لندن: انتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق اليوم سوء معاملة النازحين داخليًا، داعيًا إلى رعايتهم وضمان حقوقهم. وأكد رفض محاولات اشعال فتنة طائفية، مدينًا الاعتداءات المذهبية التي شهدتها منطقة الأعظمية ببغداد، والاربعاء طالب بخطط شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية... فيما دعا الرئيس معصوم إلى ملاحقة مرتكبي محاولة اشعال الفتنة في تلك المنطقة.&


رفض سوء معاملة النازحين
واكد معتمد المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قناة المحافظة، أن النازحين يعانون من سوء معاملة البعض وعدم تقديره لظروفهم الصعبة، بعد أن تركوا منازلهم واموالهم وممتلكاتهم مرغمين. واشار إلى أن معاناة هؤلاء النازحين داخليًا والذين اقترب عددهم من الثلاثة ملايين شخص، يعانون من عدم تأمين احتياجاتهم بالشكل المطلوب ما يتطلب من الجهات الحكومية والميسورين من الناس تقديم الدعم والمساعدة لهم.
ودعا جميع المواطنين إلى التعامل بالحسنى مع النازحين الذين هجروا مناطقهم ومنازلهم تخلصًا من المعارك .. وقال "انهم اخوانكم فأحبوا لهم ما تحبونه لانفسكم واكرهوا لهم ما تكرهون لانفسكم".
&
وهتف معتمد السيستاني مرات عدة قائلاً "الله الله .. بالنازحين"، منوهًا إلى أن بعضهم يشتكون من التعامل السيئ لبعض المواطنين، وكذلك السيطرات العسكرية معهم، مشدداً بالقول إن لهؤلاء النازحين حقوقاً ومعاملتهم بالحسنى واجبة دينيًا ووطنيًا.
وكانت بعض القوى السياسية قد وجهت اتهامات للنازحين بالسماح لعناصر "داعش" بالاندساس بين صفوفهم لدى لجوئهم إلى بغداد .. فيما قامت جماعات مسلحة بقتل عدد من هؤلاء النازحين وخاصة من ابناء محافظة الانبار الغربية السنية.
وفي تقرير له أمام مجلس الامن بنيويورك الليلة الماضية، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، من موجات نزوح جديدة ستشهدها البلاد خلال المعارك المنتظرة لتحرير الموصل ومناطق من الانبار التي شهدت اليوم الجمعة نزوح المئات من العائلات اثر هجوم شنه تنظيم "داعش" فجراً على عاصمتها الرمادي، وسيطر خلالها على بعض مناطقها وخاصة مجمعها الحكومي ومقر قيادة قوات المحافظة.&
&
التصدي للفتنة الطائفية
ودان معتمد المرجعية الشيعية الاعتداءات التي شهدتها منطقة الأعظمية السنية في بغداد ليل الاربعاء الماضي، بقيام عناصر "مجهولة" بحرق مبنى للوقف السني ومنازل وسيارات مواطنين، مما ادى إلى مقتل اربعة اشخاص، واشار الكربلائي إلى ان المأمول من القادة السياسيين ووسائل الاعلام التعامل مع مثل هذه الاحداث بمسؤولية وطنية ودينية تفرضها حساسية الاوضاع الخطيرة التي تواجهها البلاد، وهي تتصدى للارهاب.
واشار إلى أن هناك أحداث عنف وتداعيات تشهدها بغداد ومناطق أخرى من العراق، مستهدفة الابرياء
وتخلف بينهم ضحايا بهدف اثارة الفتنة الطائفية. وقال انه لذلك، فإن على الجميع ان يتعاملوا معها بوعي وحكمة، بعيدًا عن العواطف والتشنج والاتهامات المتسرعة، ما يؤجج الطائفية من خلال استعداء مكون ضد آخر. &واوضح أن المناطق المختلطة من البلاد تحتم العمل بقوة على الحفاظ على التعايش السلمي بين جميع مكونات هذه المناطق، وعيشهم بأمن وسلام وأخوة.
واشاد معتمد السيستاني بالاجراءات السريعة للسلطات الحكومية وقواتها الامنية، في التصدي بسرعة لاحداث الأعظمية، الامر الذي بعث الامل بأن هذه القوات ستقف باستمرار بحزم ومهنية لوأد أي فتنة طائفية.
&
دعوة لخطط شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية
واضاف معتمد السيستاني أن دراسة اسباب سقوط مدينة الموصل ومدن ومناطق اخرى من البلاد بيد تنظيم "داعش" في حزيران (يونيو) 2014 ، وما أعقب ذلك من تقديم تضحيات بشرية كبيرة من ابناء الشعب، واستنزاف اموال طائلة تستدعي وضع خطط شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية من خلال ضوابط مهنية وعسكرية كفوءة ومخلصة.
وطالب جميع القوى التي تقاتل الإرهاب بالتعالي عن المصالح الفئوية والفردية من أجل ضمان النصر في المعركة. واكد ضرورة ابعاد القوى السياسية عن التدخل في شؤون المؤسسة العسكرية، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالجهد الاستخباري وبناء جهاز استخبارات مهني قادر على تأدية دوره بكفاءة بالشكل الذي يساعد في انجاح العمليات العسكرية ضد الارهاب.&

معصوم يطالب بملاحقة محاولي اشعال الفتنة الطائفية
ومن جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم الجمعة إلى ملاحقة مرتكبي محاولة اشعال الفتنة الطائفية عبر اقتحام مبنى الاستثمار للوقف السني واضرام النار بمنازل المواطنين في الاعظمية .
واشاد معصوم في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" بيقظة علماء الدين والقوات الامنية والمواطنين من اهالي المنطقة في الكشف عن المندسين ومثيري الفتن الطائفية الذين افزعهم تصميم الشعب العراقي على حماية وحدته الوطنية والتعايش السلمي بين مكوناته كافة. واكد دعمه للاجراءات الرادعة التي اتخذتها الحكومة ضدهم.
وشدد على "أن الجرائم والفتن الطائفية، لن تثني الشعب العراقي عن اتخاذ الخطوات العملية لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية بمشاركة جميع رؤساء الطوائف والمذاهب والمكونات وقادة الفصائل السياسية ووجهاء المحافظات والعشائر"، مشيرًا إلى ان "دحر الفتن الطائفية يستدعي تضافر جهود جميع الاطراف على مستوى البلاد والمحافظات ".
واعتبر الرئيس معصوم أن "انجاز خطوات عاجلة وملموسة تضمن التقدم الفعلي على طريق التفاهم الوطني هو الرد الامثل والأهم على مشعلي الفتن بين العراقيين، يغيظهم تقدم البلاد واستقرارها امنيًا وسياسيًا، لأن هذا التقدم والاستقرار يقطعان الطريق على قدرة قوى التطرف والارهاب في تحقيق مخططاتهم، التي تجعل جميع العراقيين دون استثناء هدفًا لشرورها".
وكان مصدر في الشرطة العراقية قال امس إن "مجهولين" احرقوا ليل الاربعاء مبنى استثمار الوقف السني و17 منزلاً وعدداً من السيارات، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة 20 آخرين في منطقة الاعظمية شمال بغداد. ويمر مئات الالاف من الزائرين الشيعة عبر هذه المنطقة لعبور جسر الائمة نحو مدينة الكاظمية الشيعية، التي شهدت خلال اليومين الماضيين احياء مراسيم وفاة الامام موسى الكاظم هناك حيث تم حشد 75 الف عسكري لحماية حوالي مليوني زائر. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الشرطة اعتقلت 15 شخصًا من المتهمين بهذه الاحداث وبدأت التحقيق معهم لمعرفة دوافع جريمتهم والجهات التي تقف وراءها.
&
&
&