفعل. فالرئيس السيسي أول من طالب المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بضرورة توجيه ضربات للتنظيمات الإرهابية في جميع الدول في وقت واحد، وكان ذلك شرط مصر للمشاركة في التحالف الدولي لضرب داعش في العراق وسوريا. الآن، الولايات المتحدة أدركت أن ما قالته مصر صحيح، وتقوم بتنفيذه في ظل عدم نجاح التحالف الدولي في تحقيق الانجازات في الحرب على داعش في سوريا والعراق، والأمر الأهم أن الولايات المتحدة لن تحارب بمفردها التنظيمات الإرهابية وستسعى إلى التحالفات الدولية وموافقة الأمم المتحدة. وبناء عليه، محاربة داعش في الدول العربية ستتم بناء على وضع كل دولة. فهناك دول ستكون مشاركتها من خلال التدخل العسكري ودول أخرى مثل مصر سيقتصر دورها على الدعم اللوجستي والسياسي.
&
خطة تبادل الأراضي
&
هل سيكون التفويض بمواجهة داعش في سيناء ورقة أميركية للضغط على مصر للمصالحة مع الإخوان؟
&
مبدأ المصالحة مع الإخوان مرفوض من قبل النظام المصري. قيل ذلك للمسؤولين الأميركيين، ومستبعد أن يكون التفويض نوعًا من الضغط السياسي. فكما أكدت، الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول عسكريًا في سيناء لعلمها المسبق بحجم وقوة جيش مصر ومكانتها في المنطقة، وهذا لا ينفي استمرار المساندة الأميركية لجماعة الإخوان وسعيها لمساعدتهم للحصول على أي مكاسب سياسية قد تعيدهم للتواجد من جديد، على اعتبار كونهم الأمل لاستمرار الخطة الأميركية الإسرائيلية الخاصة بتبادل الأراضي بين مصر وفلسطين .
&
ما هي ملامح هذه الخطة؟
&
عام&2004، وأثناء زيارة الرئيس حسني مبارك لواشنطن، عرضت الإدارة الأميركية خطة لتبادل الأراضي بحيث تضم مساحة 650 كيلومتر مربع من أرض سيناء لقطاع غزة بدولة فلسطين على أن تضم لمصر مساحة 250 كيلومتر مربع من صحراء النقب بإسرائيل، وبالتالي تحل أزمة تهديدات قطاع غزة على أمن تل أبيب. وعندما رفضها مبارك كان العقاب زرع الإرهاب في سيناء من خلال الجهادية السلفية. سعى مرسي لتنفيذ الخطة الأميركية، لكن بضم 1500 كيلو متر مربع لقطاع غزة على أن تحصل مصر على 250 كليومتر من صحراء النقب، كما تضمنت الخطة سماح مرسي بدخول الجماعات الإرهابية التي كانت تحارب مع تنظيم بن لادن إلى سيناء ووصل العدد إلى أكثر من 1500 إرهابي. وكان الهدف إعلان سيناء إمارة إسلامية ما يمكّن تل أبيب من إعلان إسرائيل دولة يهودية، وبالتالي طرد عرب 48 من إسرائيل إلى سيناء. هذا ما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قبل. وعندما أجهضت ثورة 30 يونيو هذا المخطط كان البديل الدعم المالي والعسكري للجماعات الإرهابية في سيناء وتدريبهم عبر المخابرات الأميركية والإسرائيلية وحماس. فهؤلاء لا يريدون استقرار الوضع في سيناء على أمل الضغط على السيسي لقبول حل تبادل الأراضي.
&
دعم أميركي
&
هل الدعم الأميركي وراء صعوبة &القضاء على الإرهاب في سيناء&على مدار الفترة الماضية؟
&
الجماعات الإرهابية منتشرة بين رفح والعريش والشيخ زويد، على مساحة 1500 كيلومتر مربع تقريبًا. هناك اتصال عبر فايسبوك والإنترنت والستالايت من قبل المخابرات الأميركية والصهيونية بمساعدة حركة حماس، بالجماعات الإرهابية، يتم توجيههم وتدريبهم على أحدث وسائل العمليات الإرهابية، لذلك نجد تطورًا كبيرًا في ارتكابهم للتفجيرات. والاتصال يتم أيضًا من خلال الأنفاق، وقد تم القضاء عليها &في مساحة ألف كيلومتر مربع فقط. هناك 500 كيلومتر مربع ما زال فيها أنفاق يصل عمقها إلى 3 كيلومتر مربع داخل سيناء. كما تم أخيرًا تجنيد بعض شباب البدو لصالح الإرهابيين بحجة تأسيس الخلافة الإسلامية. هؤلاء يقومون أيضًا بتوصيل المعلومات للجماعات الإرهابية، ودور المخابرات الحربية كبير في سيناء فلولاها لسقطت سيناء في يد الإرهاب .
&
هل مشاركة قبيلة الترابين في محاربة الإرهابيين سيساعد في انحساره؟
&
بالتأكيد سيساعد من خلال تقديم المعلومات للجيش عن أماكن اختباء الإرهابيين. المطلوب تنسيق كامل بين القبائل والجيش منعًا لخلق حرب أهلية بين الإرهابيين والقبائل. الجيش يقدم الأسلحة للقبائل لمواجهة أي اعتداء من قبل الجماعات الإرهابية .
&
هل تحتاج&مواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء لوقت أطول مما كان متوقعا؟
الوضع في سيناء قد يطول, وربما بعد بناء مدينة رفح الجديدة وإخلاء خط الحدود تمامًا يتم تضييق الخناق بشكل كبير على الإرهابيين. فمساحة سيناء 61 ألف كيلومتر مربع والجماعات الإرهابية موجودة في مساحة 1500 كيلو متر مربع، والمشكلة التي تواجه الجيش هو اختفاء الإرهابيين وسط المدنيين، ما يصعب اكتشافهم ورصد العمليات الإرهابية قبل وقوعها، والتعليمات الصادرة للجيش وقف أي مواجهات للحفاظ على المدنيين، والجيش المصري على أتم استعداد للقيام بحرب طويلة المدى مع الجماعات الإرهابية والدخول في حرب استنزاف من أجل الحفاظ على الوطن، لأن البديل تنفيذ خطة تبادل الأراضي .
&
طابور خامس
&
ما تقييمكم لأداء الرئيس السيسي ومدى نجاحه في تنفيذ وعوده للشعب؟
&
مقياس نجاح الأنظمة السياسية تحقيقه التقدم في مجال الأمن القومي للدولة، بما يضمن حياة آمنة وكريمة للمواطن، تتزامن مع تحسن الأحوال الاقتصادية والسياسية. وهذا ما حققه السيسي على مدار عشرة أشهر الماضية. فهناك تقدم كبير في ما يتعلق بالتسلح، ولأول مرة نجد تنوعًا في استيراد الأسلحة من دون الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية. على المستوى الاقتصادي، نجح الرئيس في تنفيذ مشروعات ضخمة مثل قناة السويس التي ستحقق دخلًا سنويًا يقدر بنحو 13 مليار دولار سنويًا، بدلًا من خمسة ملايين قيمة الدخل الحالي، كما أن محور قناة السويس سيدعم الاقتصاد المصري بـ 100 مليار دولار خلال خمس سنوات، إلى مشروعات عملاقة أخرى سوف تظهر على المدى القصير والبعيد، لكن على الشعب الصبر .
&
هناك أصوات ثورية ومعارضة غير راضية عن أداء الرئيس أخيرًا. فهل سيكون لها تأثير على شعبية السيسي؟
&
نواجه ما يسمى بالطابور الخامس الذي يعمل لصالح دول أجنبية تريد إسقاط مصر. هؤلاء يحصلون على مقابل مادي كبير لتنفيذ المخطط الأجنبي ضد البلاد منذ ثورة 30 يونيو. الشعب المصري يدرك ذلك جيدًا ويقدر جهود الرئيس في عودة مصر إلى مكانتها في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي. مصر تحتاج إلى أحزاب لا تبحث عن الحكم فقط بل يكون لديها برنامج سياسي اجتماعي اقتصادي لحل أزمات المواطن.