أعلن رئيس الوزراء العراقي اليوم ان 40 انتحاريا يدخلون الى بلاده من دول الجوار يوميا، وقال ان العراق يصد الشر عن دول الخليج ودول المنطقة والعالم وناشد دول الجوار إلى نسيان الماضي ومواجهة خطر التنظيم وفكره الذي دمر سوريا ومن ثم عبر إلى العراق.


أسامة مهدي: شدد رئيس الوزراء العراقي على أن تنظيم "داعش" يمثل خطراً حقيقياً على دول الجوار والمجتمع الإسلامي وليس الشيعة فقط، فيما دعا مؤتمر الحد من تجنيد داعش للاطفال الامم المتحدة الى اصدار قرار اممي يعتبر هذا التجنيد عملية ابادة وجريمة ضد الإنسانية.

واضاف العبادي في كلمة في المؤتمر الدولي للحد من تجنيد داعش للاطفال في بغداد اليوم الاثنين تحت شعار "لنحم الطفولة من إرهاب داعش" شارك فيه مسؤولون وبرلمانيون عراقيون وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمات مختصة بالطفولة تابعة لها ومن بينها اليونيسيف ان هذا المؤتمر رسالة الى جميع دول العالم للانتباه الى خطورة ظاهرة تجنيد الاطفال لان الطفولة صفحة بيضاء لا يجب استغلالها بالقتل والذبح والتفجير ولذلك يجب وقوف الجميع صفا واحدا لإنهاء وجود وفكر داعش.

واشار الى ان جرائم عصابات داعش يقوم بها عناصر من نظام البعث تحولوا الى قيادات في التنظيم، مؤكدا قدرة العراق على إنهاء هذه المعاناة والإطاحة بهؤلاء الارهابيين.

واوضح ان داعش يقوم بعملية تجنيد منظم للاطفال وارسال رسالة رعب وخوف ويجب ان تكون هناك ارادة صلبة لمواجهتهم والعراق البلد الوحيد الذي يقاتل عصابة داعش على الارض ويحقق الانتصارات عليها.

واكد ان تنظيم داعش يجند الأطفال في أكثر من 100 دولة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية مطالباً دول العالم "بتحمل مسؤوليتها وحماية المجتمع الإنساني من خطر داعش على الاجيال الجديدة.

وقال ان الحكومة العراقية فتحت صفحة جديدة من العلاقات مع الدول وسعت الى تناسي وتجميد الخلافات من اجل مواجهة هذه التحديات، مشيرا الى ما يقارب 40 انتحاريا يدخلون للعراق في الشهر& مشيراً إلى أن الإرهابيين يتدفقون إلى العراق من خارج الحدود دون أن يعرفوه سابقاً أو يكونوا قد عاشوا فيه ودعا هذه الدول لمعالجة هذا الامر.

وشدد على ان العراقيين يقاتلون من اجل بلدهم ويصدون الشر عن دول الخليج والمنطقة وقال "نحن قادرون على حسم المعركة ولكن ذلك يتطلب وقتا وتضحيات ويمكن بمساعدة ودعم المجتمع الدولي تقصير زمن المواجهة.

واشار الى ان داعش ليس مشكلة عراقية على الرغم من أن قيادته عراقيون من حزب البعث المنحل& وإنما نشأ التنظيم بداية في سوريا لافتاً إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوفه يفوق عدد نظرائهم العراقيين.

واوضح ان داعش قد هجر 3 ملايين عراقي نصفهم دون سن 18 عاماً، مؤكدا أن الحكومة العراقية مصممة على إعادتهم لمدنهم وبلداتهم.

وقال العبادي ان العراق يصد الشر عن دول الخليج ودول المنطقة والعالم ويقدم الكثير من التضحيات يومياً دفاعاً عن الوطن والإنسانية، مؤكداً أن جيوش المنطقة لن تستطيع الصمود بوجه تنظيم داعش كونه منظمة إرهابية تسيطر على مساحات واسعة وليست جيشاً نظامياً.

وناشد دول الجوار إلى نسيان الماضي ومواجهة خطر التنظيم وفكره الذي دمر سوريا ومن ثم عبر إلى العراق، مشدداً على أن التنظيم يمثل خطراً حقيقياً على دول الجوار والمجتمع الإسلامي وليس الشيعة فقط.
&
تجنيد الاطفال جرائم ضد الانسانية

وفي نهاية اعماله، دعا المؤتمر الدولي للحد من تجنيد داعش للأطفال الأمم المتحدة الى اصدار قرار يندد بما قامت به عصابات داعش الإرهابية من عمليات تجنيد للأطفال في العراق واعتبارها عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وطال المؤتمر في بيانه الختامي الحكومات بوضع مزيد من التدابير التي تسهم في حماية الطفال والحد من استغلالهم من قبل العناصر الإرهابية وتعزيز دور مؤسسات التأهيل لضحايا الإرهاب وايجاد برامج لإعادة دمجهم في المجتمع وأوصى مراكز الدراسات والبحوث المحلية والدولية بتبني دراسات معمقة لواقع الحال واقتراح الحلول التفصيلية للحد من هذا الخطر الكبير على المجتمع الإنساني.

كما ناشد المجتمع الدولي&تبني الفكر المناهض للمنهج المتطرف معتمدا على الرؤية الانسانية في التعامل مع الغير وتبني مبادرة التثقيف والتعليم في إطار التعايش السلمي ونشر قيم المحبة والسلام لصد الفكر المتطرف من قبل المؤسسات التعليمية والتربوية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية والعشائرية.

وشدد المؤتمر على مجلس النواب العراقي ضرورة الاسراع في اصدار قانون حماية الطفل العراقي وحث المجتمع الدولي على دق جرس الإنذار من التهديد الذي يواجه السلم الاجتماعي الدولي وحذر من صناعة جيل متطرف عنيف تمت تغذيته عقائديا وتدريبه سلوكا بحيث لايعرف سوى لغة العنف والتطرف ما يتطلب وقفة دولية للحد من انتشار الفكر الداعشي المتطرف عامة ومنهجه اللاتربوي بتعليم الأطفال.

وحذر المؤتمر من خطورة فتح تنظيم داعش اربعة معسكرات مؤخرا في محافظة نينوى الشمالية لتجنيد حوالى الف طفل دون سن الثامنة عشرة من العمر وادخالهم في برنامج لغسل الادمغة وتدريبهم على وسائل القتل والذبح وتنفيذ العمليات الارهابية مؤكدا انها صورة جديدة من صور التمويل لعصابات داعش الارهابية من خلال الاختطاف وطلب الفدية من ذويهم وباقي طرق التجنيد.

وكانت معلومات أكدت تجنيد داعش&للأطفال في مناطق سيطرته الأمر الذي لا ينكره التنظيم حيث يقوم بنشر مقاطع فيديو لمن يسميهم بأشبال الخلافة تبين تجنيده أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً وتدريبهم للقتال مستقبلاً في صفوفه.