&أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن مملكته لا تستسلم للمشاكل في المنطقة كذريعة لتعطيل مسيرة التقدم، سواء في الإصلاح الاقتصادي أو السياسي، وقال إن سر نجاح الأردن هو الاستثمار في رأس المال البشري.


&
قال الملك عبدالله الثاني إن تاريخاً على مدى عقود أثبت الأردن خلاله دائما قدرته على الحفاظ على استقراره في الإقليم، بغض النظر عن طبيعة الأزمات التي تمر بها المنطقة، ومع كل ما جرى ويجري من حولنا، كان أداء الأردن مميزا، ومن ذلك أن اقتصادنا نما بنسبة تجاوزت 3 بالمئة في العامين الماضيين، ونحن نتوقع أن يبلغ معدل النمو 4 بالمئة خلال السنتين أو الثلاث القادمة، ومن الشواهد كذلك أن احتياطياتنا في البنك المركزي هي الأعلى تاريخيا.
&
وتأتي المقابلة مع الملك عشية افتتاح منتدى دافوس العالمي الذي يبدأ فعاليته الجمعة في البحر الميت بمشاركة عربية وعالمية واسعة.
&
واضاف العاهل الأردني في مقابلة مع شبكة (سي إن بي سي) الاقتصادية الأميركية في الشرق الأوسط، أجرتها هادلي غامبل، ردا على سؤال حول ما يمكنه أن يطمئن المستثمرين إلى أن الأردن آمن؟ وهل ستستمر الأزمات سوريا والعراق التي يحقق فيها الإرهابيون مكاسب على الأرض إنه عندما ننظر إلى المنطقة، وتحديدا سوريا والعراق، نجد أن العراق كان دائما سوقا قوية بالنسبة لنا، وأعتقد أن الحكومة العراقية، وبالتعاون مع قوات التحالف، سيفتحون الطريق بين عمان وبغداد هذا الصيف، ما سيفتح أبواب هذه السوق القوية أمام الأردن من جديد.
&
وقال أعتقد أن أولئك الساعين للاستثمار في الأردن لن يستثمروا لأن السوق العراقية ستكون مفتوحة أمامهم فقط، لن يقف الأمر عند ذلك، لأنهم سيستفيدون من اتفاقيات التجارة بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي، وهي سوق أخرى مشرعة الأبواب أمامهم، لقد امتد نطاق مساعينا دائما خارج المنطقة، فالمستثمر لا يبحث عن فرصته ضمن حدود الأردن وحسب، إذ إن لدينا اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة وكندا، وسوف يتبعها اتفاقية مع المكسيك لاحقا، لذلك فإن نطاق الاستثمار سيكون مفتوحا للمهتمين بالقارة الأميركية أيضا، وبالإضافة إلى ذلك، فقد نشطنا في مساعينا باتجاه آسيا، ونتحدث هنا عن الهند وما وراءها.
&
ونظرا لعملية التطوير التي تشهدها موانئ العقبة، فإن المحطة التالية هي القرن الأفريقي، حيث سننظر في كيفية تطوير العلاقات التجارية مع بلدان شرق أفريقيا، وعليه فإن الفرص وافرة، وهذا ما يجعل المستثمرين يطرقون أبواب الأردن.

التحديات الداخلية&
وردا على سؤال عن التحديات الداخلية في الأردن، حيث يشكل اللاجئون في الأردن &20 بالمئة من السكان، وأزمة مياه، ويستورد كل احتياجاته من الطاقة، قال الملك عبدالله الثاني: بالنسبة للتحدي الناشئ عن وجود لاجئين يشكلون 20 بالمئة من السكان، فإننا لا نحصل على ما يكفي من الدعم من المجتمع الدولي، وأعتقد أن معظم الناس لا يدركون أن 85 بالمئة من اللاجئين لا يعيشون في مخيمات اللاجئين، بل خارجها في الواقع، ما يشكل عبئا على الاقتصاد الأردني، فما يقرب من 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي يوجه للتعامل مع عبء رعاية اللاجئين، وهذا تحد يفوق طاقتنا.
&
أما بالنسبة إلى احتياجاتنا من الطاقة، فإن سبب المشكلة التي نواجهها هو انقطاع إمدادات الغاز الذي كنا نحصل عليه من مصر، ولذلك كان علينا أن نتحرك بسرعة، وهذا هو سر الأردن دائما، وهو قدرته على التكيف مع جميع التحديات التي تواجهه، وهذا سبب تدفق استثمارات كبيرة في مجال الطاقة البديلة.
&
الأردن لا يستسلم&
وحين سئل العاهل الأردني ما إذا كان مفاد رسالته للمستثمرين هو: لا تدعوا الفوضى في المنطقة تحط من عزيمتكم؟، أكد العاهل الهاشمي أن الأردن لا يستسلم للمشاكل في المنطقة كذريعة لتعطيل مسيرة التقدم، سواء في الإصلاح الاقتصادي أو السياسي، وأقول دائما إن أعمالنا تسير كالمعتاد، وعلينا أن لا نتخلى عن طموحاتنا، وفي الواقع، عندما تبرز الأزمات، نجد أن هذا هو الوقت المناسب لدفع عجلة التقدم إلى الأمام.
&
وعن المزايا التي يمكن للأردن توفيرها لرجال الأعمال الرياديين وللمستثمرين عندما يأتون إلى الأردن؟ ولماذا عليهم أن يختاروا الأردن بدلا من دبي، على سبيل المثال؟، أجاب الملك عبدالله الثاني: سر نجاح الأردن هو الاستثمار في رأس المال البشري، وهو أهم صادراتنا، وتتمحور رؤيتي بعيدة المدى بكاملها حول إعادة تلك القوة إلى الأردن، حيث إن المواهب الأردنية تحظى باحترام العديد من البلدان في المنطقة وتعمل هناك، هذا هو رأسمالنا، وأعتقد أن هذا ما يميزنا عن الدول الأخرى.
&
تكنولوجيا المعلومات&
فعندما ننظر إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، هناك 70-75 بالمئة من المحتوى العربي على الشبكة هو في الواقع صادر من الأردن، وبلدنا من أفضل عشر دول لإنشاء الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا.&
&
وعندما ننظر أيضا إلى السياحة الطبية، فنحن في المرتبة الخامسة عالميا، والفضل يعود في كل هذا إلى المواهب الأردنية، وما يميز الأردن عن البلدان الأخرى، في اعتقادي، هو أنها مواهب محلية غير مستوردة.
&
لذلك عندما يأتي رجال الأعمال من الخارج للاستثمار في الأردن، يجدون لهم في المملكة شركاء من الشباب، وهم شركاء قادرون وبارعون جدا في التكنولوجيا ويمكن الاستثمار معهم، أعتقد أن هذا ما يميز الأردن عن العديد من دول المنطقة.
&