تعيش المنطقة العربية وتحديدًا الخليجية حالة من التوتر بسبب سلوكيات إيران في العقد الأخير. وعلى مدار السنوات الماضية، خيمت الأبعاد السياسية على مفاصل الحياة اليومية بين السنة والشيعة.
&
لعل حادثة البطيخ الإيراني التي حصلت مؤخرا لخير دليل على مدى تغلغل الطائفية بين إيران الشيعية وجيرانها من الدول الخليجية السنية.
&
بدأت القصة نهاية الشهر المنصرم عندما استوردت دولة الإمارات كميات من البطيخ الإيراني، وسرعان ما تفشت شائعات حول حقنه بمواد سامة، وبالفعل ظهرت بعض مقاطع الفيديو، التي تبين أن هنالك بعض الثقوب في هذه الثمار المحببة لدى الكثيرين في فصل الصيف كونها تمد الجسم بكميات كبيرة من السوائل.
&
وأثارت بلاغات تلقتها السلطات في دول، منها الإمارات وقطر والكويت، عن وجود "ثقوب مريبة" في كميات من البطيخ الإيراني، حالة من الهلع، خوفاً من أن تكون تلك الثقوب، والتي تم سد معظمها بالحجارة أو بالطين، "بفعل فاعل"، مما دفع المسؤولين إلى تحذير المستهلكين من تناولها.
&
وسرعان ما امتد جدل "البطيخ" على مواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة موقع "تويتر" الشهير في منطقة الخليج العربي، وبات هاشتاق #البطيخ_الإيراني، يتداول بين آلاف المستخدمين.
&
وغرد رئيس شركة دبي، ضاحي خلفان، عبر حسابه يقول: "واردات الفاكهة الإيرانية كارثة صحية"، مضيفًا: "ليس فقط هو البطيخ الإيراني المضروب في الإنتاج الإيراني اليوم، ولكن المضروب مفاعلاتها النووية واقتصادها وزراعتها."
&
وحاول بعض المنتمين للطائفة الشيعية استفزاز السنة، وغرد احدهم بالقول: "انتم خائفون من البطيخ الإيراني، فكيف من النووي الإيراني؟". واتبع تغريدته بالقول: "عيشوا في رعب خليكم تتأدبون".
&
ورد احد النشطاء على تويتر واسمه بدر بالقول: "الأمن الغذائي أحد أسلحة إيران لمحاربة الخليج عن طريق تسميم المواد الغذائية ..أما آن الأوان لمقاطعة منتجات هذه الدولة الخبيثة؟#البطيخ_الإيراني".
&
وغرد عادل المعاودة بالقول: "تحذير من #البطيخ_الإيراني حتى لو كان غير مسموم فهو شكل فقط ..ترى البطيخة حمراء تسر الناظرين، ولكن طعمها كالماء".
&
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة البيئة والمياه الإماراتية أن نتائج الفحوصات المخبرية التي تم إجراؤها في مختبرات الوزارة والمختبر التابع لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، على ثمار البطيخ الإيراني المثقوب، أثبتت خلوه من أي ملوثات ميكروبية أو كيميائية أو متبقيات مبيدات أو معادن ثقيلة، كما أوضحت نتائج التحاليل خلوه من التلوث الإشعاعي وأن الثقوب التي وجدت على ثمار البطيخ هي آثار ناتجة عن إصابة حشرية حسب الفحص الظاهري الذي تم إعلانه مسبقًا.
&
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن التقارير بشأن البطيخ الفاسد تعكس "رهابا من إيران" أو حالة من التنافس التجاري.
&
واعتبرت السفارة الإيرانية في أبوظبي هذه المزاعم "محاولة للسيطرة على سوق المنتجات الزراعية الإيرانية عالية الجودة"، وفقًا لما أوردته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، الأسبوع الماضي.
&
ونقلت وكالة "مهر" الإخبارية عن حسين ازادي نجف آبادي، نائب رئيس مركز حماية النباتات في إيران قوله إن: "هذه القضية ربما نتيجة عناد سياسي أو تنافس تجاري".