يبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة المقبل توسيع وتسريع مساعداتها العسكرية والإنسانية لبلاده، كما يشارك في برلين بمؤتمر دولي أمني حول الارهاب والجهود الدولية لتجفيف منابعه.&

لندن: سيناقش العبادي الذي سيترأس وفدًا رسميًا كبيرًا في زيارة رسمية إلى المانيا مع ميركل، عددًا من المواضيع المتعلقة بالحرب ضد الدولة الاسلامية "داعش" والمساعدات العسكرية والانسانية التي تقدمها بلادها الى القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية في اقليم كردستان الشمالي.
&
وسيطلب المسؤول العراقي خلال مباحثاته توسيع هذه المساعدات وتسريع ارسالها الى بلاده، اضافة الى مناقشة الجهود الدولية للتصدي للارهاب خلال مشاركته في المؤتمر الامني الدولي الذي سيعقد في العاصمة الألمانية.
&
وقد استبقت ميركل مباحثاتها مع العبادي بالقول انها تعلق آمالاً كبيرة على رئيس الوزراء العراقي.. وأشارت في رسالتها الاسبوعية التي توجهها الى مواطنيها في نهاية كل اسبوع "سنبحث مع الضيف العراقي آليات تعزيز العمل المشترك بين جميع اطياف المجتمع العراقي لكي يتسنى للعراق ايضاح موقفه بشكل افضل وموحد." واضافت "سنبحث كذلك سبل مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وإنهاء الخلافات بين الطوائف العراقية المختلفة ونحن نعمل من اجل عراق موحد."
&
وعن موقفها من رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، قالت ميركل إن "العراق تطور في الفترة التي كان فيها المالكي رئيساً للحكومة باتجاه التقسيم وهذا امر مؤسف". وفي ما يخص المساعدات العسكرية التي تقدمها ألمانيا للأكراد في شمال العراق قالت ميركل "نحن نقدم المساعدات للأكراد في شمال العراق انطلاقاً من رغبتنا في تحمل مسؤولياتنا فنحن نعرف أن قسمًا من ارهابيي داعش يتحدرون من اوروبا ومن ألمانيا".
&
وكانت ميركل قدمت تبريراتها الى المجلس الفيدرالي حول قرارها بدعم العراق في مواجهة الارهاب اواخر العاام الماضي، بالقول "لقد واجهنا القرار التالي : إما أن لا نخاطر ولا نرسل أي شيء ونوافق على انتشار الإرهاب أو أن ندعم الذين يقاتلون تنظيم داعش بشجاعة وفي وضع بائس من خلال المستلزمات النادرة". واشارت الى أن بلادها قررت إرسال أسلحة ومستلزمات عسكرية إلى إقليم كردستان شمال العراق من دون إرسال قوات عسكرية ألمانية إلى المنطقة.
&
وحذرت من أن التنظيم يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها كما اكدت أنه من الممكن أن تتأثر ألمانيا بذلك، واشارت الى ان أكثر من مليون مواطن عراقي نزحوا من مناطقهم جراء العمليات الإرهابية وأن المنطقة تشهد أوضاعاً مأساوية مضيفة أنه يتعين تقييم ومناقشة منع حدوث مجازر في العراق وإنقاذ حياة النازحين ومنع الإرهابيين من إقامة منطقة آمنة لهم.
&
&وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون قد اكدت خلال زيارتها الى بغداد في 12 من الشهر الماضي &التزام بلادها بدعم العراق عسكريًا وانسانيًا في مواجهة تنظيم "داعش" ليكون قادراً على دحر الإرهاب، &فضلاً عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم.&
&
وخلال اجتماعها مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد، فقد اكدت الوزيرة الالمانية التزام بلادها بالدعم الانساني والعسكري بعيد المدى في اطار التحالف الدولي المساند للعراق وعلى جميع المستويات.
&
واشادت بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية مؤخرًا وتحرير اراضٍ شاسعة من تنظيم "داعش" .. وقالت "إن المانيا هي من الدول الأكثر اهتمامًا في تقديم المعونات العسكرية للقوات المسلحة العراقية لتكون قادرة على دحر الارهاب وتحقيق نتائج جيدة، &فضلاً عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم ".&
&
وكانت الوزيرة الالمانية قد قامت بزيارة الى اقليم كردستان في الخامس والعشرين من ايلول (سبتمبر) الماضي واجتمعت مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني كما زارت مواقع تمركز قوات البيشمركة على جبهة المواجهة مع مسلحي "داعش" في محور غرب اربيل للاطلاع ميدانيًا على الوضع العسكري هناك.
&
وقالت خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني "نعلم أن قوات البيشمركة في مواجهة مع داعش على طول جبهة تبلغ مسافتها حوالي 1050 كم، ووزير البيشمركة تحدث لنا عن بطولات قوات البيشمركة في ادارة الجبهة، لكنه اكد لنا أن قوات البيشمركة تحتاج الى اسلحة لتواجه السلاح المتطور الذي يملكه داعش".&
&
وكان عدد من ضباط البيشمركة قد تلقوا تدريبات في أحد معسكرات الجيش الالماني العام الماضي، &فيما ارسلت برلين شحنات من الاسلحة الالمانية الى اقليم كردستان &في ايلول الماضي في اطار المساعدات العسكرية الالمانية الى قوات البيشمركة لمواجهة مسلحي "داعش".&
&
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تدعم الأكراد في العراق في مواجهة تنظيم "داعش"، حيث قام الجيش الألماني بإمداد القوات الكردية بأسلحة تبلغ قيمتها 70 مليون يورو. ومن المقرر أن يتم إرسال نحو مئة مدرب عسكري من الجيش الألماني إلى أربيل قريباً، وبعد موافقة البرلمان الألماني (بوندستاج) على هذا الامر في اجتماع له هذا الشهر.