اكتشف علماء كوكبًا يقرب حجمه من حجم الأرض، ويدور حول نجم بحجم الشمس التي يدور كوكبنا في فلكها، ليكون أقرب الكواكب المكتشفة حتى الآن شبهًا بالأرض، مع ما يترتب على ذلك من احتمالات أن يكون الكوكب صالحًا للعيش.

لندن: قال جون جينكنز، من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، في مؤتمر صحافي إن كوكبًا جديدًا أُطلق عليه اسم كيبلر ـ 452 بي هو الاقرب إلى أي مكان آخر يمكن أن يسميه الانسان موطنًا له، في إشارة إلى الأرض موطن البشرية جمعاء.
&
الأقرب إلى الأرض&
اضاف جينكنز: "حرارة الكوكب مناسبة لوجود ماء فيه منذ 6 مليارات سنة، وهي زمن طويل وفرصة كبيرة لنشوء حياة في مكان ما على سطحه أو في محيطاته، على افتراض توفر جميع شروط الحياة اللازمة.&
وكان العلماء اكتشفوا كواكب أخرى خارج المنظومة الشمسية يقرب حجمها من حجم الأرض ولعلها ذات تضاريس صخرية مماثلة لتضاريس الأرض، لكنها تدور في أفلاك نجوم باردة تختلف اختلافًا كبيرًا عن شمسنا، في حين أن الكوكب 452 بي يدور في فلك نجم كبير الشبه بشمسنا.&
وقال جينكنز: "لو أمكن ارسال نباتات إلى الكوكب 452 بي لقامت بعمليات التركيب الضوئي من دون عناء".&
وقال باحثون إن قطر الكوكب الجديد يزيد على قطر الأرض بنحو 60 في المئة، واحتمالات أن تكون تضاريسه صخرية مثل تضاريس الأرض تزيد على 50 في المئة، ومن شأن هذا أن يوفر بيئة ملائمة لنشوء حياة.&وعلى افتراض أن تضاريسه صخرية ستكون فيه براكين نشيطة وربما غلاف جوي كثيف.

ليس إنذارًا كاذبًا
واكتشف ابن عم الأرض الجديد الذي يبعد عنها نحو 1400 سنة ضوئية تلسكوب كيبلر، الذي رصد وجود انخفاضات طفيفة في كمية الضوء المنبعث من نجوم في مجرة سيغناس في مؤشر إلى أن هناك كوكبًا يحجب بعض الضوء المنبعث من نجمه.
وبعد إعادة التدقيق، اعلن العلماء بثقة أن الاشارات الضوئية الكابية دليل على وجود كوكب وليست انذارًا كاذبًا.
وقال علماء آخرون لم يشاركوا في البحث إن 452 بي مثال مثير على وجود كوكب في منطقة غولديلوكس، حيث الحرارة غير مرتفعة ولا منخفضة، &لتمنع نشوء ماء سائل.
وقالت العالمة الفلكية سارة سيغر، من معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا، إن هذا أول كوكب صالح لنشوء حياة في منطقة غولديلوكس، حيث يمكن أن توجد عشرات الكواكب المماثلة.
لكن صحيفة يو أس أي توداي نقلت عن العالم الفلكي جوشوا بيبر، من جامعة ليهاي الاميركية، قوله: "من غير المعروف على وجه التأكيد أن تكون تضاريس الكوكب الجديد صخرية بل قد تكون جليدية أو&له غلاف هيدروجيني كثيف يقتل أي امكانية لنشوء حياة".

تماثل حقيقي
واوضح بيبر قائلًا: "نحن نقترب أكثر فأكثر من وجود تماثل حقيقي مع الأرض، لكن وقتًا سيمر قبل أن نتمكن من تأكيد أن هذه الكواكب حقًا شبيهة بكوكب الأرض".&
واضاف أن السبب هو الصعوبة &البالغة في قياس كتلة الكوكب 452 بي وكواكب مماثلة، وهذا بدوره يزيد صعوبة أن نعرف ما إذا كانت الكواكب صخرية أو لا.
وقال آبيل ميديز، العالم المختص بدراسة الكواكب من جامعة بورتوريكو، إنه من الصعب التوثق من مدى صلاحية هذا الكوكب لنشوء حياة فيه، لأننا لا نعرف أي شيء آخر عنه مثل تركيبه وغلافه الجوي.
وحتى إذا اتضح أن الكوكب 452 بي عالم ميت، فإن التلكسوب كيبلر رصد سبعة كواكب أخرى في "المنطقة القابلة للعيش"، حيث يمكن أن يوجد ماء سائل، كما لاحظ الباحث جيفري كوفلين، من معهد "ستي" المختص بالبحث عن حياة خارج الأرض.
أضاف كوفلين: "إذا تأكد وجود هذه الكواكب المرشحة لنشوء حياة فيها، فإن اكتشافات مثيرة حقًا تلوح في الأفق".
&
&