تستعد قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة العراقية للتوجه إلى مركز محافظة الأنبار الذي سقط الأحد بيد مقاتلي داعش، بعد النداء الذي وجهه شيوخ عشائرها ومجلس محافظتها لرئيس الوزراء العراقي بتوجيه الحشد الشعبي لتحرير الرمادي من داعش.

عبد الرحمن الماجدي: بعد يوم على سقوط الرمادي بيد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومطالبة شيوخ وساسة الانبار لقوات الحشد الشعبي بدخولها لاستعادتها، توجه قادة الحشد الشعبي إلى منطقة الحبانية استعدادًا لانطلاق معركة تحريرها.

وأفاد مصدر أمني في الأنبار بأن المشرف على الحشد الشعبي، هادي العامري، وبعض قادة الحشد الشعبي، وصلوا اليوم إلى قاعدة الحبانية العسكرية للتحضير لمعركة تحرير الرمادي. وأضاف المصدر، الذي تحدث لوسائل إعلام محلية: "قوة أخرى كبيرة بقيادة قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر توجهت إلى الرمادي، وتضم تشكيلات آلية ومغاوير وسرايا من الرد السريع".

وكانت الرمادي مركز محافظة الأنبار التي تشكل ثلث مساحة العراق سقطت ظهر الأحد بيد داعش، الذي احتل بنايات مجلس المحافظة والشرطة والمحاكم والقصور الرئاسية مستخدمًا السيارات المفخخة في اقتحامة للمجمع الحكومي.

وفي تطور ذات صلة، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في وقت متأخر من الأحد أن وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان سيزور بغداد اليوم الاثنين لبحث آفاق التعاون المشترك.

الحكومة مسؤولة

حملت لجنة الامن والدفاع النيابية الاثنين الحكومة العراقية سبب التدهور الامني الكبير في محافظة الانبار وفقدان الكثير من المناطق لصالح عناصر داعش.

فقد أكد عضو اللجنة حسن سالم أن الضغوط الاميركية بعدم إشراك المتطوعين في معركة تطهير الأنبار، والتي رضخت لها الحكومة العراقية بشكل كبير، اسفرت عن سقوط المحافظة وفقدان الكثير من اراضيها لعناصر داعش الارهابية.

واضاف أن الحكومة ارتكبت خطأ كبيرًا باعتمادها على الأميركيين في تحرير المحافظة، لأن التجارب السابقة اثبتت عدم جدية الادارة الاميركية وتحالفها في القضاء على داعش، داعيًا الحكومة العراقية إلى إشراك المتطوعين والفصائل الاسلامية في جميع معارك التحرير بغض النظر عن الموقف الاميركي.

وكان مجلسُ محافظة الانبار صوت خلال جلسةٍ عقدَها صباح الاحد على مشاركةِ فصائلِ الحشدِ الشعبي في تطهيرِ مدنِ المحافظة من دنسِ عناصرِ داعش الارهابي.

وكان رئيسُ مجلسِ النواب سليم الجبوري شددَ في وقتٍ سابقٍ على ضرورةِ تنسيقِ الجهودِ المحليةِ والدولية ِلدعمِ الانبار، اثناء اجتماعٍ استثنائي عقدَهُ بمنزلهِ ضمَّ إدارةَ ومجلسَ محافظةِ الأنبار بحضورِ السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز وممثلِ الأمينِ العامِ للأممِ المتحدةِ للشؤون الإنسانية.

صبر وتكاتف

رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وجه ليلة أمس هيئة الحشد الشعبي وجميع الفصائل المقاتلة بالتوجه إلى الانبار لتحريرها من داعش، وفق ما ذكر بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء، جاء فيه أن القيادة العامة للقوات المسلحة وجهت هيئة الحشد الشعبي والفصائل المقاتلة للاستعداد والتهيؤ للتوجه إلى مدينة الرمادي واستعادتها من تنظيم داعش.

وأشار البيان إلى أن الحاجة الماسة تستدعي تدخل قوات الحشد الشعبي بعد أن دعت عشائر الانبار أبناء عشائر الوسط والجنوب لمواجهة تنظيم داعش واستعادة المناطق التي سيطر عليها، مشيرًا إلى أن المواجهة تحتاج إلى الصبر والتكاتف وتقديم هدف "تحرير العراق" فوق جميع الاولويات، مؤكدًا على ضرورة التصدي للإشاعات التي ينشرها التنظيم في إطار الحروب النفسية والدعائية.

وانتشرت قطعات من الحشد الشعبي على حدود محافظة الأنبار مع محافظتي النجف وكربلاء والعاصمة بغداد لحمايتها من أي توجه لمقاتلي داعش إليها بحسب ما قال شهود عيان من هذه المحافظات لـ"ايلاف".

المطبخ الأمني

من جانب آخر، كشفت عضو لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية نهلة الهبابي أن البرلمان العراقي سيستضيف اليوم الاثنين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع والداخلية وبعض القادة الامنيين، لمناقشة تطورات أوضاع الانبار وكيفية دخول الحشد الشعبي اليها.

وبينت الهبابي في حديث لوكالة الغد برس المحلية أن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وجه باستضافة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي ووزير الداخلية محمد الغبان ومستشار الامن الوطني فالح الفياض وقيادة العمليات المشتركة لمناقشة آخر تطورات اوضاع محافظة الانبار.

وأضافت: "استضافة القيادات الامنية ستناقش ايضًا دخول الحشد الشعبي إلى المحافظة بالإضافة إلى تحديد رؤية واضحة في عملية التحرير", مشيرة إلى أن لجنتها ستناقش مع العبادي معاناة النازحين ودخولهم إلى بغداد وبقية المحافظات.

وأكدت الهبابي وجود تقصير واضح من قبل الحكومة والوزارات المعنية باتجاه النازحين، داعية الوزارات المعنية إلى تقديم كل امكانياتها لخدمتهم.