تسلمت القوات المسلحة المصرية أول ثلاث مقاتلات من طراز "رافال" الفرنسية، خلال حفل أقيم في قاعدة إيستر الجوية جنوب فرنسا، والذي يأتي في إطار الإتفاقية التي أبرمتها مصر مع فرنسا في (فبراير) شباط الماضي، والتي تقضي بتسليم 24 طائرة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم".


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تسلمت مصر أول دفعة من صفقة طائرات "رافال" الفرنسية، وتتكون من ثلاث طائرات، ضمن صفقة ضخمة تحصل بموجبها على 24 طائرة، وفرقاطة من طراز "فريم"، وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن مصر تسلمت أولاً الفرقاطة "فريم"، خلال زيارة رسمية قام بها وزير الدفاع الفريق أول صدقي لفرنسا مطلع الشهر الجاري، مشيراً إلى أن صبحي، رفع العلم المصري على الفرقاطة، لتدخل الخدمة بالقوات البحرية المصرية تحت إسم "تحيا مصر".
&
وأوضح أن تلك الصفقة تتيح للقوات البحرية والقوات الجوية المصرية تحقيق خطوة نوعية في زيادة قدرتها على القيام بمهامها في دعم جهود الأمن والإستقرار، بمنطقة الشرق الأوسط.
ووفقاً للخبير العسكري، اللواء فؤاد حسين، فإن صفقة الطائرات "رافال" تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش المصري في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، مشيراً إلى أن مصر تواجه الجماعات الإرهابية في سيناء، وتعاني من تهديدات عبر حدودها الغربية، بسبب حالة الفوضى وغياب الدولة في ليبيا. وأضاف لـ "إيلاف" أن طائرات "رافال" لديها مميزات واضحة في العمليات ضد التنظيمات الإرهابية، موضحاً أن فرنسا تستخدمها في الحرب ضد الإرهاب في دول مثل أفغانستان، ومالي، كما استخدمت في الغارات التي شنتها قوات الناتو ضد نظام معمر القذافي في ليبيا. ولفت إلى أنها مزودة بقدرات رادارية تمكنها من تعقب 40 هدفاً في وقت واحد.
&
تنويع مصادر التسليح
وحسب وجهة نظر الخبير العسكري اللواء، محمد علي بلال، فإن صفقة طائرات "رافال" الفرنسية، تعبر عن الإستقلال المصري في القرار السياسي، وتأتي تعبيراً عن رغبتها في تنويع مصادر تسليح الجيش. وأضاف لـ "إيلاف" أن الصفقة شملت أيضاً فرقاطة من نوع "فريم"، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش المصري البحرية والجوية، معتبراً أن "رافال" طائرة متعددة المهام، ويمكن استخدامها في الحرب ضد الإرهاب في سيناء، أو في مواجهة تهديدات الجماعات المسلحة في ليبيا. ولفت إلى أن الطائرة تحقق لمصر التوازن في سلاح الجو مع إسرائيل، لاسيما أن أميركا منحتها الطائرة "إف 35"، بالإضافة إلى تأمين قناة السويس، التي تعد أهم شريان ملاحي في العالم، فضلاً عن أنها تعتبر أهم مورد إقتصادي لمصر.
&
رسالة الى اميركا
مصر لم تعد تطمئن للجانب الأميركي، لاسيما في ظل تجميد المساعدات العسكرية، واحتجاز طائرات "إف 16" أثناء اجراء الصيانة لها، وذلك في أعقاب تدخل الجيش للإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في 3 (يوليو) تموز 2013، وقال اللواء محمود سعيد، الخبير العسكري، لـ "إيلاف"، إن صفقة "رافال" تبعث برسائل إلى أميركا وإسرائيل والتنظيمات الإرهابية معاً، وأوضح أن أميركا كانت تتحكم في تزويد الجيش بالأسلحة لسنوات طويلة، بما يضمن التفوق الإسرائيلي العسكري على دول المنطقة، مشيراً إلى أن مصر لم تعد تطمئن إلى أميركا، لاسيما بعد تجميد المساعدات العسكرية بعد ثورة 30 (يونيو) حزيران 2013، التي أطاحت بنظام حكم محمد مرسي. ولفت إلى أن أميركا تدعم الإخوان، ولا يمكن الإعتماد عليها كلياً في تسليح الجيش المصري، خاصة مع تعدد الأخطار التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي.
&
وللتنظيمات الارهابية
وأفاد بأن تسلم مصر طائرات "رافال"، يبعث برسالة أخرى إلى التنظيمات الإرهابية، التي تحاول فرض سيطرتها على سيناء، وتهديد استقرار الدولة المصرية، لافتاً إلى أن هذه الطائرة لديها قدرات عالية في مواجهة الحرب غير التقليدية، لاسيما في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي يتحصن عناصرها في الجبال سواء في سيناء أو في صحاري ليبيا.&
&
تأمين قناة السويس
وقال &وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، إن "طائرات "رافال" ستساعد مصر على تأمين قناة السويس ومكافحة الأصولية في سيناء وتنظيم داعش الإرهابي". وأضاف في تصريحات له أثناء توقيع الصفقة في (فبراير) شباط الماضي: "الرئيس السيسي لديه ضرورة استراتيجية لتأمين قناة السويس التي يمر بها جزء كبير من التجارة العالمية، وهذا هو السبب الأول للحاجة الملحة أن تكون لدى مصر وسائل بحرية و جوية للاضطلاع بهذا الدور". وتابع: "عملية ذبح الأقباط في ليبيا على يد داعش تعد سببًا إضافيًا ليكون لدى مصر عناصر الأمن".
&
أميركا قلقة
وعلى الجانب الآخر، تنظر أميركا بالكثير من القلق للصفقة، ونقلت صحيفة "تايم" الأميركية عن جون ألترمان، نائب رئيس ومدير برنامج الشرق الأوسط لدى معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية، قوله: "لقد كانت مصر تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، لذا فإنها بدأت البحث عن إيجاد نوع من الترتيب للطوارئ بحيث لا تترك الأمر كليًا لضغوط الكونغرس، لتغيير سياساتها بشأن التعامل مع المعارضين". وأضاف: "مصر تبعث رسالة".
وتابع: "من المؤكد أن مصر تواجه تهديدات أمنية من جهات متعددة. ففي شبه جزيرة سيناء، يطلق المتطرفون الإسلاميون، الذين كانوا قد أقسموا بالولاء لداعش، هجمات قاتلة ضد المنشآت العسكرية والنفطية. ومع سقوط ليبيا في الفوضى في أعقاب سقوط نظام القذافي عام 2011، بفضل طائرات الناتو ومن بينها رافال الفرنسية، باتت الحدود الغربية لمصر مهددة حيث تسيطر الميليشيات المسلحة على ليبيا، ومما يسلط الضوء بشأن لماذا يرى السيسي هذه الجماعات الليبية تهديدًا للدولة المصرية، هو خطف إحدى هذه الجماعات 21 قبطياً".
&
رافال
ووفقاً للمعلومات المتداولة عن الطائرة "رافال"، فإن أول تجربة طيران بها جرت في العام 1986، وانتجت فرنسا فئات متعددة منها: فئة مزودة بمقعد واحد، وأخرى مزودة بمقعدين للتدريب، وفئة ثالثة متطورة في مستويات التسليح، وفئة رابعة للإقلاع من حاملات الطائرات.
وتستطيع حمل صواريخ جو/ جو من أنواع: "ماغي 2"، "ميكا2"، "أي أي أم -9 " و"سايد وايندر". كما يمكن أن تحمل صواريخ جو/ أرض من أنواع: "إكزوست AASM"، "أباتشي MBDA Apache"، "سكالب إي جي SCALP EG"، "جي بي يو-12 GBU-12 Paveway II".
وتتميز "رافال" بقدرات رادارية من نوع "RBE2"، بما يمكنها من تعقب 40 طائرة في الوقت نفسه، ولديها القدرة على الاشتباك مع 8 طائرات دفعة واحدة. ويستطيع رادار الطائرة اكتشاف الطائرات التي تحلق تحتها أيضًا. كما تمتلك نظام حرب إلكترونية من نوع "Spectra Thales"، ونظاماً كهروبصرياً من نوع "SAGEM / OSF"، للبحث الحراري وتتبع الأهداف. ويعتبرها الخبراء من أكثر المقاتلات الحربية المعروفة بقدرات المناورة وغزارة النيران والقدرة على الاشتباك والدقة في إصابة أهدافها.
يبلغ طول "رافال" 15.27 مترًا، وتبلغ المسافة بين جناحيها 10.80&امتار، ومساحتهما 45.7 مترا مربعا، ويبلغ ارتفاعها 5.34 امتار، ويبلغ وزنها بدون حمولة 10 أطنان، أما وزن الإقلاع الأقصى فيصل إلى 24 طناً، وتبلغ حمولتها القصوى الخارجية تسعة أطنان ونصف الطن، وسرعتها القصوى في الارتفاعات العالية تتجاوز ألفي كيلومتر بالساعة.
كما تتميز "رافال" بقدرتها على الارتفاع 16,800 متر بمعدل صعود قدره 350 مترا/ثانية. وتتحمل أجنحتها وزن 326 كيلوغراماً لكل متر مربع.
&
&
&