فيما يواصل الثوار السوريون معركة "عاصفة الجنوب" ضدّ قوات الأسد للسيطرة على مدينة درعا مهد الثورة السورية، يبدي الائتلاف السوري المعارض أمله في أن تتغير موازين القوى نحو اجبار النظام على حل سياسي عادل.


بهية مارديني: تشنّ فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة منذ يوم الخميس الماضي، هجوماً واسع النطاق، تحت مسمّى "عاصفة الجنوب"، بهدف السيطرة على مدينة درعا بالكامل، جنوبي البلاد.

وأكد أنس العبدة عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض على أهمية الانتصارات التي يحققها الثوار السوريون في الجبهة الجنوبية ضد النظام وحلفائه الإقليميين.

وقال العبدة لـ"إيلاف" إن هذه الدروس "تقرب شعبنا من إجبار النظام على حل سياسي عادل يؤمن استمرار سوريا بلدا موحدا بقومياته وطوائفه لجميع مواطنيه؛ ونظرًا لطبيعة القوى الفاعلة في الجنوب فان هذه الانتصارات توكد راهنية وموضوعية الخيار الوطني السوري باعتباره الخيار الوحيد القابل للتحقق والقادر على جمع غالبية السوريين".

وقال التجمع الوطني السوري أحد أكبر كتل الائتلاف، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه: "ابتدأ ثوار الجنوب، في حوران الثورة، معركة تحرير مهدها الأول، درعا الباسلة وجامعها العمري. وبذلك ينيرون بعزيمتهم وروحهم الكفاحية درب النصر لشعبنا الذي طالت مأساته، وآن لها أن تنتهي!

وأكد البيان: "لقد أثبت هؤلاء الثوار، بانضباطهم الثوري، وإعدادهم الدؤوب الناجح، ووحدتهم الصلبة، وحكمتهم وروحهم الوطنية، أنهم أبناء الثورة المتمسكون بأهدافها في الحرية والكرامة التي وهب مئات آلاف الشهداء دماءهم على دربها."

وشدد على أنه "في الوقت الذي ستُضاف نجاحات ثوارنا في درعا، إلى النجاحات الأخرى في أكثر من مكان على أرض الوطن، يجسد ثوار الجنوب، أن الوطن هو القيمة الأعلى، وأن الثورة هي المحرّك والجامع.. مؤكدين إخلاصهم لمثلها، واشتعلت على سماع أصوات الألم التي أطلقها أطفال درعا، في الثامن عشر من آذار ٢٠١١".

واعتبر البيان أن "أول هذه الدروس هو أن التمسك بوطنية الموقف والقرار هو سبيل النصر. وثانيها، أن الوحدة والتواضع والانضباط والصبر على المكاره أداة النجاح. وثالثها أن العلاقة العضوية مع الشعب وحاجاته وآلامه ضمانة المسار. ورابعها : أن تأمين الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب، والحفاظ على التراب السوري موحداً غير قابل للتقسيم والتجزئة هو الركيزة الأساس في النصر وبناء النظام التعددي الذي يحقق المساواة بين جميع أبناء الشعب السوري".

وفي وقت سابق، قال القيادي العسكري في غرفة عمليات "عاصفة الجنوب"، فهد السلطي، لمراسل "الأناضول": "إن فصائل المعارضة بدأت صباح اليوم الخميس بقصف مدفعي وصاروخي على المواقع العسكرية وخطوط إمداد قوات النظام في مدينة درعا".

وأضاف أن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة اندلعت مع قوات النظام، من قطع الاتستراد الدولي، الرابط بين محافظة درعا ومدينة دمشق، الذي يستخدمه الجيش النظامي لإرسال تعزيزاته العسكرية إلى مدينة درعا التي تسيطر قوات المعارضة على أحياء فيها.

وأشار السلطي، إلى أن معركة السيطرة على المدينة، "جاءت بعد أكثر من شهر ونصف من التخطيط لها، بمشاركة واسعة، من معظم فصائل درعا، بما فيها تشكيلات الجبهة الجنوبية(تضم مقاتلين من الجيش السوري الحر وفصائل مسلحة أخرى)، والفصائل الاسلامية، حيث تم وضع خطّة مُحكمة للهجوم على المدينة من سبعة محاور".

في السّياق نفسه؛ عزّزت قوات النظام المتمركزة في مدينة درعا خطوط دفاعاتها، بالقرب من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما وسّعت انتشارها داخل المدينة لتشمل مساكن المدنيين، والأبنية المرتفعة، لاعتلاء قناصتها عليها، بحسب ما أفاد شهود عيان لمراسل "الأناضول".

يُذكر أن مدينة درعا، هي أهم وأبرز نقاط ارتكاز الجيش النظامي في جنوب سوريا، لاحتوائها على جميع الأفرع الأمنية والنقاط العسكرية الاستراتيجية في المحافظة، إضافة إلى أهم المنشآت والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وكانت "الجبهة الجنوبية" سيطرت مطلع الشهر الجاري على اللواء 52 الاستراتيجي، التابع للنظام شرقي درعا، كما سيطرت على مجموعة من القرى المجاورة للمدينة.