دعا العراق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الى اسناد جوي وبري ولوجستي واستخباري لمعركته الحالية ضد التنظيم، ولكن من دون وجود قوات على الارض، مؤكدًا أن العراق هو ساحة القتال ضد الإرهاب نيابة عن العالم، مشيرًا إلى قرب افتتاح السفارة السعودية في بغداد.
&
دعم جوي وبري بدون قوات على الأرض
&
وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفريّ إن بلاده هي التي تدير مُعادَلة المُواجَهة والصراع ضد "داعش"، ولا تريد أيَّ تدخـُّل برّيٍّ، مؤكدًا على ضرورة الدعم اللوجستيِّ، والماليِّ، والأسلحة، والمعلومات والرصد، موضحًا أن دول التحالف قادرة على ذلك. وشدد على حاجة العراق للإسنادِ الدوليِّ التحالفيِّ&سواء كان الإسناد الجوّيّ أم البرّيّ المُتمثـِّل بالدعم اللوجستيِّ، والتدريب، والتجهيز من دون أن يكون لهم تواجُد على الأرض العراقيّة.
&
ونفى الجعفري في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي الخميس، وتسلمت "إيلاف" نصها، طلب العراق أي قوات برية اجنبية، وقال إن هذا كلام عارٍ عن الصِحّة .. واضاف "لسنا في أزمة مُقاتِلين على الأرض، فها هم أبناؤنا يخطـُّون ملاحم البطولة ويتقدَّمون إلى ميدان المُواجَهة، ويستشهدون بكلِّ شجاعة، ولسنا بحاجة إلى بديل عنهم، إنـَّما الذي نحتاجه هو الدعم للمُقاتِل العراقيِّ، والدعم الإعلاميُّ، والسياسيُّ، والماليُّ، ودعم النازحين أيضاً". واوضح قائلاً "أننا لا نـُنكِر أنَّ هناك دعماً دوليّاً للعراق، لكنَّ إلى الآن لم يستوعب حجم الحاجة الفعليّة لقواتنا المُسلـَّحة".
&
واكد ضرورة مُواجَهة العدوِّ المُشترَك "خصوصاً أنَّ الجنود المُنضوين تحت لواء داعش مُعولـَمون، وجاؤوا من مُختلِف مناطق العالم، فعلى دول العالم أن تفي بالتزاماتها وسيشكر لها العراق موقفها عندما ترتقي إلى مُستوى المسؤوليّة وتدعمنا خصوصاً أنَّ لدينا نازحين، ولدينا حاجات كبيرة في هذا الصدد".
&
وكان السيناتور الاميركي جون ماكين قد دعا الاسبوع الماضي الى نشر قوات دولية برية لمكافحة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وقال ماكين في تصريح صحافي إنه "منذ اشهر ونحن نقوم بقصف مدينة كوباني الحدودية السورية ومازلنا لم نطرد داعش بعد". وأضاف "نحن في الواقع بحاجة الى مزيد من القوات على الارض وبحاجة للاستخبارات والى قوات خاصة ولايمكننا أن نعالج العراق وسوريا كمناطق معارك مختلفة لأن العدو واحد".
&
استراتيجية العراق لهزيمة داعش
&
وعن استراتيجية العراق لمواجهة داعش، اشار الجعفري بالقول "رُؤيتنا تقضي بأنَّ الإرهاب مُعولـَم، نعم.. هو الآن على الأرض العراقيّة، لكنه يُهدِّد العالم؛ لأنَّ أفراده من مُختلِف دول العالم؛ فعلى هذه الدول أن تضع هذه الحقيقة في حسابها، ولا ينبغي أن تترك العراق وحده، وعليها أن تستبق الزمن، وتـُحارِب داعش إسناداً لما يجري على الأرض العراقيّة؛ ولا نـُريد منهم جيشاً، إنما نـُريد أسلحة، وغطاءً جوّيّاً، ومعلومات، وأموالاً للمُتضرِّرين النازحين، والمُهجَّرين من أبناء العراق بسبب جرائم داعش، هذه كلها تنتظر أن تجود بها أكفُّ الدول الأخرى التي لديها إمكانيّات ماليّة عالية.
&
وحول ما اذا كان الانفتاح الخارجيّ للعراق على الدول الإقليميّة وغير الإقليميّة أن يُساهِم بالقضاء على الإرهاب في العراق، اشار وزير الخارجية الى انه يساهم بذلك بالتأكيد خاصة وأن "العاصف الإرهابيَّ يُهدِّد كلَّ بلدان المنطقة، ففي مثل هذا الخطر، وبهذا الحجم ليس لنا إلا أن نتبادل وجهات النظر، ونـُحدِّد رؤية مُشترَكة، ونتحمَّل المسؤوليّة معاً". وزاد "وحتى نـُعرِّف العالم بحقيقة ما يجري في العراق، ونتعرَّف إلى آرائهم، وأسئلتهم، استثمرنا مُختلِف اللقاءات منذ الشهر التاسع إلى الآن سواءً كان في لقاءات جدّة، وباريس، ونيويورك، أم اللقاءات الأخيرة في دافوس، وقبلها لندن واستثمرنا هذه اللقاءات، وأوصلنا الخطاب العراقيَّ، والحاجات العراقيّة الحقيقيّة، ومُعاناة الشعب العراقيِّ، وفي الوقت نفسه حذرناهم من أنَّ الذي حصل في العراق مُمكِن أن يحصل في أيِّ بلد من بلدان العالم خصوصاً أنَّ مُواطِني داعش ينتمون إلى عِدّة دول في العالم".&
&
افتتاح السفارة السعودية في بغداد
&
وعن موعد افتتاح السفارة السعوديّة في العراق، اشار الجعفريّ الى انه "منذ أربعة أشهر نتداول هذا الأمر، وقبل رحيل الملك عبد الله كان الموضوع باتـَّاً، وجاء وفد سعوديّ إلى بغداد &ليضع اللمسات الأخيرة، وقد خرج بانطباع جيِّد وليس بيننا وبين فتح السفارة إلا ترتيب قضايا الجانب العمليّ".
&
وكان وفد من المملكة العربية السعودية زار العراق مطلع الشهر الحالي لإكمال ترتيبات افتتاح السفارة السعودية في بغداد برئاسة السفير عبد الرحمن الشهري، وبحث مع المسؤولين العراقيين الإجراءات الفنية واللوجستية المتخذة لأجل المباشرة بافتتاح السفارة معربًا عن أمله بأن تكون هذه الخطوة دافعًا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
&
ومن جهته، اعتبر سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إعادة فتح سفارة السعودية في العراق دفعة قوية تعطي زخماً كبيراً للعلاقة بين البلدين وتؤسس لتوطيد أواصر الثقة المتبادلة وتعزز آلية التنسيق المشترك بينهما.&
&
وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت لكن السعودية بدأت تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق بعد تعيين العبادي رئيسًا جديدًا للحكومة الماضي، ويعدّ طراد عبد الله الحسين الحارثي آخر سفير سعودي مقيم لدى العراق جرى تعيينه في عام 1983 وظل في منصبه حتى الغزو العراقي للكويت في عام 1990 إلى حين قطعت السعودية علاقاتها مع العراق، وفي عام 2012 عيّنت المملكة فهد بن عبد المحسن الزيد سفيراً غير مقيم لها لدى العراق وتسلم أوراق اعتماده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. &
التعليقات