حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من مخطط اعلامي ونفسي ينفذه تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" للتفريق بين الشيعة والسنة، مؤكدًا أن الحشد الشعبي للمتطوعين للقتال ضد التنظيم لن يكون من الشيعة وحدهم ولن يكون على أساس مناطقي، وإنما سيعطي اعتباراً للمناطق في التوازن، ويراعي نسب مكونات الشعب العراقي، وقال إن حكومته تسعى الى تجميد الخلافات مع بعض الدول.&
&
جاء ذلك خلال اجتماع للعبادي القائد العام للقوات المسلحة مع مجموعة من قيادات الحشد الشعبي، حيث تم بحث "الانتصارات المتحققة من قبل الحشد الشعبي وضرورة ادامتها، بالاضافة الى الاحتياجات التي يتطلبها الحشد والخطط الكفيلة بتحقيق النصر النهائي على العصابات الارهابية".&
&
وثمن "عاليًا دور الحشد الشعبي في الانتصارات المتحققة وابعادهم الخطر عن العديد من المناطق وتحريرهم لمناطق أخرى، &مشيرًا الى ان ما يقومون به لا يقدر بثمن لأنهم يضعون دمهم في سبيل وطنهم وعقيدتهم ومقدساتهم وقاموا برد كيد الدواعش". واشار الى أن الانسجام بين المواطن والقوات الامنية يمثل امرًا ايجابيًا ومعلمًا حضارياً نعتز به كثيراً ويمثل خطوة متقدمة جداً في العلاقة بينهم، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه عقب الاجتماع الليلة الماضية اطلعت عليه "إيلاف".
&
وشدد العبادي على أن الحشد الشعبي ركيزة أساسية في نظام الدولة العراقية، وقال إن "الحكومة العراقية تدافع عن الحشد الشعبي لأنه يسعى لحماية الشعب العراقي ورد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها البلاد في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمنية منهارة، اضافة الى انها غير مبنية على القتال في حرب العصابات . واكد ان الحشد الشعبي لن يكون على أساس مناطقي وإنما سيعطي اعتباراً للمناطق في التوازن وسوف يراعي نسب مكونات الشعب العراقي حيث أنه لن يكون من الشيعة فقط .
&
واشار الى أن دفاع المواطنين عن بلدهم ضمن الحشد الشعبي معلم حضاري وخطوة متقدمة، واعتبر أن ما يقوم به الحشد الشعبي لا يقدر بثمن لأن افراده &يضعون دمهم في سبيل وطنهم وعقيدتهم ومقدساتهم وقاموا برد كيد الدواعش .. واكد أن داعش بدأ يفقد جمهوره ورصيده مع اقتراب النصر عليه. &&
&
واضاف العبادي "أن ما يثار احيانًا ضد الحشد الشعبي هو نتيجة صراع سياسي، فالبعض يريد أن يسجل ضعف على الآخر، و ليس من الصحيح ان يتم اتهام مكون أو طائفة بعينها نتيجة خطأ يرتكبه شخص من الطائفة أو الحزب .. ان مثل هذا الامر يجب ان يزيدنا ضبطًا وان لا نتراجع ". وحذر من "مشروع تنظيم داعش الذي يمتلك برنامجًا اعلاميًا ونفسيًا يحاول به استغلال الاجواء الطائفية بعد أن تبين أن مشروعهم ارهابي، وأن اكثر المتضررين منه هم اخواننا السنة ولذلك بدأوا بالترويج لاحداث الخلاف بين الشيعة والسنة."
&
واشار رئيس الوزراء العراقي الى علاقات العراق مع الدول وتوجه الحكومة لتجميد بعض الخلافات مع دول من اجل امن واستقرار العراق واطفاء النيران التي يريد تنظيم داعش اشعالها.. وقال إن الدعم الدولي والاقليمي للعراق في حربه ضد داعش اجبر البعض على عدم دعم مثل هكذا تنظيمات ارهابية.
&
واكد اهمية عودة العوائل المهجرة الى المناطق المحررة، مبينًا أن هذا الامر يعد جزءاً اساسياً من السلم الاهلي، وأن للحشد الشعبي الدور الاكبر في عودة النازحين لأنهم هم من حرروا هذه المناطق بدمائهم، "ولا نريد أية اشكالات تحدث بعد عودة هذه العوائل للمناطق المحررة".
&وجاء اجتماع العبادي مع قادة الحشد الشعبي بعد ساعات من اقرار مجلس الوزراء امس الثلاثاء لمشروع قانون الحرس الوطني وتحويله الى مجلس النواب لمناقشته والتصويت عليه، حيث سيتم ضم تشكيلات الحشد الى الحرس الوطني.
&
واوضح رئيس لجنة صياغة مشروع قانون الحرس الوطني نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي أن&مرجعية وتمويل تشكيلات الحرس الوطني ستكون مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة وأن حكومات المحافظات يكون دورها اشرافياً وترشح ثلاثة قادة لهذه القوات عن كل محافظة، ويبقى الاختيار على واحد منهم خاضعاً لموافقة القائد العام، واذا ما وافق على واحد منهم يقدمه الى مجلس النواب لنيل الثقة".
&
واكد الاعرجي في تصريح صحافي ان "الحرس الوطني لن يكون بديلاً عن الجيش العراقي وحتى تسليحه لن يكون موازيًا له وانما أقل منه لكنه أعلى من تسليح الشرطة وقد يكون نوعه متوسطاً من الاحادية و"البي كي سي" وغيرها أي لا يشمل الدبابات او المدافع كما ان مهامه حفظ أمن المحافظة وليس الحدود فهذه مهمة الجيش". واوضح أن عدد افراد الحرس الوطني لن يكون كبيراً، حيث ان عدده لن يتجاوز 60 الف فرد بحسب النسب السكانية للمحافظات . وأشار الى ان تجربة تشكيل الحرس الوطني موجودة في كثير من الدول مثل ايران والسعودية والولايات المتحدة .
&
وطالما طالبت القوى السياسية والعشائرية السنية بتشكيل الحرس الوطني ليضم جميع مكونات الشعب العراقي بدلاً من الحشد الشعبي الذي توجه له اتهامات بضمه لمليشيات شيعية مسلحة تمارس عمليات قتل ونهب وحرق منازل ومساجد السنة في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
&