الصحف البريطانية تجمع على ضرورة وجود استراتيجية عالمية لمواجهة "الإرهاب"، وذلك بعد سلسلة اعتداءات الجمعة، لكنها أكدت أن التدخل الغربي في الشرق الأوسط قد يجلب نتائج عكسية.

نصر المجالي: &بعد يومين من هجوم الجمعة الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث، خرجت تقارير في العاصمة البريطانية تدعو إلى استراتيجية توافق عالمية يتم التشاور بشأنها عاجلاً لمواجهة "الإرهاب".&
&
وأجمعت غالبية الصحف اللندنية الصادرة يوم الأحد على ضرورة توحيد الصفوف في مواجهة تنظيم (داعش)، بعد الهجوم على منتج سوسة السياحي في تونس.
&
وقتل 15 بريطانياً في الهجوم "الارهابي" في تونس، وحفلت صحف الأحد بصور وتقارير وتعليقات عن الحدث الدموي الذي هز المملكة المتحدة كونها أكثر المتأثرين بعديد الضحايا.&
&
وقالت صحيفة (أوبزرفر) إنه لا يوجد تفسير ولا تبرير ولا منطق لما قام به المسلح في منتجع سوسة السياحي، فضحاياه كانوا عزّلًا، كبارًا وصغارًا، ومن مختلف البلدان، وكلهم أبرياء، ولكن كل هذا لم يثنه عن فعلته.
&
وأضافت: أن أسباب الفتنة في العالم العربي متعددة، منها تفشي الظلم والتخلف في أغلب الدول العربية، وهو ما يغذي سخط الكثير من الشباب ويدفع بهم إلى اعتناق الأفكار المتطرفة، ولعل استهداف تونس لأنها كانت الشعلة التي أوقدت انتفاضات الربيع العربي.
&
التدخل الغربي&
&
ونوهت الصحيفة إلى التدخل الغربي في الشرق الأوسط، وآخرها الحرب في العراق، التي أثارت النزاعات الطائفية، ومن خلالها تسللت التنظيمات المتشددة، على غرار تنظيم "الدولة الإسلامية".
&
وترى أن المطلوب إزاء أحداث تونس هو فهم تبعات الهجوم والتقليل من أضراره، التي تصيب المسلمين في الغرب، مثلما وقع في الولايات المتحدة وفرنسا، إثر أحداث كانون الثاني( يناير) في باريس.
&
وتختم (أوبزرفر) فائلة: إنه ليس بوسع أي دولة أن تواجه تهديد المتطرفين لوحدها، سواء في سوريا والعراق أو منع الهجمات في أوروبا، ولابد أن تتجه جميع الدول نحو استراتيجية.
&
حماية تونس
&
ومن جهتها، علقت صحيفة (صنداي تلغراف) على تبعات الهجوم على منتجع سوسة في تونس، وكيف أن تهديد المتطرفين يضع تجربة تونس الناجحة من بين دول الربيع العربي على المحك.
&
ورأت الصحيفة أن مكافحة التطرف تحتم على الحكومات الديمقراطية حماية حقوق وحريات المواطنين.
&
وتقول (صنداي تايمز) من جانبها إن الحكومة البريطانية اختارت الطريق الأصعب والأكثر تكلفة بسنها قوانين لمكافحة "الإرهاب" تسمح للأجهزة الأمنية احتجاز المشتبه فيهم 15 يوماً قبل عرضهم على القضاء.
&
وتضيف أن التونسيين عموما يثقون في الجيش، وهو الذي يحمي الآن المناطق الأثرية والمنتجعات السياحية، ولكنهم يتهمون الأجهزة الأمنية والشرطة بالفساد والتعذيب والرشوة، وهم يحملونها مسؤولية الاختراقات الأمنية.
&
وتشير الصحيفة اللندنية إلى أن التجربة الديمقراطية في تونس حديثة وهشة، وقد ازدادت هشاشة بعد الهجوم على منتجع سوسة.
&
وتختم بمطالبة الولايات المتحدة وأوروبا بأن تساعد تونس على الاستمرار في طريق الاعتدال، لأنه إذا فشلت تونس، لا أمل في نجاح الدول العربية الأخرى.

استهداف السياحة
&
ومن ناحيتها، نشرت صحيفة (إنديبندانت أون صنداي) تقريرًا تحدثت فيه عن الدوافع الحقيقة وراء استهداف منتجع سوسة السياحي في تونس، والأهداف التي يتوخاها المتشددون في البلاد.
&
وقالت في تقريرها إن المسلح كان حذرًا جدًا في عمليته، وانتقى ضحاياه بعناية، إذ كان يطلق النار على الأوروبيين تحديدًا، وحاول تجنب التونسيين وهو يتقدم نحو الفندق.
&
وتضيف الصحيفة أن هذا لا يعني أن فكرته كانت قتل الكفار وحماية المسلمين، بل كان يرمي إلى تخريب صناعة السياحة، أكبر مصدر للعملة الصعبة في تونس، وأكبر قطاع توظيفي للتونسيين في البلاد.
&
ونقلت الاندبندنت عن خبراء أمنيين قولهم إن تزامن هجوم تونس مع هجومين آخرين في فرنسا والكويت دليل على أن هناك رغبة في شن هجمات متزامنة تذكر بالهجمات التي كان ينفذها تنظيم القاعدة.
&
وفي الأخير، أشارت الصحيفة إلى أن السلطات التونسية زعمت أن المتشددين الذين نفذوا هجمات في البلاد تدربوا في ليبيا، في مناطق تحت سيطرة حكومة طرابلس المتنازعة مع حكومة طبرق المتعارف عليها دوليًا، وهذا في رأي الصحيفة "يعطي لهجوم سوسة بعدًا دوليًا، ويربطه بهجمات في بلدان وقارات أخرى".
&