عبّر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري اليوم عن استغرابه من اتهامات وجهها لبلاده نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد بالقول إن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن تتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره التي خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.

لندن: عبَّر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري عن استغرابه الشديد "لما صدر عن وزير خارجيّة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان من تصريحات تحمل اتهامات للحكومة العراقية، مُعتبراً أنَّه كلام غير صحيح"، كما قال في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الاحد.

واضاف "أنَّ النظام العراقيَّ برهن بما فيه الكفاية على أنه مُصِرٌّ على إنشاء نظام على قاعدة الديمقراطيّة ومُشارَكة واسعة لكلِّ الأطراف وليس فقط من حيث إقامة النظام، بل من حيث السياسات العامّة التي طبَّقها عُمُوماً بخاصّةٍ القوات المُسلـَّحة".

جاء ذلك ردّاً على تصريحات أدلى بها الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجيّة الإماراتيّ في مؤتمر صحفيّ مشترك مع وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف الجمعة الماضي، واتهم فيها حكومتي بغداد ودمشق بقمع شعبيهما بالشكل الذي ساعد على تفشي الارهاب فيهما.

واشار الجعفري الى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي "لا يسمح أبداً بوجود أيِّ نوع من المُحاباة والتمييز في سياسات القوات المُسلـَّحة في المناطق التي تدخلها وفي المجاميع التي تعمل تحت مظلتها، مُشدِّداً على أنَّ العمل تحت مِضلة القوات المُسلـَّحة لا يكون إلا على أسس وطنيّة عراقيّة ومن دون التمييز على خلفيّة طائفيّة، أو مناطقيّة، علاوة على انَّ الرئاسات الموجودة في العراق تعكس تعامُلاً تكامُليّاً بين أبناء المذاهب، والقوميّات.

واضاف الجعفري أن كلام الشيخ عبد الله بن زايد قد "أثار استغرابي خُصُوصاً أنَّ الأخ وزير الخارجيّة عبدالله بيننا وبينه حوار مُباشِر ولا يُوجَد حاجز فيها".. مُشيراً إلى "أنَّ هناك ثمة لبساً وكان عليه أن يستفسر علاوة على ذلك أنَّ العلاقات العراقيّة الإماراتيّة تشهد صعوداً مُطـَّرداً نحو الأفضل"، بحسب قوله.

وكان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قال الجمعة إن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن تتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره في المجتمع، وهي أسباب خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.

وقال خلال مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "إن عدم معالجة أسباب ولادة الإرهاب سيؤدي إلى توالده من جديد ولو تمكنا من القضاء على داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، فإنها ستولد من جديد ما لم تتم معالجة أسباب ظهورها من الجذور".

وفي رده على سؤال حول إمكانية تعاون حكومة دولة الإمارات مع الحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، لا سيما بعد أن أثبتت التجربة عدم جدوى الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف ضد مواقع داعش دون تنسيق مع حكومة سوريا، قال آل نهيان "إن نظام دمشق بقمعه لشعبه وعدم تحقيق العدالة بين مواطني بلاده جعل من المستحيل التعاون معه، فأفعاله هي أحد أسباب ظهور الإرهاب، وما لم يتم القضاء على الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلن يمكننا التخلص نهائيًا من الإرهاب ومخاطره".

وشدد على أن على حكومات المنطقة أن تعمل على معالجة جذور المشكلات ولا بد من اتخاذ القرارات الصعبة وصولًا إلى القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في دول المنطقة وبمساعدة أصدقائنا، وإلا فإن المنطقة مرشحة للوقوع في الفوضى".

وكان وزيرا الخارجية الإماراتي ونظيره الروسي عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا عقب محادثات مغلقة بينهما استمرت ساعة، وقال لافروف في مستهل المؤتمر إنه بحث مع الوزير الضيف العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية والثقافية.

كما بحثا الجانبان مختلف قضايا وأزمات المنطقة، وتوافقا على ضرورة إيجاد حلول لتلك الأزمة على قاعدة إطلاق حوار وطني داخل كل بلد، تشارك فيه مختلف أطياف المجتمع المحلي وتشكيلاته السياسية.

من جانبه، أكد الشيخ عبدالله بن زايد أن البلدين أعربا في محادثاتهما اليوم عن الرغبة الأكيدة في تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستثمارية، كما بحثا أزمات المنطقة وتبادلا وجهات النظر حول سبل حل وتسويات النزاعات المتفجرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.
&
&